تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقدمة التفسير "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن"]

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Feb 2008, 01:03 ص]ـ

مقدمة مقدمة التفسير

بقلم

الحسن محمد ماديك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله بعد:

فإلى من يهمه الأمر من الباحثين المتجردين من القراء والمفسرين والمحدثين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

وبعد فهذه مقدمة تفسيري للقرآن ـ قيد الإنشاء ـ بعنوان "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ولقد اعتكفت عليه منذ بداية 2001 وهو في آخر مراحله علما بأنه لم يتناول المسائل الفقهية المعروفة بل مسائل أخرى أكثر إلحاحا وأكبر وجوبا تضمنها الكتاب المنزل ومنها أني استطعت بفضل الله ومنّه استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ، كل ذلك استنبطته من القرآن الكريم المهيمن على الكتب قبله، المتضمن تفصيل كل شيء، هذا وغيره من الموعودات التي نبّأ الله بها رسوله وخاتم النبيين ولم تقع بعد وهي آتية قريبا إن شاء الله، تفرغت لتتبعها ودراستها من القرآن وانشغل المفسرون والفقهاء والأصوليون بالأحكام الفقهية ومسائل اللغة من الكتاب.

وأتمنى إيصال تفسيري إلى خواص الأمة ليروا فيه رأيهم وأنا ـ إن شاء الله ـ أول المذعنين إلى الحق إذا أثبتوا مخالفتي إياه إذ لست أدّعي موافقة الحق وإنما أبحث عنه كما بينت في البحث العلمي الآتي بعض منه.

تحرير البحث العلمي المجرد

إن البحث العلمي المجرد أيا كان ميدانه هو الخطوة الصحيحة على الطريق الموصل إلى سعادة البشرية التي لن تحقق نجاحا أو تقدما في علم من العلوم التجريبية أو التقنية أو الدينية أو الأدبية أو الإنسانية إلا به، ولكل تخصص علمي أدواته ووسائله الخاصة به يتمكن بها الباحثون المتخصصون من التقدم العلمي إن لم يتعثروا في هوة الانحطاط بسبب الأخطاء العلمية أو المنهجية.

وإنما الثابت المقدس هو الحقيقة العلمية الابتدائية أو المتوسطة أو الكلية، سواء اطلع عليها الناس أم غابت عنهم، وسواء وافقوها أم خالفوها بعضهم أو جميعهم، ولن يصح اتخاذ الإجماع معيارا لمعرفة الحق أو الحقائق العلمية كما شاع وذاع في بعض العلوم أكثر من غيرها إذ كان على رأس أخطاء الباحثين فيها اعتبار الإجماع دليلا على أن المجمع عليه من الحقائق المقدسة التي يجب وصف مخالفها بالشذوذ والردة كما شذ " كاليلي " إلى الحقيقة العلمية يوم قال بدوران الأرض وخالف ما أجمع عليه أهل الأرض يومئذ، وكان إعدامه إعلانا لنشأة خطإ منهجي ارتضاه رجال الدين في الكنيسة يقضي بمصادرة حرية الرأي والفكر والاجتهاد ويقضي بفرض التقليد، قضاء باسم الدين وباسم الله كذبا وافتراء.

ولقد أخطأ رجال الدين في الكنيسة الذين أعدموا " كاليلي " خطأين منهجيين: أولهما أن حسبوا فهمهم للكتاب المنزل أي فقههم منه معيارا للحق فقدّسوا فقههم ووصفوا بالكفر والردة كل من خالفه وعاقبوه باسم الله كذبا وافتراء عليه، وثانيهما أن فرضوا التقليد على الناس وأغلقوا دون الاجتهاد والبحث العلمي بابا وخدّروا العقول لئلا تفكر أو تتأمل أكثر أو أبعد مما توصل إليه رجال الدين يومئذ.

ولا يزال الخطأ المنهجي ينأى بصاحبه عن موافقة الحق سواء كان متعمّدا أو من غير قصد، وليت شعري ما الفرق بين رجال الدين الذين أعدموا " كاليلي " وبين فرعون ذي الأوتاد الذي أعدم السحرة أن آمنوا برب العالمين قبل أن يأذن لهم، كلاهما صادر حرية الرأي والتأمل والفكر أي قيّد البحث العلمي المجرد وفرض التقليد وأغلق باب الاجتهاد ووأد الإبداع.

إن فرعون قد قال لقومه كما في قوله ? قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ? غافر 29 ومن المثاني معه قوله ? وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ? القصص 38 ويعني أنه قد حجر على سمعهم وأبصارهم وآرائهم وفرض عليهم تقليده وأن لا يروا رأيا إلا رأيا رآه هو لهم ولا يعلموا من العلم إلا ما علمه هو لهم، ولم يكتف فرعون بذلك بل أعدم السحرة أن آمنوا بموسى قبل أن يأذن لهم كما في قوله ? قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم ? الأعراف 123 وقوله ? قال آمنتم له قبل أن آذن لكم ? سورة طه 71 والشعراء 49 ويعني أنه لم يكتف بأن ملك وقهر وسخّر أجسامهم بل أراد أن يفعل مثله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير