تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحلقة السادسة من المهمات في علوم القرآن لفضيلة الشيخ خالد السبت ـ حفظه الله ـ]

ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[17 Feb 2008, 11:57 ص]ـ

موضوع آخر يتعلق أيضا بنزول القرآن وهو:

بيان أول ما نزل وآخر ما نزل:

فوائد معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل:

1 / معرفة الناسخ والمنسوخ.

2/ أن معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل، يدل على شدة عناية الصحابة رضي الله عنهم بكتاب الله عز وجل حيث ضبطوا هذه الأمور، وهذا لا تجده في كتاب آخر من الكتب التي نزلت على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, فهذا دليل أكيد على سلامة القرآن من التبديل والتحريف لعظم العناية التي حظي بها، إضافة إلى أن الله تكفل بحفظه فكان من أسباب الحفظ التي يسرها الله عز وجل له، أن جعل الصحابة رضي الله عنهم يعنون به هذه العناية العظمى.

3/ ومن الفوائد أيضاً: إدراك أسرار التشريع والمنهج التربوي القرآني، فكان أول ما نزل عليهم يتعلق بتقرير الأصول الكبار والعقائد، وما أشبه ذلك، وكان التركيز عليها، ثم بعد ذلك جاءت الأمور الأخرى مشروحة في المدينة، وكان أواخر ما حرّم عليهم بعض الأمور التي كانوا يتعلقون بها أشد التعلق، خلاف عبادة غير الله عز وجل فهذا أصل قرره القرآن لأول وهلة، وأنه أمر باطل وأنه لا يعبد إلا الله سبحانه وتعالى.

بيان أول ما نزل من القرآن بإطلاق:

إن أول ما نزل من القرآن بإطلاق، أي ليس في موضوع معين، (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) فهذا أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الله عز وجل، والدليل على ذلك: ما أخرجه الشيخان (خ / 4، م / 160) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبّب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد، ويتزود بذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها، فتزوده لمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بقارئ .. الحديث) فهذا أول ما نزل بإطلاق.

ولحديث عائشة أيضا ـ رضي الله عنها ـ قالت: (أول سورة نزلت من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) (إسناده حسن).

وكذلك أيضاً ما صح عن أبي رجاء قال:كان أبو موسى يُقرئنا فيُجلسنا حِلَقاً عليه ثوبان أبيضان، فإذا تلا هذه السورة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) قال: هذه أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم. - إسناده صحيح-.

وأيضاً صح عن عبيد بن عمير قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: اقرأ قال: وما أقرأ؟ فوالله ما أنا بقارئ فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) فكان يقول: هو أول ما نزل، فهذا مرسل، وإسناده صحيح إلى عبيد بن عمير، ولكنه مع إرساله يعتضد بما قبله.

وكذلك صح عن مجاهد قال: إن أول ما أُنزل من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) و (نْ وَالْقَلَمِ)

فإذا تقرر هذا المعنى فإنه يرد عليه إشكال يحتاج إلى جواب، هو ما أخرجه الشيخان (خ/ 4، م / 161) عن أَبَي سَلَمَةَ َقَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ قَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. فَقُلْتُ: أَوْ اقْرَأْ؟ قَالَ جَابِرٌ: أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي، نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام، فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي فَدَثَّرُونِي، فَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر::1:4) وفي رواية للبخاري عنه قَالَ " سَمِعْتُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير