تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تاريخ جديد ورحمة مرسلة]

ـ[ابن الشجري]ــــــــ[23 Feb 2008, 11:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا مقال كان لكتابته داع سابق لم أنشره في حينه، ظنا أن التعامل مع الحدث كان يستوجب أمرا آخر فوق الكتابة، ولما مضى على كتابته زمن ليس باليسر، رأيت نشر متخير منه يسير، إذ لم تعدم القضية سفيها هنا وهناك، وكان الداعي الأساس لنشره في هذا الملتقى من استوجب علي بره، واستحق شكره، واستنزل بحر لفظه قليل ما لدي، إذ كان كثير ما عنده لم يثنه عن قليل ما عندي، فوجبت له الطاعة ولزمت المبادرة، وحرم التسويف وكرهت المماطلة، ولو كنت واجدا لحلت عقوبتي، لكن فاقتي أبين في مماطلتي، فلعل في كريم خلقه ما يغفر لي زلتي.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Feb 2008, 11:52 م]ـ

مرحباً بالأخ الحبيب، والأديب الأريب، وما دفعنا للإلحاح إلا الحبُّ يا أبا عبدالرحمن، وقديماً شكى المحبون الهجر والصدود فلستُ فيهم بأوحد، وسأؤجل التعليق على هذه المقالة الأدبية البديعة حتى وقت لاحق يصفو فيه الخاطر، وتهدأ فيه العيون، وإنما أحببت أن لا يسبقني إلى الترحيب بك وشكرك أحد. والسلام.

ـ[ابن الشجري]ــــــــ[24 Feb 2008, 04:51 م]ـ

سلمك الله أبا عبدالله، وجزاك عن أخيك خيرا، فلأنت دائما سباق، جواب آفاق، فلك الشكر من أخيك أضعافا مضاعفة، وما أجمل العتاب بين الإخوة والمحبين على قلة اللقاء، فهو أمارة صدق، وبشارة ود، فمتى رأيت صاحبك في نفسه شئ عليك لطول غياب، فاعلم بأنك قد حللت من قلبه بمكان لا تصل إليه الذئاب، فاحتمل في سبيل هذا كل ما قد يصك به أذنيك من عبارات العتاب، وتحمل في سبيل هذا كل قسوة أو سباب، وإن كان حاشاك يا صاحبي من أي عبارة قاسية، أو لفظة نابية، فلم نسمع إلا أطيب حديث وأزكاه، فأمرك في هذا عجيب، تذكرني معه بالشئ الغريب، تعطي وتعتذر، وتداوي فما تذر.

فالحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا

هذا المقال في الذب عن الرحمة المرسلة، محمد صلى الله عليه وسلم، إن المسلم اليوم ليعيش أزمة عالمية وسؤ هضم فكري، وضعفا وخورا وجهلا مطبقا، أوذي في كل شئ، وحورب في كل الميادين، قتل في قراره، وانتهكت بيضة داره، وسفه في جواره، يعطى السم فيشربه باليمين، ويسب ويشتم فيهتف بآمين، إنها لأزمة حقيقية وغمة كفرية.

حضارية مادية غربية، تكاد تخرج الإنسان من إنسانيته، وتقلب الموازين حتى في معنى حريته، حتى زعمت أن من الحرية سب الأنبياء، والسخرية بالمرسلين والأتقياء.

ولعل الله أراد بها مكرا لمكرها، فهل يعقل أن يكون صنيعها هذا من مراتب الحرية، أو معان الإنسانية، وإن في هذا لما يكشف زيف حضارة الآلة والمصنع، وسفه ما تعيشه من بعد إنساني وحضاري، فنحن على يقين أن الله حافظ نبيه، وأنه سبحانه سيستأصل شافة المستهزئين، ويجعل الدائرة على المكذبين، حتى تعرف مكانة الأنبياء وقدر المرسلين.

فكانت هذه مشاركة القلم، ولابد من مشاركات أخر، فياليتها كانت قومة واحدة، أو صيحة خامدة، وإن النصرة تبدى من أنفسنا أولا، حتى تنتهي عند تلك الشرذمة البغيضة، فهل صنا وحي الرسالة حقا، وهل نحن أهل أن نصون مقام المرسلين، وأن ننشر رسالة الرحمة، حتى يدرك الكون كله رحمة الرسالة، ويعيش في كنفها ويستظل بظلها.

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[28 Feb 2008, 09:58 ص]ـ

أخي الأديب الأستاذ الكريم / ابن الشجري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فهل تدري ما صنعتَ بي يرحمك الله؟!

إني والله ما صحوتُ من غفوتي إلا حين شممتُ عِطْرَ بيانك يفوح في الرياض، فانتشلتُ روحي الهائمة المدنفة مِنْ غياهب وحدتها، وأطلقتُها ترفرف في بساتينك المخضرة تشرب صِرْفًا حلالا وعَسَلاً مصفّى ... تُراقِصُ أغصانها الخَضِرَةِ، وتُقبِّل أزهارها النَّضِرَة ...

فمرحبا بطلّتك البهيّة، يا ناثر الدرر السنيّة ... لا حرمنا الله بركاتك، وجعل ما كتبتَ في ميزان حسناتك.

اعلم أخي الأديب أني لو كنتُ أحمل قلما كقلمك لما وضعتُه ساعة، فأحسن كما أحسن الله إليك ... ولا تطل الغياب! فإن فعلتَ فلا مفر حينئذ من العتاب!

والسلام عليكم.

ـ[مها]ــــــــ[29 Feb 2008, 03:57 ص]ـ

أخي الكريم: ابن الشجري - بوركت قلما وفهما وعلما -

ما أعمها من رحمة! ثم ما أعذبها من كتابة!

و نحن في شوق لباقي أخواتها.

إن للطفولة رائحة تجدونها في أعناق أبنائكم وبناتكم، ولها صورة لا يمكن أن ترسمها ريشة أو تعبر عنها كلمة، ولها دفء يغمر القلب فيحرك كل رحمة ومحبة ورقة وإنسانية، ولها ماء لو سقي به يابس العشب لاخضر عوده، أو تنفسته وردة منسية في فلاة لتشربت ماء الحياة.

فكيف بحال هذه الأم التي تنتحب، وهي تشم رائحة ابنتها في كل زاوية من زوايا البيت، كيف بقلبها وهي لم تعد تشاهد من ابنتها إلا آثارها التي تنظر إليها من دمية وثياب،

إن البهائم والطير لتدرك من معان الرحمة مالم يدركه أعدا الله ورسله،ءمن استهواهم الشيطان، وختم على سمعهم وأبصارهم، إن البقرة الحلوب لتدرك من عبادة الله ما أعرض عنه أربابها في كثير من أقطار الدنيا.

فليسأل بني الأصفر بقرته الحلوب، ألم ينه صلى الله عليه وسلم عن ركوب ظهرها وضربها، سل نعجتك وشاتك الراتعة ألم يأمرنا بأن نصلح لها الطريق ونمهده حتى تسير في يسر وسهوله، سل هرتك الطوافة ألم يكن نبي الرحمة يرخي لها السقاء حتى تشرب وترتوي، سل كلبك الوفي ألم يخبرنا نبي الرحمة بأنه كان يوما سببا لمن أحسن إليه في دخول الجنة، سل النملة في قريتها ألم ينهنا عن حرقها وتعذيبها والإساءة إليها، سل الطير في وكناته ألم يستجر حين أخذت صغاره بالرحمة المهداة، سل البهائم كلها ألم ينه عن التفريق بين والدة وولدها، سلها ألم يأمرنا بالرحمة بها والإحسان إليها حتى عند ذبحها.

ستجيبك لو كان لها بيان، بأنك أيه الإنسان، لا تساوي في ميزان الحقيقة الإنسانية ونيم الذباب عند تنكرك لهذه الرحمة، ستجيبك بأن هذه الرحمة لم ترسل للون أو جنس أو عرق، بل للبشرية كافة، بل لكل مخلوق يلامسه الأثير، فكيف بالإنسان الذي يسير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير