تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من بيان القرآن "تفسير سورة القدر" ج 3]

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Jan 2008, 06:36 م]ـ

[من بيان القرآن "تفسير سورة القدر" ج 3]

الحسن محمد ماديك

وإن قوله:

• ? ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ? سبأ 51

• ? ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ? الأنعام 93

• ? ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ? الأنفال 50

• ? فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ? القتال 27

• ? قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمان مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ? مريم 75

• ? حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا ? الجن 24 ـ 25

• ? يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا? الفرقان 22

• ? ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما ? الفتح 6 ـ7

ويعني حرف سبإ أن الذين سيضلون عن الحق الذي أوحي إلى النبي الأمي ? وهو القرآن سيفزعون فزعا في الدنيا بعد حياة النبي ? كما هو مدلول قوله ? ولو ترى ? كما بينت في النبوة في مقدمة التفسير ويعني أن ذلك الموعود سيتأخر نفاذه عن حياة النبي ? ويوم يقع نفاذه وهو الميعاد الذي لا يخلفه الله ولا يستبشرون من تنزل الملائكة التي ستأخذهم من مكان قريب تماما كما بيّنه القرآن في حرف الأنعام والأنفال والقتال بأن الظالمين وهم في غمرات الموت ستكلمهم الملائكة بقولها ? أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ? وإنما هو عذاب في الدنيا على جمع الظالمين يوم يعذبون كالأحزاب من قوم نوح ومن بعدهم من المكذبين المستكبرين عن الحق الذين كانوا يقولون على الله غير الحق، ويومئذ تتوفى الملائكة من يقع عليهم الوصف بالذين كفروا يضربون وجوههم وأدبارهم وهم يومئذ في غمرات الموت أي أنهم في الحياة الدنيا.

ومن القرائن في حرف سبإ أن المكذبين حين يفزعون سيقولون آمنا به ولكن لن ينفعهم الإيمان بل سيحال بينهم وبين ما يشتهون من المتاع الأهل وإنما هو في الدنيا ? كما فعل بأشياعهم من قبل ? وهم قوم نوح وقوم لوط وعاد وثمود ومدين والأحزاب المعذبون قبل نزول القرآن.

ويعني حرف مريم أن من القول المتأخر عن حياة النبي ? أن أهل الضلالة سيستدرجون في الدنيا بما يمدهم به الرحمان من أسباب القوة والتمكين حتى إذا رأوا ما يوعدون يعني الوعدين في القرآن وهما أولا العذاب في الدنيا كما عذّب الأولون وثانيا الساعة وهي أدهى وأمرّ وفي كل من الوعدين سيعلم الضالون أنهم شرّ مكانا وأضعف جندا وسيعلمون كما في حرف الجن أنهم أضعف ناصرا وأقل عددا، والمقارنة إنما هي بين جندهم وناصرهم وعددهم وبين الملائكة التي ستتنزل عليهم بالعذاب في الدنيا، أما في الآخرة فكما في قوله ? وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ? مريم 95 فأنى لهم الجنود والناصر والعدد، وسيأتي مزيد من البيان.

ودلّ حرف الفرقان على أن الذين استكبروا وعتوا عتوّا كبيرا سيرون الملائكة مرتين أولاهما في الدنيا في ليلة القدر فيقولون حجرا محجورا إذ لا حيلة إلى الهروب ولا حول إلى أسباب النجاة كما في المثاني معه في حرف سبإ ? فلا فوت ?، أي لن يفلت منهم أحد، وثانيهما في يوم القيامة يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا، فهما يومان لا تخفى المغايرة بينهما، ويأتي قريبا تفصيله وبيانه.

ويعني حرف الفتح أن الله نصر المؤمنين في القرون الأولى بجنود السماوات وهم الملائكة كالذين أرسلوا إلى قوم لوط، ونصرهم بجنود الأرض كالذين كانوا مع سليمان، كما هي دلالة قوله ? وكان الله عزيزا حكيما ? يعني أن النصر بكل من جنود السماوات وجنود الأرض قد وقع قبل نزول القرآن، وكذلك سيقع النصر بهما في هذه الأمة بعد نزول القرآن، وهو وعد وقضاء سيتم بعزة الله وإن تأخر لحكمة بالغة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير