تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من بيان القرآن "تفسير سورة القدر" ج 1]

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[09 Jan 2008, 08:39 م]ـ

من بيان القرآن

تفسير سورة القدر

الحسن محمد ماديك

الوعد في الدنيا

إن قوله ? قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ? هود 32 ليعني أن نوحا قد وعد قومه بالعذاب في الدنيا إن لم يؤمنوا، وأن قومه لفرط تكذيبهم قد تعجلوا ما وعدهم به من العذاب.

وإن قوله ? قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ? الأعراف 70 وقوله ? قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ? الأحقاف 22 ليعني أن هودا قد وعد عادا بالعذاب في الدنيا إن لم يؤمنوا، وأن عادا لفرط تكذيبهم قد تعجلوا ما وعدهم به من العذاب.

وإن قوله ? وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ? الأعراف 77 وقوله ? فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ? هود 65 ليعني أن صالحا قد وعد ثمود بالعذاب في الدنيا إن لم يؤمنوا، وأن ثمود لفرط تكذيبهم قد عقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وتعجلوا ما وعدهم به من العذاب.

وإن قوله ? وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ? غافر 28 ليعني أن موسى قد وعد آل فرعون بالعذاب في الدنيا إن لم يؤمنوا، وأن رجلا مؤمنا من آل فرعون قد حذّر قومه أن يصيبهم العذاب الذي وعدهم به موسى.

وإن قوله ? كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبّع كل كذّب الرسل فحقّ وعيد ? ق 12 ـ 14 ليعني أن القرون الأولى قد كذبوا الرسل فحق عليهم أول الوعيد الذي جاءهم به الرسل وهو إهلاكهم في الدنيا إن لم يؤمنوا.

وإن قوله ? وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ? الأنبياء 7 ـ 9 ليعني أن رب العالمين قد صدق وعده رسله فأنجاهم ومن معهم وأهلك المسرفين أي عذّبهم عذابا استأصلهم في الدنيا كما هو مدلول أهلك الرباعية بخلاف هلك الثلاثية التي تعني الموت كما في قوله ? ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبيّنات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك ? غافر 34 أي مات.

وإن الله قد وعد رسوله وخاتم النبيين ? بمثل ما وعد به الرسل قبله كما يأتي بيانه، وقد صدقهم الله وعده، أفلا يصدق رسوله خاتم النبيين ? كذلك وعده بإهلاك المجرمين المكذبين بعذاب من عنده كالذي أهلك به الأولين، وتساءل المجرمون الذين عاصروا نزول القرآن لفرط تكذيبهم متى يقع الوعد بإهلاكهم وتعجلوه كما في المثاني:

• ? قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون ? النمل 69 ـ 72

• ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون أثم إذا ما وقع آمنتم به ءالآن وقد كنتم به تستعجلون ? يونس 48 ـ 51

• ? ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإليّ المصير ? الحج 47 ـ 49

ويعني أن العذاب الموعود في هذه الأمة سيتأخر إلى أن يحين أجلها، وقد سمّى يوما واحدا وهو ألف سنة ستنقضي قبل العذاب الموعود في الدنيا، وسكت عن اليوم الثاني فلن يتم وإلا لسمّى يومين كما سمّى يوما واحدا والله أعلم.

وإن المثاني:

• ? قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? الفلاح 93 ـ 95

• ? أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نريك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ? الزخرف 40 ـ 42

• ? فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون ? غافر 77

• ? وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ? الرعد 40

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير