قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَمِمَّا يَدُلُّ على أَنَّهُ القرآنُ قَوْلُهُ سبحانَهُ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
أنه قول الأكثرين
قالَ البَغَوِيُّ (ت:516هـ): ({عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}، قالَ مُجَاهِدٌ والأَكْثَرُونَ: هُوَ القُرْآنُ).
ذكره: الخَطِيبُ الشِّرْبِينِيُّ
قالَ الخََازِنُ (ت:725هـ): (قالَ الأكثرونَ: هوَ القرآنُ).
قالَ صِدِّيق حَسَن خَان (ت:1307هـ): (قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النَّبَأُ العظيمُ القرآنُ، وَهذا مَرْوِيٌّ عَنْ جماعةٍ مِنَ التابعينَ).
أن القرآن قد اختلف فيه
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْقُرْآنُ قَوْلُهُ: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}. وَذَلِكَ أَنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ، فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً, وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً وَشِعْراً, وَبَعْضُهُمْ أَسَاطِيرَ الأَوَّلِينَ).
قالَ ابْنُ الْجَوْزِيُّ (ت:597هـ): ({النَّبَأِ}: القُرْآنُ، اخْتَلَفُوا فِيهِ؛ فقالَ بَعْضُهم: سِحْرٌ، وقالَ بَعْضُهُم: شِعْرٌ).
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (والقولُ الثاني: إِنَّه القُرْآن واحْتَجَّ القائلون بهذا الوجهِ بأمرين:
الأَوَّلُ: أنَّ النبأَ العظيمَ هو الذي كانوا يَختلِفونَ فيه، وذلك هو القُرآنُ؛ لأنَّ بعضَهم جَعَلَه سِحْرًا، وبعضَهم شِعْرًا، وبعضَهم قالَ: إنه أَساطيرُ الأوَّلينَ، فأما البَعْثُ ونُبُوَّةُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كانوا مُتَّفِقينَ على إنكارِهما. وهذا ضَعيفٌ؛ لأنا بَيَّنَّا أنَّ الاختلافَ كان حاصِلاً في البَعْثِ).
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الأعرجُ (ت:728هـ): (وقِيلَ: النَّبأُ العظيمُ: القرآنُ. واختلافُهُم فِيهِ أَنَّ بَعْضَهُمْ جَعَلُوهُ سِحْراً، وبَعْضَهُمْ شِعْراً وكِهَانةً).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (وكانُوا يَخْتَلِفُونَ فيه، فَجَعَلَهُ بعْضُهُمْ سِحْرًا، وبعْضُهُمْ شِعْرًا، وبعْضُهم قالَ: أساطِيرُ الأوَّلِينَ).
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَقدِ اسْتدلَّ على أنَّ النبأَ العظيمَ هوَ القرآنُ بِقَوْلِهِ: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}. فإِنهُمُ اخْتَلَفُوا في القرآنِ، فَجَعَلَهُ بعضُهُم سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كهانَةً، وَبعضُهُم قَالَ: هوَ أساطيرُ الأَوَّلِينَ).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
قال مساعد الطيار: (يشهد لمن قال: القرآن -وهو مجاهد- أنَّ الاختلاف وقع فيه بين كفارِ مكة، فوصفوه بأنه شِعر، وكِهانة، وكَذِب، وغيرها).
أن النبأ اسم الخبر لا اسم المخبر عنه وهو أليق بالقرآن
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (الثاني: أنَّ النبأَ اسمُ الخبرِ، لا اسمُ المُخْبَرِ عنه، فتفسيرُ النبأِ بالقرآنِ أَوْلى مِن تفسيرِه بالْبَعْثِ أو النُّبُوَّةِ؛ لأن ذلك في نفسِه ليس بِنَبَإٍ، بل مُنْبَأٌ عنه، ويُقَوِّي ذلك أنَّ القرآنَ سُمِّيَ ذِكْرًا وتَذْكِرَةً وذِكْرَى وهدايةً وحَديثًا، فكان اسمُ النبأِ به أَلْيَقَ منه بالبَعْثِ والنُّبُوَّةِ.
والجوابُ عنه: أنه إذا كان اسمُ النبأِ أَلْيَقَ بهذه الألفاظِ فاسمُ العظيمِ أَلْيَقُ بالقِيامةِ وبالنُّبُوَّةِ؛ لأنه لا عَظمةَ في أَلفاظٍ، إنما العَظمةُ في المعاني، وللأَوَّلِينَ أن يَقولوا: إنها عَظيمةٌ أيضًا في الفَصاحةِ والاحتواءِ على العلومِ الكثيرةِ، ويُمكِنُ أن يُجابَ أنَّ العظيمَ حقيقةٌ في الأجسامِ مَجازٌ في غيرِها، وإذا ثَبَتَ التعارُضُ بَقِيَ ما ذَكَرْنا مِن الدلائلِ سَلِيمًا).
أن هذا القول يتضمن غيره من الأقوال
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ المَحَلِّيُّ (ت:825هـ): ({عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ} ... هوَ ما جَاءَ بهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القرآنِ المُشْتَمِلِ على البعثِ وغيرِهِ).
قالَ الأَشْقَرُ: ({عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} هُوَ الْخَبَرُ الهائِلُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ).
قال مساعد الطيار: (وهو أعمُّ من القول الثاني؛ لأنَّ البعثَ جزء من أخبار القرآن الذي وقع فيه الاختلاف).
أن القرآن وصف بأنه عظيم في مواضع متعددة من القرآن
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَإِنَّمَا كانَ ذلكَ النبأُ؛ أي: القرآنُ، عَظِيماً؛ لأنَّهُ يُنْبِئُ عَنِ التوحيدِ وَتصديقِ الرسولِ وَوقوعِ البعثِ وَالنشورِ).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
الاعتراضات على هذا القول
أن دلالة السياق ترجح أن المراد بالنبأ العظيم البعث
قالَ الأَلُوسِيُّ (ت:1270هـ): (وقِيلَ: كان التساؤلُ عن القرآنِ، وتُعُقِّبَ بأنَّ قولَه تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ} إلخ، ظاهِرٌ في أنه كان عن البعْثِ, هو مَرْوِيٌّ عن قَتادةَ أيضًا؛ لأنه من أَدِلَّتِه).
أن اختلافهم في القرآن كان لاشتماله على الإخبار بالبعث
قالَ الأَلُوسِيُّ (ت:1270هـ): (وأُجِيبَ بأنَّ تَساؤلَهم عنه واستهزاءَهم به واختلافَهم فيه بأنه سِحْرٌ أو شِعْرٌ كان لاشتمالِه على الإخبارِ بالبَعْثِ، فبَعْدَ أن ذَكَرَ ما يُفيدُ استعظامَ التساؤلِ عنه تَعَرَّضَ الدليلُ ما هو مَنشأٌ لذلك التساؤلِ، وفيه بُعْدٌ).
¥