تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بالله عليكم .. نتحدث عن الأفكار فقط عندما يكون هناك قانون داخلي واضح يحكمها، ويحكم نتاجها، أما عندما يكون الأمر محكوماً بأن لا شرط ولا ضابط، - او ان يكون القانون مصمما على قياسه هو -،فلا يمكن فصل النتاج عن الشخص الذي أنتج (هذا إذا كان يمكن إيجاد أي فصل حتى في ظل وجود قانون واضح) ..

وغني عن القول أن تجديداً كهذا، يقوي موقف بعض التقليديين من رافضي التجديد بالمطلق، لأنه صنو (التفلت) لا أكثر، فعندها سيبدو التقليدي أكثر محافظةً على دينه، وأكثر جدية، وجزء من قوته ومن التفاف الناس حوله هو تفلت أدعياء التجديد هذا ..

بين التجديد، الذي لا ضابط له، والتجديد بشروط تعجيزية كالتي يضعها الحرس القديم، هناك خيار ثالث علينا أن ننحاز إليه وأن نسعى له: تجديد بشروط قرآنية، يسعى لتحريك روح الأمة، ويرنو إلى بناء عالم على أسس أكثر عدالة وتوازناً، يبني حضارة القرآن، لا أن يكون أقصى طموحه أن يكون ترساً في محرك الآخرين وحضارتهم ..

الملفت للنظر، أن هذا التيار (عموماً) معروف بقبوله للرأي الآخر، إلى درجة التماهي معه – خاصة عندما يكون هذا (الآخر) من دين آخر، (ما دام مصدر الوحي الإلهي واحداً، كما يفسرون) – وحتى عندما يكون الدين ليس سماوياً، بل وثنياً يعج بالأبقار المقدسة – فلا بأس في ذلك بالنسبة إليهم (فالحكمة ضالة المؤمن، كما سيعللون) ..

هذه النفاذية العالية التي يمتلكونها كما كل الكائنات وحيدة الخلية، تبين عبر المقال انها لا تعامل الجميع بالطريقة نفسها: إنها نفاذية تقبل آراء الهندوس والسيخ والملاحدة بصدر رحب وابتسامة عريضة، لكنها نفاذية تغلق أبوابها ويضيق صدرها، عندما يتجرأ أحد من المسلمين بالدعوة إلى" تجديد بشروط"، عندها لا ابتسامة هنا، ولا نفاذية، بل اتهامات يحسدهم على بلاغتها التكفيريون من نوع: إنه عبدٌ للتاريخ! لا يفهم معنى الانسان! لم يرح برائحة القرآن! ..

كل هذا، من أجل التصريح بما يجب ان يكون بديهة: إن التجديد لا بد أن يكون بشروط! ..

1 - 1 - 2008

جريدة العرب القطرية

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير