تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أرجو من الأساتذة الكرام توضيحا لكلام الإمام السيوطي.]

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 Jan 2008, 12:19 ص]ـ

قال الإمام السيوطي في " الإكليل " عن قول الله تعالى: " وقالوا اتخذ الله ولدا ":

" تدلُّ على امتناعِ اجتماعِ الْمُلْكِ والولادةِ ".

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Jan 2008, 12:36 ص]ـ

أخي زكرياء ..

استنبط العلماء من قوله تعالى: (وقالوا اتخذ الله ولداً، سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون) [البقرة: 116] ومن قوله تعالى: (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً، إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً) [مريم: 92 ـ 93]؛ أن الولد لا يكون مملوكاً لأبيه ..

لذا استنبط منها الشافعي رحمه الله عِتْقَ الأصل والفرع بمجرد المِلْك (1).

وقال الكيا الهراسي (ت:504هـ): " فيه دلالة على أن الولد لا يكون مملوكاً لأبيه" (2).

وذكره ابن عطية (ت: 542هـ) بقوله: " واستدل بعض الناس بهذه الآية على أن الولد لا يكون عبداً" ثم قال: " وهذا انتزاع بعيد " (3).

وذكره ابن عاشور (ت: 1393هـ) في آية البقرة عن بعض الفقهاء ثم قال: " وهو استرواح حسن " (4).

ووجه هذا الاستنباط:

أن الله تعالى جعل العبودية منافية للولادة حيث ذكرت في مقابلها فدل على أنهما لا يجتمعان (5).

قال ابن العربي (ت: 543هـ): " ووجه الدليل عليه من هذه الآية أن الله تعالى جعل الولديَّة والعَبْدِيّة في طرَفي تقابل، فنفى إحداهما وأثبت الأخرى، ولو اجتمعتا لما كان لهذا القول فائدةٌ يقع الاحتجاج بها، والاستدلال عليها، والتبرّي منها" (6).

وقال ابن الجوزي (ت:597هـ): " لأن الله تعالى نفى البُنُوَّةَ لأجل العبودية، فدلّ على أنه لا يجتمع بنُوَّةٌ ورِقٌّ" (7).

والله أعلم ...

ــــــــــــــ

حواشي:

(1) أحكام القرآن للهراسي: (4/ 271)، وزاد المسير لابن الجوزي: (897) وذكره عن القاضي أبي يعلى، والمحرر الوجيز لابن عطية: (1243)، وأحكام القرآن لابن العربي: (3/ 188)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (11/ 166)، والإكليل للسيوطي: (1/ 312) و (3/ 947)، والبرهان للزركشي: (2/ 4)، الإشارات الإلهية للطوفي: (1/ 292)، جواهر الأفكار لابن بدران: (329)، وأحكام القرآن للجصاص: (1/ 79). التحرير والتنوير لابن عاشور: (1/ 685)، روح المعاني للآلوسي: (8/ 457)، العذب النمير للسبت: (2/ 489).

(2) أحكام القرآن للهراسي: (4/ 271).

(3) المحرر الوجيز: (1243).

(4) التحرير والتنوير: (1/ 685).

(5) أحكام القرآن للهراسي: (4/ 271)، والبرهان للزركشي: (2/ 4).

(6) أحكام القرآن: (3/ 188)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (11/ 166).

(7) زاد المسير: (897).

ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Jan 2008, 01:01 م]ـ

أحسنتم أحسن الله إليكم

ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[17 Jan 2008, 10:59 م]ـ

وفقكم الله وبارك فيكم

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Jan 2008, 12:54 م]ـ

الآن فهمت كلام الإمام السيوطي ...

فجزاكم الله خيرا فضيلة الأستاذ فهد.

زادكم الله علما وتوفيقا ... آمين

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Jan 2008, 01:16 م]ـ

فضيلة الأستاذ فهد، عنَّ لي سؤال آخر.

وهو أنني قمت بتشكيل كلام السيوطي هكذا: " تدلُّ على امتناعِ اجتماعِ الْمُلْكِ والولادةِ " ..

فهل - بالمعنى الذي ذكرتموه - تُضبط كلمة " الملك " بضم الميم أم بكسرها؟

وجزاكم الله خيرا

ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[19 Jan 2008, 05:09 ص]ـ

تضبط إن شاء الله بالكسر لا بالضم. لأنها بالكسر تعني الامتلاك وبالضم تعني السيادة العامة.

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 Jan 2008, 10:45 ص]ـ

جزاكم الله خيرا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير