تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القرآن والإنسان: الطبيعة والوظيفة والعلاقة]

ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[03 Mar 2008, 01:48 م]ـ

[القرآن والإنسان: الطبيعة والوظيفة والعلاقة]

محاضرة للدكتور: الشاهد البوشيخي

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما، اللهم افتح لنا أبواب الرحمة وأنطقنا بالحكمة واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة " الحمد الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا" الحمد لله الذي له الحمد في الأولى والآخرة، سبحانك لا إله إلا أنت.

موضوع هذه الكلمة،" القرآن والإنسان"، وهذا العنوان في حد ذاته يشعر بوضوح أنه هناك علاقة بين هذا القرآن وهذا الإنسان، والذي في البؤرة في هذه الكلمة، هو هذه العلاقة، لكن لا يمكن الحديث عن العلاقة بين القرآن والإنسان إلا بعد الحديث عن القرآن وعن الإنسان، فما هو هذا الإنسان؟ و ما هو هذا القرآن؟

طبيعة الإنسان ووظيفته:

أ- الطبيعة:

الذي يخبرنا بالحق من خلق هذا الإنسان، فهو العليم الخبير به "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".

طبيعة هذا الإنسان أنه مخلوق من طين وروح "إذا قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" فأصلنا جميعا من الطين إلا أن الله تعالى نفخ فيه من روحه، فتكون هذا الإنسان وسار بهذه النفخة خلقا آخر، كما أشارت الآية،" ثم أنشأناه خلقا آخر" وذلك بعد المرحلة النطفة وبعد العلقة والمضغة المخلقة وغير المخلقة، ثم أرسل إليه الملك فنفخ فيه الروح، إذاك نصير خلقا آخر مغايرا كل المغايرة، لما كان عليه حاله قبل مخالفا كل المخالفة لأصله الطيني، بهذه النفخة الربانية نصير خلقا آخر، تتتلاحم جزئياتنا لتكوين هذا الكائن وخصائص هذا الكائن بكل ما تعطيه الروح لهذا الكائن من مظاهر الحياة وخصائص الحياة، وإذن ليس هو من طين فقط وليس هو من روح فقط، بل إن طبيعته مزدوجة وتخلفت من انسجام هذين العنصرين وتركبهما بطريقة خاصة أعطت هذا الإنسان كل الخصائص التي له.

ب- الوظيفة:

وبهذه الطبيعة المزدوج استخلفه الله عز وجل في الأرض، قال جل من قائل "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة"، فقبل أن يخلق آدم حددت الوظيفة التي له في الأرض: "خليفة" وحدد مكان الوظيفة " الأرض"، وكل ذلك جعلا من الله تعالى، ومادة "الجعل" في القرآن تتجه إلى إرساء وتنظيم الشأن العام الكوني قال تعالى:"يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء"، هو الذي جعل لنا هذه الأرض ممهدة تمهيدا كما يمهد الفراش، وهو الذي جعل إبراهيم عليه السلام إماما للناس ?وهو الذي جعل البيت متابة للناس? وهو الذي جعل، وجعل سبحانه، فهو الذي جعل آدم خليفة، وجعل ذريته من بعده تتوارث هذه الوظيفة، يخلف بعضها بعضا "إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين"

ج- من مستلزمات الاستخلاف: تسخير المخلوقات للمستخلف:

فالإنسان مستخلف في الأرض، وطبيعة الخلافة تقتضي أن هناك مستخلفا له، وأن هناك عهدا وميثاقا لهذه الخلافة، أن هناك ما تتجلى فيه هذه الخلافة وذلك هو الشطر الثاني المحدد لطبيعة المهمة في هذه الخلافة: وهي" العبادة "وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" لم أخلقهم لشيء آخر، كل الكائنات خلقت لهذا الإنسان، وهو إنما خلق الله خلق لعبادة الله سبحانه وتعالى، كثير من الأشياء خلقت للنبات، والنبات خلق للحيوان، والنبات والحيوان والجماد وكل ما في هذا الكون سخر للإنسان وخلق للإنسان?ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض" "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"، الكل في هذا الكون أعد لهذا الإنسان، حتى الشمس والقمر سخر لهذا الإنسان "وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار"

د- من مستلزمات التسخير: العبدية لله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير