تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بعض الأغراض السيئة من خلال ترجمة القران الكريم]

ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[16 Jan 2008, 08:21 ص]ـ

بعض الأغراض السيئة

من خلال ترجمة القران الكريم

لا شك ان القران الكريم كلام الله عزوجل الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو اعظم الكتب على الاطلاق وقد انزله الله على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وقد كانت دعوة القران دعوة عالمية دعا فيها الناس الى الله عزوجل ومن هنا كان من حق الدعاة ان يحرصوا على تبليغ هذا الدين للعالم اجمع واستوجب هذا الامر ان يعرفوا لغاتهم ليكلموا كلٌ بلغته {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} المائدة67.

وهنا ظهرت قضية ترجمة القران الكريم الى اللغات الاجنبية وقد كثر الجدل كثيرا في هذا الامر بين مجوز ومانع وبين مفصل بين ترجمة حرفية واخرى تفسيرية وهل الترجمة تعني لفظ القران ام المعنى المراد من اللفظ ...

وعلى اية حال فقد اتفق الجميع على استحالة ترجمة النص اللفظ القراني المعجز الذي تحدى الله الانس والجن بان يأتوا بمثل هذا القران وكانت النتيجة اثبات عجزهم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لانه امر متعذر لما فيه من انتقاص للمعنى الاصلي، واكاد اجزم بان الجميع اتفقوا ايضا على جواز الترجمة التفسيرية للقران الكريم، وقد ادت الترجمات الصحيحة الى انتشار واسع للدين الاسلامي وهداية للحيارى الباحثين عن الحقيقة.

بيد ان هناك من استغل هذه الترجمات لاغراض عدائية للاسلام فراح من خلال ترجمته يدس على الاسلام تشويها وتزويرا لكثيرمن الحقائق وتلفيقا وتنفيرا لكثير من الناس، ومنهم من استغل هذه الترجمات لنشر فكر معين ومذهب معين باطل، ومنهم من أساء الى القران الكريم بسبب جهله باحدى اللغتين المترجم منها او المترجم اليها وغالبا ما يكون الجهل في اللغة المترجم منها وهي اللغة العربية، وفي بعض الاحيان ينشأ الخطأ بسبب اللغة المترجم اليها وذلك لعدم وجود مفردات وكلمات في تلك اللغة، ومنهم من اعتمد على الروايات الضعيفة واهمل الروايات الصحيحة ليثبت فكرة ما بلباس اسلامي من خلال الرواية، ومنهم من ترجم نقلا عن ترجمة اخرى وليس عن الاصل فبات الامر اضعف، ومنهم من لم يكن امينا في ترتيب النص القراني، نعم لم يستطع الكثير منهم الحذف لكنهم استطاعوا ان يتلاعبوا بالتقديم والتأخير في النصوص القرانية، ومنهم من وقع في الخطأ في الترجمة سواء عن قصد سيء ام عن غير قصد، وهناك من كانت له دوافع سياسية وقومية من خلال الترجمة وبعضهم كانت دوافعه مادية اقتصادية وهناك من كان دافعه الاعلام المعادي للاسلام من خلال ترجمة القران.

وساحاول في هذه السطور ان انقل بعض الامثلة التي تمثل لما سبق، ولنبدا بالاغراض العدائية فقد كان المنصرون والمستشرقون اسبق الى ترجمة القران الكريم من غيرهم وذلك بهدف تقديم صورة مشوهة عن الاسلام والقران ولصد ابناء جلدتهم عن سبيل الله فحرفوا ودسوا.

في التراجم الصربية للقران الكريم نجد ان الغلاف كان يحمل صليبا تحت اسم المترجم لوبيبراتيتش.

وليس الغلاف فحسب بل ان العداء يظهر في الاسم والعنوان ففي ترجمة دافيد نيريتر كانت الترجمة بعنوان (افتتاح جديد لمسجد محمدي القران الكامل).

وهناك ترجمة فرنسية تسمى ترجمة فاطمة الزهراء ويشير روبي واترلو الى ان اكثر ما يلفت الانتباه هو الاسم.

وفي الترجمة الروسية لفاليريا بوروخوفا تجدها تترجم لفظة التوراة وتستبدلها بالقانون وهو رمز توراتي اقحم على الترجمة القرانية، وقد عكست لنا هذه الترجمة عداوة مبطنة للاسلام وعداوة كبيرة للرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ان المترجمة ترى ان موضوع نبوة محمد موضوع خلافي، وفي تفسير قوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} آل عمران144 تقول: محمد ليس اكثر من رسول سبقه كثيرون آخرون، والمترجمة الروسية تصر على رفض ترجمة الاسلام بالاسلام او المسلم بالمسلم او المسلمين بالمسلمين، ففي ترجمة قوله تعالى {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} البقرة128 قالت ربنا اجعلنا طائعين لك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير