[رسالة علمية تبرز اختيارات الإمام ابن خزيمة في التفسير.]
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Feb 2008, 07:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[رسالة علمية تبرز اختيارات الإمام ابن خزيمة في التفسير.]
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
لماذا لم يتناول أحد الباحثين رسالة تبرز منهج ابن خزيمة في التفسير وتجليه،وتوضح اختياراته فيه وعلى أي أساس بناه، ولقد وجدت له في تحقيقه لمسألة " غسل الرجلين في الوضوء " تناولا رائعا لمسائل تخص التفسير، فأين الباحث الجاد، وطالب العلم الهمام الذي يأخذ هذا العلم بقوة، فيبين لنا جهود هذا العالم الفذ في ترسيخ المنهج الصحيح والطريق القويم في تناول كتاب الله العزيز القرآن الكريم بالتفسير.
وليلاحظ طلاب العلم تحقيقه للمسألة التي ذكرتها آنفا:
1 - باب ذكر الدليل على أن الكعبين اللذين أمر المتوضئ بغسل الرجلين إليهما العظمان الناتئان في جانبي القدم «لا العظم الصغير الناتئ على ظهر القدم، على ما يتوهمه من يتحذلق ممن لا يفهم العلم، ولا لغة العرب»
159 - نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، نا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، أخبره أن حمران أخبره، أن عثمان دعا يوما وضوءا، فذكر الحديث في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، واليسرى مثل ذلك» قال أبو بكر: «في هذا الخبر دلالة على أن الكعبين هما العظمان الناتئان في جانبي القدم إذ لو كان العظم الناتئ على ظهر القدم لكان للرجل اليمنى كعب واحد لا كعبان»
160 - نا أبو عمار، نا الفضل بن موسى، عن زيد بن زياد هو ابن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق المحاربي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في سوق ذي المجاز وعليه حلة حمراء، وهو يقول: «يا أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا»، ورجل يتبعه يرميه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه، وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب، فقلت: من هذا؟ قالوا: غلام بني عبد المطلب، فقلت: من هذا الذي يتبعه يرميه بالحجارة؟ قالوا: هذا عبد العزى أبو لهب قال أبو بكر: «وفي هذا الخبر دلالة أيضا على أن الكعب هو العظم الناتئ في جانبي القدم إذ الرمية إذا جاءت من وراء الماشي لا تكاد تصيب القدم إذ الساق مانع أن تصيب الرمية ظهر القدم»
161 - نا سلم بن جنادة، نا وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة، حدثنا أبو القاسم الجدلي قال: سمعت النعمان بن بشير، وحدثنا هارون بن إسحاق، حدثنا ابن أبي غنية، عن زكريا، عن أبي القاسم الجدلي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: «أقيموا صفوفكم ثلاثا، والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم» قال: «فرأيت الرجل يكون كعبه بكعب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، ومنكبه بمنكب صاحبه» «هذا لفظ حديث وكيع» قال أبو بكر: «أبو القاسم الجدلي هذا هو حسين بن الحارث من جديلة قيس، روى عنه زكريا بن أبي زائدة، وأبو مالك الأشجعي، وحجاج بن أرطاة، وعطاء بن السائب عداده في الكوفيين، وفي هذا الخبر ما نفى الشك والارتياب أن الكعب هو العظم الناتئ الذي في جانب القدم الذي يمكن القائم في الصلاة أن يلزقه بكعب من هو قائم إلى جنبه في الصلاة، والعلم محيط عند من ركب فيه العقل أن المصلين إذا قاموا في الصف لم يمكن أحد منهم إلصاق ظهر قدمه بظهر قدم غيره، وهذا غير ممكن وما كونه غير ممكن لم يتوهم عاقل كونه»
2 - باب التغليظ في ترك غسل العقبين في الوضوء «والدليل على أن الفرض غسل القدمين لا مسحهما، إذا كانتا باديتين غير مغطيتين بالخف أو ما يقوم مقام الخف، لا على ما زعمت الروافض أن الفرض مسح القدمين لا غسلهما، إذ لو كان الماسح على القدمين مؤديا للفرض، لما جاز أن يقال لتارك فضيلة: ويل له، وقال صلى الله عليه وسلم:» ويل للأعقاب من النار «، إذا ترك المتوضئ غسل عقبيه»
¥