[نص مقدمة كتاب (أحكام القرآن) لابن العربي المالكي التي خلت منها جميع الطبعات]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jan 2008, 12:31 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
طبع كتاب أحكام القرآن للقاضي أبي بكر بن العربي المالكي الأندلسي المتوفى سنة 543هـ عدة طبعات، الأولى عام 1331هـ بأمر السلطان عبدالحفيظ العلوي المغربي، وبعدها في دار المعارف بالقاهرة، ثم بعد ذلك في دار الكتب العلمية في بيروت، غير أن الكتاب في طبعاته كلها خالٍ من المقدمة مع أهميتها.
وقد تتبع الباحث المختص بابن العربي المالكي الدكتور محمد بن الحسين السليماني وفقه الله مخطوطات هذا الكتاب حتى عثر على المقدمة في مكتبة متحف طوب قبو بإستانبول تحت رقم 1/ 130 أ، رقم التصنيف 1820، كما وجدها ثابتة في نسخة مكتبة برلين بألمانيا تحت رقم 46 MF 801 .
ونظراً لأهميتها فقد أثبتها في تقديمه ودراسته وتحقيقه لكتاب القاضي ابن العربي المالكي (المسالك في شرح موطأ مالك) عند حديثه عن مؤلفاته وأخبارها.
وقد رأيتُ الحاجة ماسة لنشر هذه المقدمة لأهميتها في ملتقى أهل التفسير لينتفع بها من عنده كتاب (أحكام القرآن)، ولما فيها من الفوائد العلمية، سائلاً الله تعالى أن يجزي الدكتور محمد السليماني خيراً على بحثه وتتبعه لهذه المقدمة حتى عثر عليها ونشرها، وإليكم نص المقدمة.
بسم الله الرحمن الرحيم، عونك اللهم برحمتك
قال الإمام القاضي أبو بكر محمد بن عبدالله بن العربي - رضي الله عنه:
ذِكْرُ الله مقدمٌ على كل أمرٍ ذي بال، ومن لم يطع الله فعمره عليه وبال، فحق على كل متعاطي أمرٍ أن يجعله مفتتحه ومختتمه، عسى الله أن يسامحه فيما اجترمه، فما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. ولو كنا مفيضين في غير الباب الذي تصدينا، وإياه انتحينا، لالتزمناه في كل فصل، وأعددناه ذخيرة ليوم الفصل، ولكنا بعون الله وتأييده وتوفيقه وتسديده، في كتابه نتكلم وبذكره سبحانه نبدأ ونختتم، ومتناولنا القول في جمل من علوم القرآن، وإن كانت علومه لا تحصى، ومعارفه - كما سبق بيانه مني - لا تستقصى، وعلى الخبير سقطت فإنا جعلناه أيام طلبنا غرضنا الأظهر ومقصدنا الأكبر، لأنه الأول في المعلومات، والآخر في المبادئ من المعارف والغايات.
وقد انتحى العلماء هذا الغرض الذي نحن فيه، فآخذ بحظ ومقصر في آخر، وربنا تعالى يعلم المستقدم من المستأخر، فالعلم مقسوم كما أن الرزق محتوم وهو فيه.
وقد نجز القول في القسم الأول من علوم القرآن وهو التوحيد، وفي القسم الثاني وهو الناسخ والمنسوخ على وجه فيه إقناع، بل غاية لمن أنصف وكفاية، بل سعة لمن سلم للحق واعترف، فتعين الاعتناء بالقسم الثالث وهو القول في أحكام أفعال المكلفين الشرعية، وهو باب قرعه جماعة، فأولجوا وأغاروا فيه على صاحبه، فبحثوا فيه ما بحثوا واستخرجوا، والفضل للمتقدم.
ولم يؤلف في الباب أحدٌ كتاباً به احتفال إلا محمد بن جرير الطبري، شيخ الدين فجاء بالعجب العجاب، ونشر فيه لباب الألباب ... )
انظر كتاب: المسالك في شرح موطأ مالك للقاضي ابن العربي / المقدمة الدراسية للمحققين / 1/ 101 - 102، تحقيق الدكتور محمد بن الحسين السليماني وعائشة بنت الحسين السليماني، ط. دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1428هـ
في 5/ 1/1429هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Jan 2008, 09:02 ص]ـ
مقدمة مفيدة جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن ..
وهل يقصد تفسير ابن جرير بقوله: (ولم يؤلف في الباب أحدٌ كتاباً به احتفال إلا محمد بن جرير الطبري) فيعده من كتب أحكام القرآن ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jan 2008, 10:50 ص]ـ
في هذه المقدمة - على وجازتها - فوائد، ويمكن ذكر بعضها:
¥