[هل منهجنا خطأ في التعلم؟ ماذا قال ابن عمر؟]
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Mar 2008, 03:56 م]ـ
كنت أقرأ في كتاب شرح مقدمة شيخ الإسلام للشيخ مساعد الطيار فاستوقفني هذا الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما:
" لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد (صلى الله عليه وسلم) فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ولقد رأينا اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه "ص 100وص 102
لدي استفسار
ماذا قصد ابن عمر رضي الله عنهما بقوله وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن؟ فمن المقرر عند كثير من العلماء أنهم ينصحون بأن يبدأ الطالب بحفظ القرآن كأول خطوات التعلم فهل هذا المنهج يخالف ما يذكره ابن عمر رضي الله عنهما؟ وإذا علمنا أن القرآن هو مصدر العلم مع السنة فكيف لنا أن نتعلم الإيمان قبل القرآن؟ هذه أسئلة وردت على خاطري عندما قرأت الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما ..
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[16 Apr 2009, 03:10 م]ـ
بفضل الله وجدت جوابا لهذه المسألة من كلام الدكتور عصام العويد في كتابه فن التدبر جزاه الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Apr 2009, 07:29 م]ـ
كنت أقرأ في كتاب شرح مقدمة شيخ الإسلام للشيخ مساعد الطيار فاستوقفني هذا الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما:
" لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد (صلى الله عليه وسلم) فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ولقد رأينا اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه "ص 100وص 102
لدي استفسار
ماذا قصد ابن عمر رضي الله عنهما بقوله وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن؟ فمن المقرر عند كثير من العلماء أنهم ينصحون بأن يبدأ الطالب بحفظ القرآن كأول خطوات التعلم فهل هذا المنهج يخالف ما يذكره ابن عمر رضي الله عنهما؟ وإذا علمنا أن القرآن هو مصدر العلم مع السنة فكيف لنا أن نتعلم الإيمان قبل القرآن؟ هذه أسئلة وردت على خاطري عندما قرأت الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما ..
الذي أفهمه من عبارة بن عمر رضي الله عنهما، أن العمل علامة الإيمان، وهو الدافع إلى العمل.
ولكن يبقى السؤال كيف يكون إيمان بلا علم؟ وأيهما يبنى على الآخر؟ هل الإيمان مبنى على العلم أو العكس؟
إن آيات القرآن تدل على أن العلم هو طريق الإيمان قال تعالى:
(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الحج (54)
(الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)) سورة القصص
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) سورة محمد (19)
(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) سورة فاطر (28)
ونحن لو تأملنا عبارة بن عمر رضي الله عنهما: "وتنزل السورة على محمد (صلى الله عليه وسلم) فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم " نجد أنها تشرح العبارة التي قبلها وتفسرها، فهو يقول أن السورة تنزل فيعملون بمقتضاها وهذا هو الإيمان وهو حقيقة مركبة من اعتقاد وقول وعمل.
بينما من أتى من بعدهم عكسوا القضية فهم يعلمون القرآن ولكن بلا عمل.
وهنا يطرأ سؤال وهو لماذا؟
فلعل الجواب والله أعلم يكمن في قضية خطيرة وهي قضية التربية.
إن جيل بن عمر رضي الله عنهما ومن سبقه تربوا على عين النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت تسري روحه الإيمانيه في أرواحهم فتتحرك قلوبهم وجوارحهم بالعمل وفي حياة الصحابة رضي الله عنهم شواهد كثيرة على ذلك إن لم تكن حياتهم كلها شاهد على ذلك.
أما الجيل الذي كان يحدث عنه بن عمر رضي الله عنهما فقد افتقد ذلك العنصر الخطير؛عنصر التربية.
وكلام بن عمر رضي الله عنهما يفسر لنا واقع الأمة اليوم؛ فما أكثر العلماء أو حاملي العلم وما أقل العاملين بما علموا.
إن العالم الإسلامي يزخر بحفاظ القرآن وحفاظ الحديث وحفاظ الفقه، ولكن هل يفتقد هؤلاء روح المربي؟
أترك الجواب لكم.