[هل كتاب الحوفي (البرهان في علوم القرآن) أو (في تفسير القرآن)؟]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Jan 2008, 05:00 م]ـ
ذكر حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون (1: 241) كتاب علي بن إبراهيم الحوفي، وسماه (البرهان في تفسير القرآن)، فقال: (البرهان في تفسير القرآن، للشيخ أبي الحسن: علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي، المتوفى: سنة ثلاثين وأربعمائة، وهو كتاب كبير، في عشر مجلدات، ذكر فيه: الإعراب والغريب والتفسير).
وسبق أن ذكرت في مشاركة بعنوان (نظرة في علوم القرآن) http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4006 ، أن اسم الكتاب (البرهان في علوم القرآن)، وقلت فيه: (الثاني: أن الاختلاف في تسمية كتاب الحوفي (ت: 430) لاتزال قائمة تحتاج إلى تحرير، فابن خير يروي الكتاب بسنده إلى المؤلف، ويسميه بهذا الاسم، لا باسم (البرهان في تفسير القرآن) كما جاء في بعض المصادر، وقد قال ابن خير في آخر روايته لهذا الكتاب: (( ... قال شريح بن محمد: وحدثني به أيضًا ـ إجازة ـ الفقيه أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي رحمه الله، قال أجازني أبو الحسن علي بن إبراهيم بن علي الحوفي المقرئ النحوي جميع روايته وأوضاعه بخط يده على يدي أبي صاحب الوردة في ربيع الآخر سنة 421)) ص 71.
وهذ يفيد في معرفة زمن تأليف كتاب البرهان، وانه متقدم على تاريخ هذه الإجازة.
تنبيه: ورد في مطبوعة فهرست ابن خير (الجوفي) بالجيم، وهو تصحيف، والله أعلم).
وقد وقفت على نصٍّ آخر يقطع بأن كتاب الحوفي (البرهان في علوم القرآن)، لتلميذه إسماعيل بن خلف السرقسطي الأندلسي (ت: 455)، وقد ذكر في أول كتابه (إعراب القرآن): ((هذا كتاب إعراب القرآن، استخرجته من كتاب (البرهان) = الذي صنفه شيخنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي؛ رحمه الله = (في علوم القرآن)؛ نصًّا على حسب ما ذكره فيه، غير أنِّي ربما زدت فيه اللفظة بعد اللفظة في مواضع يليق ذلك بها، أو نقصت منه اللفظة ... )). نقلاً عن كتاب علم إعراب القرآن تأصيل وبيان للدكتور يوسف بن خلف العيساوي (ص: 158).
تنبيه:
1 ـ يفيد التحقق من اسم الكتاب أن مصطلح (علوم القرآن) كان مستعملاً عند علماء هذه الفترة، وكذلك يفيد في طريقة تناولهم لهذا العلم.
2ـ أن هذه التسمية وردت عن تلميذين من تلاميذ الحوفي، فالأول: أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي، والثاني: إسماعيل بن خلف السرقسطي الأندلسي، والله الموفق.
ـ[حسين المطيري]ــــــــ[03 Jan 2008, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم من رأيته من المعاصرين يحاول تصحيح تسمية كتاب (الحوفي) بـ (البرهان في تفسير القرآن) فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن محمد أبوشهبة - رحمه الله – في كتابه المدخل لدراسة القرآن الكريم حيث ذكر تحت عنوان (علوم القرآن بمعنى الفن المدون) –وهو يتحدث عن تاريخ ظهور مصطلح علوم القرآن – أن المعروف لدى الكاتبين في هذا الفن أن ظهور هذا الاصطلاح كان في القرن السادس على يد ابن الجوزي استنتاجاً مما ذكره السيوطي في مقدمة (الإتقان)، ثم ذكر – رحمه الله – أنه وقف على مؤلف بعنوان (مقدمتان في علوم القرآن)، يتضمن: مقدمة كتاب المباني في نظم المعاني ومقدمة تفسير ابن عطية، بتصحيح وطبع المستشرق (آرثر جفري)، ثم احتفى الدكتور أبو شهبة – رحمه الله – بمقدمة كتاب المباني في نظم المعاني الذي ذكر مؤلفه المجهول – آنذاك - أنه ابتدأ تأليفه سنة (425هـ)، ورأى – رحمه الله – أن هذه المقدمة:
- لا يدانيها أغلب ما ذكره السيوطي في مقدمة الإتقان من الكتب المؤلفة في هذا الفن.
- وجديرة بأن تذكر في كتب هذا الفن.
- ومحاولة جدية في التأليف في هذا العلم.
ثم قال الدكتور أبوشهبة: "وبذلك أكون قد تقدمت بتاريخ هذا الفن نحو قرن ونصف من الزمان".
ثم قال: "ويرى أستاذنا الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني – رحمه الله وأثابه – في كتابه مناهل العرفان: أن هذا الاصطلاح ظهر في مستهل القرن الخامس على يد (الحوفي) المتوفى سنة (430هـ) في كتابه (البرهان في علوم القرآن).
والرأي عندي: أن هذا الكتاب لا يخرج عن كتب التفسير، التي تتعرض لذكر: التفسير، وأسباب النزول، والقراءات، والوقف والتمام.
ولا فرق بين صنيعه وصنيع القرطبي والفخر الرازي في تفسيرهما، فكتابه هذا أمس بالتفسير منه بعلوم القرآن، وإن كنت التسمية تُشْعِر أنه بعلوم القرآن أمس، وقد ذكر – رحمه الله – أن الجزء الأول مفقود، ولا أدري من أين عرف هذه التسمية؟! ولعله اعتمد على فهرس دار الكتب المصرية، وقد رجعت إلى كتاب كشف الظنون (الجزء الأول ص242) فتبين لي أن اسم الكتاب: (البرهان في تفسير القرآن)، وبذلك زالت الشبهة في عَدِّه من علوم القرآن، وثبت أنه كتاب تفسير، وهو الحق والصواب، كما يعلم ذلك من يرجع إلى الأجزاء الموجودة من الكتاب" ا. هـ.
كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم (ص33 - 34).
¥