تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا أشك لحظة واحدة أن المتقدمين في القرون الأولى من المفسرين والمحدثين غفر الله لي ولهم سيعذرونني يوم نجتمع عند الله في اليوم الآخر لأن المقدس والبرهان هو ما يجمعنا جميعا الإيمان به والوقوف عنده ألا وهو القرآن والحديث النبوي الثابت عن النبي الأمي ? أما ما زاد عليهما فهو التراث الإسلامي العريض أي هو فهم الرجال بعد ذلك ـ ومنه بحوثي ـ وقد ثبت عن رسول الله النبي الأمي ? في حجة الوداع أنه قال " بلّغوا عني ولو آية فرب مبلّغ أوعى من سامع" وكذلك دلالة أن " رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".

فرحم الله السلف، أولئك الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين لقد بلّغوا العلم المنزل من عند الله ومضوا وبقي الوحي للناس يتدارسونه ويتدبرونه ويهتدون به وسينكشف للناس منه يوما بعد يوم ما لم يكشف من المعاني والدلالات ليعلم العالمون رأي العين أن محمدا ? هو رسول الله بالقرآن إلى الناس جميعا وأن الله قد نبّأه بالقرآن الذي تضمن غيبا يوم نزل كلّف المؤمنون كلهم بالإيمان به وهو لا يزال غيبا فما يكون من المتأخرين الذين سيشهدون يوم يصبح غيب القرآن شهادة أينقضون الميثاق فلا يقرون به أم يصلون ما أمر الله به أن يوصل، وكما سأبينه في ما يتواصل من بيان القرآن.

أما ما استنسخ المتأخرون من التراث بدل التدبر والتفقه في الوحي فلا يزيد التراث قوة في الاستدلال والاحتجاج.

ولا أدعي ـ معاذ الله ـ أن ما انشغلت من تفصيل الكتاب وبيان القرآن هو الحق وحده دون غيره من التراث الإسلامي بل غاية تفسيري اجتهاد من طالب علم قاصر يخاف أن يكون ممن يكتمون البينات في الكتاب المنزل وإذن فلن يغني عنه موافقة التراث العريض من الله شيئا.

وكان نشر بحوثي وعلى رأسها التفسير هو أحسن الأمرين إذ يجنبني إثم كتمان العلم ويوجب على خواصّ الأمة أن يبيّنوا لي وللناس مواطن الخطإ والضلال والزيغ وأنا إن شاء الله تعالى أول المذعنين يومئذ.

وهكذا انطلقت قبل سبع سنين يوم بدأت كتابة التفسير من منطلق أن ما استنبطت من التفصيل والبيان يحتمل أن يكون صوابا وإذن فلا أحمل يوم القيامة جريرة كتمانه، وأن ما خالفه من التراث أي فهم الرجال يحتمل أن يكون خطأ وإذن فلا أحمل يوم القيامة وزر السكوت عنه.

الحسن محمد ماديك

اواليقية في الملف المرفق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير