تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قلت: إن الحديث الصحيح في البخاري عن أبي هريرة عن النبي ? " لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة ". والحديث الصحيح في البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي ? " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " ليعني أن العرض في المنام أقل من درجة العرض يقظة الذي اختص به النبيون وهو مدلول نبوتهم وهو الذي انقطع وختم بخاتم النبيين محمد ?.

إن العرض للنبي ? يقظة كما في الحديث الأول والثاني والثالث والرابع والخامس

ومحتملا في السادس والسابع والثامن والتاسع، وسيأتي من بيان الحديث السادس والسابع والعرض مناما كما في الحديث العاشر والحادي عشر قد وقع في المدينة بعدما نزل به القرآن قبل الهجرة كما في المثاني:

? ? قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? الفلاح 93 ـ 95

? ? فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نريك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ? الزخرف 41 ـ 42

? ? وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ? يونس 46 الرعد 40

? ? فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ? غافر 77

? ? وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ? الإسراء 60

وكما بينته في كلية النصر في ليلة القدر وقد تحقق في الدنيا وكما تقدم في الأحاديث الصحيحة التي فيها إنه عرض عليه كل شيء تولجونه وفيها " فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه " لإيقاع قوله ? وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? والآيات المتلوة المذكورة آنفا.

إن النبي في الدنيا هو الذي يعرض عليه مما سيكون من الغيب في الدنيا والآخرة فيعلمه برؤيته عرضا عليه وذلك قوله ? أعنده علم الغيب فهو يرى ? النجم 35 أي ينظر إلى ما يعرض عليه في يقظته وهو ما اختص به النبيون جميعا إذ شاركهم بعض أتباعهم في العرض في المنام.

وإن النبوة المقيدة بالعلم كما في قوله ? نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ? الأنعام 143 فإنما هي بأحد أمرين:الإخبار والعرض يقظة وهو ما اختص به النبيون أو الإخبار بالكتاب الذي جاء به النبيون وهو العلم، ويعني أن الله دعا المشركين الذين حرموا من ثمانية أزواج الأنعام ما لم يأذن به الله أن ينبئوه أي يخبروه بعلم أي يعرضوا عليه ساعة نزل عليهم لأول مرة من الله تحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي وهو الدليل القوي لو استطاعوه وهو الذي تتأتى به معارضة ما جاء به النبيون من العلم أو يأتوا بكتاب من عند الله نزل فيه تحريم ما زعموا.

فالنبوة بعلم بمعنى العرض يقظة هي ما اختص به النبيون وهي أخص من قوله ? سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78 وقوله ? ونبئهم أن الماء قسمة بينهم ? القمر 28 أي أخبرهم ولم يسبق إليهم علم به.

إن التقدم العلمي اليوم لم يبلغ بعض ما عرض على النبي الأمي ? يقظة كما في المثاني:

? ? ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ? البقرة 243

? ? ألم تر إلى الملإ من بني لإسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ? البقرة 246

? ? ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب ? النساء 77

? ? ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ? البقر 258

? ? ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ? إبراهيم 28

? ? ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ?

? ? ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد فرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ? الفجر 6 ـ13

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير