[المراد بالنبأ العظيم]
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Feb 2008, 10:12 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فسأعرض لكم اليوم مسألة من المسائل التي كثر الاختلاف فيها بين المفسرين، المتقدمين منهم والمتأخرين.
ولعلنا نتدارسها فيما بيننا للوصول إلى تحقيق القول الراجح في هذه المسألة.
وسأرفق لكم الملف إرفاقاً، للحفاظ على تنسيقه
وهذه المسألة هي: ما المراد بالنبأ العظيم في قوله تعالى: (عن النبأ العظيم)
وقد ذكرت مسألتين لهما صلة بهذه المسألة حتى يأخذها بالاعتبار من أحب أن ينضم لتدارس هذه المسألة
وهذه المسألة جمعتها لكم من كتب كثيرة مباشرة وغير مباشرة، وقسمت الكلام فيها على الأقوال والأدلة والاعتراضات
ورتبت الكلام فيها حسب التسلسل التأريخي.
ولم أعقب إلا نادرا لأمر يحتاج فيه إلى تنبيه
فالنداء الآن لأصحاب الهمم والفهم والثاقب لمناقشة هذه الأقوال وبيان القول الراجح منها
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Feb 2008, 10:16 ص]ـ
من أحب أن يدرج الملف في الأصل فليفعل مشكوراً مأجوراً
فلم يمنعني من ذلك إلا احتياجه لتنسيق كثير ولضيق وقتي الآن
والله المستعان
ـ[فارس القلم]ــــــــ[23 Feb 2008, 09:22 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Feb 2008, 09:24 م]ـ
النبأ العظيم
الأخ عبد العزيز الداخل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد أخذني بل شدّني أسلوبك الرائع المصحوب بتواضع منك في عرضك لموضوع النبإ العظيم، وترددت كثيرا في التعليق عليه تعليقا موجزا أو إرجائه إلى أن أتناوله بالتفصيل والبيان في سياق تفسيري للقرآن العظيم حيث ركزت عليه كما هو أهله وكما هو مدلول كلمة "النبإ" وكلمة "العظيم" ولكل منهما دلالاته العظيمة ومعانيه الواسعة.
وهكذا سأتناول بالشرح والتفصيل والبيان كلا من كلمة النبإ ودلالة وصفه بالعظمة في تفصيل الكتاب المنزل أي في القرآن.
وسيفقه المتدبرون القرآن دلالة كلمة النبإ بعد فقههم مدلول النبوة وما نبّأ الله به النبيّ الأميّ ? من النبإ في القرآن وليعلموا أنه نبأ عظيم أعرض عنه الناس.
النبوة
إن من تفصيل الكتاب أن النبوة عند إطلاقها هي الإخبار باليقين من العلم الغائب عنك، أو بما كان من الحوادث التي غابت عنك فلم تحضرها سواء كانت ماضية أو معاصرة كما وقعت، أو بما ستؤول إليه الحوادث كما ستقع مستقبلا.
فمن الأول قوله ? قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض ? يونس 18 وقوله ? أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول ? الرعد 33 والمعنى أن الله لا يغيب عنه ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وقوله ? سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78.
ومن الثاني قوله ? ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم ? التوبة 70 وقوله ? ونبئهم عن ضيف إبراهيم? الحجر 51 في وصف الحوادث الماضية، ومنه قوله ? وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ? التحريم 3 ومنه قوله ? فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين ? النمل 22 من قول الهدهد في وصف الحوادث المعاصرة.
ومن الثالث قوله ? وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 48 ـ 49 وقوله ? قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ? سورة ص 67 ـ 68.
وإنه في يوم الدين ? يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ? الانفطار 19 ينبأ الإنسان بما قدم وأخر، وذلك أن إلى الله مرجع الناس فينبئهم بما عملوا وبما كانوا يصنعون وبما كانوا فيه يختلفون وإليه أمرهم فينبئهم بما كانوا يفعلون، ولا كرامة في هذه النبوة إذ هي بإحضار عمل الإنسان المنبإ به فيعرض عليه ليراه جهرة كما في قوله ? علمت نفس ما أحضرت ? التكوير 14 وقوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار5 ولا علم قبل تمكن البصر من المعلوم كما في قوله ? يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ? النبأ 40 وقوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ? البقرة 167 وقوله ? يوم تجد كل نفس ما عملت من خير
¥