[من من العلماء ذكر خلاف التنوع قبل ابن تيمية؟]
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Mar 2008, 02:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى في كتاب السنة ص 41 - 43: "وسمعت إسحاق وسمعت إسحاق يقول في قوله وأولي الأمر منكم قد يمكن أن يكون تفسير الآية على أولي العلم وعلى أمراء السرايا لأن الآية الواحدة يفسرها العلماء على أوجه وليس ذلك باختلاف
2 - وقد قال سفيان بن عيينة ليس في تفسير القرآن اختلاف إذا صح القول في ذلك وقال أيكون شيء أظهر خلافا في الظاهر من الخنس قال ابن مسعود هي بقر الوحش
وقال علي هي النجوم
قال سفيان وكلاهما واحد لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل والوحشية إذا رأت إنسيا خنست في الغيضان وغيرها إذا لم تر إنسيا ظهرت قال سفيان فكل خنس
قال إسحق وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الماعون يعني أن بعضهم قال هو الزكاة وقال بعضهم عارية المتاع
3 - قال وقال عكرمة الماعون أعلاه الزكاة وعارية المتاع منه
قال إسحاق وجهل قوم هذه المعاني فإذا لم توافق الكلمة الكلمه قالوا هذا اختلاف
4 - وقد قال الحسن وذكر عنده الاختلاف في نحو ما وصفنا فقال إنما أتى القوم من قبل العجمة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Mar 2008, 05:07 م]ـ
سؤال جيد يا أبا الحسنات، ويظهر لي من خلال تتبعي لهذا الموضوع أن هذا التفصيل لم يُسبق إليه شيخ الإسلام، أما ذكر أصل الموضوع وتطبيقاته فإنه موجود عند السابقين له، ومن ذلك:
1 ـ قول أبي الدرداء رضي الله عنه: (وإنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهًا)، ومراده ـ والله أعلم ـ وجوه التفسير المتعددة الصحيحة.
2 ـ الراغب الأصفهاني في كتابه جامع التفاسير، فقد عقد في مقدمة هذا الكتاب فصلا بعنوان (جواز إرادة المعنيين المختلفين بعبارة واحدة) ص 98.
3 ـ الماوردي في كتابه (النكت والعيون)، وقد أشار إلى ذلك أثناء شرحه لأثر ابن عباس في تقسيم التفسير، فقد ذكر القسم الثالث: ما يرجع فيه إلى اجتهاد العلماء، ثم جعله قسمين، والقسم الثاني: (أن يكون اللفظ محتملاً لمعنيين أو أكثر)، وهذا القسم وقع فيه التنبيه على اختلاف التضاد والتغاير (التنوع).
4 ـ ابن عطية في تفسير (المحرر الوجيز)، ويظهر هذا الموضوع عنده تطبيقيًّا، ويظهر أن شيخ الإسلام قد استفاد من هذا التفسير في هذا المجال، وهذا ظاهر لمن قرأ تقريرات شيخ الإسلام في موضوع اختلاف السلف وقرأ تطبيقات ابن عطية في تعامله مع اختلاف السلف.
ويمكن أن نجعل اختلاف الروايات ـ على سبيل التغاير ـ عن المفسر الواحد من السلف أصلاً في هذا الباب أيضًا، وهذا الاختلاف الوارد عن الواحد منهم يشير إلى أن القرآن حمال وجوه، وقد أشار إلى ذلك ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (ولذكر الله أكبر)، قال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ "، قَالَ:"لَهَا وَجْهَانِ، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَمَا حَرَّمَهُ، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ إِيَّاكُمْ أَعْظَمُ مِنْ ذِكْرِكُمْ إِيَّاهُ".
فتأمل قوله رضي الله عنه: (لها وجهان)، ثم فسرهما على التغاير (التنوع).
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Mar 2008, 08:13 م]ـ
بارك الله فيكم.
ولابن قتيبة رحمه الله تعالى كلام في ذلك في تأويل مشكل القرآن ص40
مصور في المرفقات
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Mar 2008, 08:06 ص]ـ
أخي أبا الحسنات
ما نقلته عن ابن قتيبة يفيد في استخدام مصطلح التضاد والتغاير (التنوع)، لكنه ليس في اختلاف المفسرين، وإنما في اختلاف القراءات.
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[19 Mar 2008, 06:26 م]ـ
نجد هذا المعنى عن الشافعي رحمه الله في كتابه اختلاف الحديث، حيث غبر بقوله عند التوفيق بين الأحاديث هذا من قبيل اختلاف المباح، واختلاف المباح هو اختلاف التنوع والله أعلم.