الحديث عن النخبة يقتضي أيضا انخراطا في هموم المجتمع وقضاياه. إذ كيف نجعل من نخبة مجتمع ما من لا يهتم يقضايا المجتمع الذي ينتمي إليه؟ ليست النخبة حصيلة علمية فقط، بل لا بد أن يكون معها حصيلة عملية. وفي هذا المستوى أيضا نجد الشيخ المكي الناصري يحقق الانخراط الفعلي في شؤون المجتمع مما يجعله بحق أحد رموز النخبة المغربية المعاصرة. فقد عاش رحمه الله الفترة الاستعمارية بكل تحدياتها، كما عايش فترة الاستقلال وما بعده ووجدنا له في المرحلتين معا حضورا متميزا:
قبل الآستقلال
يتجلى انخراط الشيخ المكي الناصري في قضايا المجتمع في أشكال متعددة ولكن أبرزها المؤسسات و الهيآت التي أسسها أو انتسب إليها ونذكر منها:
1. عضو مؤسس وعامل في الرابطة المغربية أول هيئة سرية للعمل الوطني 1921
2. عضو مؤسس وعامل في جمعية انصار الحقيقة 1925
3. عضو مؤسس وعامل في جمعية الفلسفة والاجتماع وجمعية الشبان المسلمين بالقاهرة 1927 – 1928
4. عضو مؤسس وعامل في كتلة العمل الوطني أول هيئة وطنية سياسية 1934 – 1937
5. أسس حزب " الوحدة المغربية" بعد توقف كتلة العمل الوطني سنة 1937م.
6. عضو مؤسس وعامل بمجلس الأحباس المتحدث بشمال المغرب 1939 - 1946
7. عضو مؤسس و عامل في لجنة تحرير المغرب العربي التي أنشأها الغازي محمد عبد الكريم الخطابي بالقاهرة (1948 - 1955).
8. عضو مؤسس و عامل في (الجبهة الوطنية) للأحزاب المغربية الأربعة (1951 - 1956).
9. عضو مؤسس وعامل في الوفد المغربي الذي قام بتمثيل المغرب ورفع شكواه والدفاع عن قضيته لدى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم 1951 - 1955
10. زاول التدريس بالمعهد الحر ومعهد مولاي الحسن ومعهد مولاي المهدي بتطوان
فإذا تأملنا المجالات السابقة أمكننا الخروج بمجموعة من الملاحظات نجملها على الشكل التالي:
• إن واقع البلد الذي يرزح تحت الاستعمار لم يترك مجالا للاختيار، فكان هذا المعطى هو الإطار الموجه لكافة أنشطة الشيخ المكي الناصري في هذه المرحلة أي الإسهام في الاستقلال باعتباره اولى الأولويات.
• إن إسهام الشيخ المكي الناصري في تحرير المغرب واستقلاله كان من موقع النخبة وذلك يتجلى في تأسيس الهياكل الموجهة والمؤطرة. وهكذا وجدناه يحضر باعتباره عضوا مؤسسا في هيآت سياسية متعددة.
• يبرز بين هذه المهام الوعي بضرورة تجميع الجهود من خلال تأسيس كتلة العمل الوطني،ولكن أيضا البحث عن الحلول البديلة من خلال حزب " الوحدة المغربية".
بعد الاستقلال
استمر حضور الشيخ المكي الناصري المتميز في المشهد المغربي بعد الاستقلال وكان ذلك نتيجة طبيعية للجهد الذي بدله قبل الاستقلال، وفي يلي جرد لأهم المهام والوظائف التي تولاها في هذه الفترة:
1. عضو في المجلس الوطني الاستشاري 20 أكتوبر 1956
2. عضو في مجلس الدستور 7 نونبر 1960
3. سفير في ليبيا، 13 يناير 1961
4. عامل على إقليم أكادير 9 فبراير 1963
5. عضو في الغرفة الدستورية 18 دجنبر 1963 ـ 1970
6. أستاذ بدار الحديث الحسنية 21 نونبر 1964
7. عضو المجلس الأعلى للإنعاش الوطني والتخطيط 1968
8. وزير للأوقاف والشؤون الإسلامية و الثقافة. 19 نونبر 1972
9. عضو في اللجنة الملكية للتدوين 1979
10. عضو بأكاديمية المملكة المغربية 1مارس 1981
11. عضو بمجلس الوصاية 1981
12. رئيس للمجلس العلمي للعدوتين الرباط وسلا.12 يوليوز 1981
13. عضو في اتحاد المؤرخين العرب 1988
14. أمين عام رابطة علماء المغرب بعد وفاة العلامة عبد الله كنون في المؤتمر الاستثنائي للرابطة المنعقد بطنجة يوم 28 أكتوبر 1989 إلى ان توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 1414هـ بالرباط عن عمر يناهز 88 سنة.
ومما ميزالشيخ المكي الناصري انخراطه المرموق في الواجهة الإعلامية و إسهامه بالعمل الصحفي مؤسسا و مشاركا ومناضلا. كما تشهد بذلك صحف و مجلات تلك الحقبة و نذكر منها:
1. مجلة المغرب الجديد 1935 - شهرية- تطوان.
2. صحيفة الوحدة المغربية- 1937 - ثلاث مرات في الأسبوع - تطوان.
3. صحيفة unidad marroqui - 1937 بالاسبانية أسبوعية - تطوان.
4. صحيفة la voix du maroc بالفرنسية - 1946 - أسبوعية- طنجة.
5. صحيفة منبر الشعب- 1949 - يومية- طنجة.
6. صحيفة الشعب 1952 - خلفت منبر الشعب – يومية.
3 - الإنتاج العلمي
¥