تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)

أخي الكريم ... بارك الله فيك

ما دعاني للتأخر هو أنك خصصت فلم أرغب التقدم بين يدي من خصصتهم بالذكر، وأظن هذا السبب هو ما دفع الكثيرين للإحجام عن المشاركة

ولكن لما ألححت وعممت ومضى زمن على السؤال لم أر بداً من الإجابة حذرا من مغبة الكتمان

وللتوسط فسأعلق باقتضاب شديد على بعض الجمل حتى لا يسد الباب على مشاركة من أحب المشاركة من الأساتذة الفضلاء الذين خصصتهم بالذكر

واعلم أن هذا النقد، لا يقلل من محاولتك للاستنباط وهمتك في التدبر، لكنه يفيد في تدارك بعض الأخطاء

والتنبه لاكتساب العلوم والمهارات التي تصقل موهبتك في الاستنباط

لماذا لا يكون المراد بإظهار الزينة المقصود للأصناف الذين ذكرهم الله في الآية، ويكون المراد بما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان ونحوهما جائزاً إبداؤه أمام من سمى الله، وأما غيرهم فلا يجوز ذلك

هذا الفهم يفيد بأن غير الوجه والكفين لا يجوز إبداؤه حتى لمن سمى الله، وهذا لا قائل به

وتكون جملة: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) معترضة معناها: حتى لا يرى الرجال زينتها ولا شيء منها.

من شروط الجملة الاعتراضية أن تكون بين شيئين متلازمين كالمبتدأ والخبر، وفعل الشرط وجوابه، والقسم وجوابه، ونحو ذلك، أما إذا تمت الجملة فلا يسمى ما بعدها جملة اعتراضية.

وتأمل الآية جيداً

قال الله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ... )

تجد الجملة تامة قبل قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)

وهذا يفيد بأن الواو إما للعطف على (يغضضن) أو على جملة النهي في قوله: (ولا يبدين ... )

ولو جعلتها جملة اعتراضية فستضطر إلى إلغاء جملة (ولا يبدين زينتهن) الثانية وهذا باطل

وقولك: (حتى لا يرى الرجال زينتها ولا شيء منها)

إن كنت تريد حتى من سمى الله منهم كما هو ظاهر استنتاجك فهو باطل ولا قائل به.

بل الآية نص على جواز إبداء الزينة لهم.

قلت ذلك من باب فهم الآية:

ولا يبدين زينتهن إلا الظاهر منها أمام بعولتهن أو آبائهن ... الخ، وأيضاً: لأنه ساوى في الآية بين البعل وهو الزوج، مع أنه يجوز له أن يرى كل شيء في زوجته، وبين غيره ممن لا يحل له أن يرى إلا ما ظهر.

هذا ما أدى إليه اعتبارك لجملة (وليضربن ... ) اعتراضية؛ فألغيت جملة (ولا يبدين ... ) الثانية، وهو باطل

وادعاء أن الله ساوى بين الزوج وغيره خطأ ظاهر

فإن لفظ الإبداء عام ويكون لكل شخص بحسبه

فالزينة التي تبدى للزوج، غير التي تبدى للأب، غير التي تبدى للنساء، وهكذا

كما تفسره السنة، والعرف معتبر في مثل هذه الأمور

وحرف المسألة:

أن الاستثناء في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) منقطع

والاستثناء في قوله: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن .... ) متصل

فأعد التأمل على هذا المبدأ

واعلم أن من أهم ما ينبغي أن يعتني به المستنبط معرفة معاني الحروف، وأساليب القرآن، والربط بينها وبين أقوال السلف في التفسير.

والكلام في التفسير شأنه عظيم

وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح وبارك فيك

ـ[معن الحيالي]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اود ان اكتب لك سائلا اخي الباحث والصديق في ملتقى الخير والرحمة: ما الذي دعاك الى الوقوف عند هذه الاية الكريمة؟ .........

ثم لابد من الوقوف عند اقوال السلف لانه امر ضروري من اجل المحافظة على سلامة لغة القران الكريم واداب الشرع الحنيف.

وليس بالضرورة ان كل فكرة تعرض لنا كباحثين هي في صلب الموضوع القراني .... لاننا وان كنا بحث في جمالية التعبير القراني وجمالية المفردة ودلالاتها الا اننا نتعامل مع كلمات الوحي المنزل من خبير عليم ...

اود من السائل ان يرجع الى كتاب روائع البيان للشيخ محمد علي الصابوني الذي بحث فيه ايات الاحكام تحت ظلال الدرس اللغوي وسمى الدرس االبلاغي بموضوع اللطائف ... اظن انك ستجد بغيتك.

ومن الله التوفيق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير