تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قاعدة:القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا (هل هي على إطلاقها؟)]

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Feb 2008, 05:38 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[قاعدة:القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا (هل هي على إطلاقها؟)]

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا عضو جديد، وهذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك:

كثير من العلماء الأجلاء يتخذون قاعدة مهمة في تفسير القرآن آلا وهي: " القرآن يفسر بعضه بعضا"، وهذا لا إشكال فيه، لكن هل هذه القاعدة على إطلاقها!، أم أن لها قيودا معتبرة.!؟

وفيما يلي سأعرض بعض كلام أهل العلم عن هذه القاعدة:

قال ابن كثير:

"والقرآن يفسر بعضه بعضا. وهو أولى ما يفسر به، ثم الأحاديث الصحيحة، ثم الآثار.

وقال:

إن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟

فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105]، وقال تعالى: {وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]، وقال تعالى: {وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64].

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني: السنة. والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.

والغرض أنك تطلب تفسيرَ القرآن منه، فإن لم تجدْه فمن السنة، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: "بم تحكم؟ ". قال: بكتاب الله. قال: "فإن لم تجد؟ ". قال: بسنة رسول الله. قال: "فإن لم تجد؟ ". قال: أجتهد برأيى. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: "الحمد لله الذي وفَّق رَسُولَ رسولِ الله لما يرضى رسول الله"، وهذا الحديث في المساند والسنن بإسناد جيد، كما هو مقرر في موضعه.

وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه."

وقال القرطبي:

"والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا."

وقال الآلوسي:

"والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا."

وورد في الدر المنثور للسيوطي:

"وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {مثاني} قال: القرآن يشبه بعضه بعضاً، ويرد بعضه إلى بعض.

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {كتاباً متشابهاً} حلاله وحرامه لا يختلف شيء منه. الآية تشبه الآية، والحرف يشبه الحرف {مثاني} قال: يثني الله فيه الفرائض، والحدود، والقضاء.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {كتاباً متشابهاً} قال: القرآن كله مثاني. قال: من ثناء الله إلى عبده.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {متشابهاً} قال: يفسر بعضه بعضاً، ويدل بعضه على بعض.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي رجاء رضي الله عنه قال: سألت الحسن رضي الله عنه عن قول الله تعالى {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً} قال: ثنى الله فيه القضاء. تكون في هذه السورة الآية، وفي السورة الآية الأخرى تشبه بها."

وقال صاحب أضواء البيان:

"والقرآن يفسر بعضه بعضاً، فالمذكور هناك كأنه مذكور هنا، لأن كلام الله يصدق بعضه بعضاً."

وقال الزرقاني في مناهل العرفان:

" وقد قالوا إن القرآن يفسر بعضه بعضا، وإن أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ موافقته لما سبق له من القول، واتفاقه مع جملة المعنى، وائتلافه مع المقصد الذي جاء له الكتاب بجملته "

وفي ما قاله الزرقاني كما أعتقد قواعد يجب أن نلتفت إليها عند تفسير القرآن بالقرآن، وهي:

1 - اتفاق التفسير مع جملة المعنى، ويبدو لي أنه يقصد المعنى الذي تتحدث عنه الآيات.، وكما قال صاحب أضواء البيان " القرآن يصدق بعضه بعضا "، فلا يتناسب أن تفسر الآية بتفسير يخالف السياق، لتتناسب مع تفسير آية أخرى وضعت في سياق آخر يخالف سياقها.

2 - وائتلافه مع المقصد الذي جاء له الكتاب بجملته.

ياترى هل ما فهمته صحيح، وهل هناك ضوابط أخرى لهذه القاعدة المهمة؟

و أرجو من اخواني الأفاضل أن لا يبخلوا بعلمهم ولا توجيههم، جزاهم الله تعالى كل خير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير