ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Mar 2008, 07:53 ص]ـ
أخي طارق
أشكركم على تعقيبكم الجميل، وكما قيل: (النكت لا تتزاحم)، وكم هو جميل ما ذكرتموه من تحليل، أسأل الله لي ولكم التوفيق.
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[02 Mar 2008, 08:45 ص]ـ
السلام عليكم
شكرا للدكتور الفاضل على طرح مثل هذا الموضوع، أما عن سؤالك عن إمكانية أن يكون موضوعا لرسالة ماجستير
فأقول نعم، والإظهار في موضع الإضمار، ومثله الإضمار في موضع الإظهار من الموضوعات البلاغية المبحوثة والمبثوثة
في الكتب البلاغية، تحت مسمى (خروج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر) ويدخل فيه عدة موضوعات، كالالتفات
وأسلوب الحكيم، والمغايرة بين صيغ الأفعال، وهو موضوع ثر وله شواهده المتعددة، وفي طياته كثير من الأسرار
البلاغية.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Mar 2008, 03:01 م]ـ
الحمد لله
شيحنا الفاضل
شكر الله لكم فتح هذا الباب القيم
ذكر الشيخ خالد السبت عند كلامه على الاظهار و الاضمار نكتا بديعة
لوضع الظاهر موضع المضمر وضرب لكل واحدة مثالا لها
وهي
أولا التعظيم
واتقوا الله و يعلمكم الله و الله بكل شيء عليم
ثانيا الاهانة و التحقير
أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون
ثالثا الاستلذاذ بذكر المظهر
من كان يريد العزة فلله العزة جميعا
رابعا الزيادة في التقرير
يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
خامسالإزالة اللبس
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا
حيث أنه لو قال إنه كان مشهودا لأوهم عود الضمير الى الفجر
سادسا تربية المهابة و ادخال الروعة في قلب السامع
وقال الذين في النار لخزنة جهنم
سابعا تقوية داعي المأمور بالتوكل بامتثال الامر
فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين
ثامنا تعظيم الامر .. وقد سبق ما هو قريب منه
تاسعا للتوصل بإعادة ذكر الظاهر الى ذكر الصفات
فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي .... الى قوله فآمنوا بالله ورسوله
ولم يقل فآمنوا بالله و بي للتوصل الى ذكر صفات اخرى للنبي
عاشرا للتعميم
وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء
ولم يقل انها لأن الاول يدل على التعميم
حادي عشر تنبيها على علة الحكم
فأنزلنا على الذين ظلموا
وقد تكررلفظ الذين ظلموا في البقرة في نفس الموضع
ثاني عشر للدلالة على الخصوص
ان وهبت نفسها للنبي إن اراد النبي
ولم يقل لك اذ لو اتى بالضمير لأخذ جوازه لغيره كما في قوله تعالى
وبنات عمك
*****
ومن ذلك ايضا وضع المضمر مكان الظاهر للتعظيم
مثل
من كان عدوا لجبريل فإنه
إنا أنزلنه
ونظمها احدهم فقال
لنكتة أتى ظهور مُضْمَرِ
لمثلها أتى ضمور مُظهَرِ
أولها تعظيم أو إهانهْ
زيادة التقرير او إزالهْ
للَّبْس أو تَلذُّذٌ بذكره
تقوية الداعي لفعل أمره
وللتوصل الى الصفات
كذا و للتفصيل في العِلاّت
ولابتغا التخصيص و التعميم
أو هَيْبةٍ و الثان للتفخيم
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[02 Mar 2008, 09:18 م]ـ
ومن المعاني التي لم يقف عندها الكثير من العلماء هي إنزال الأمر المعنوي منزلة المحسوس في ظهوره وبروزه:
وتبرز هذه الدلالة حين يوضع اسم الإشارة موضع الضمير، لأن اسم الإشارة "بأصل وضعه اللغوي يشير إلى شيء محسوس خارجي، والضمير يعود إلى مرجع معنوي أو محسوس، وقد تعمد الصياغة إلى إبراز دلالة التجسيم والتشخيص في الأشياء المعنوية لا عن طريق المجاز والتخييل، ولكن بواسطة التشكيل اللغوي، عن طريق التبادل بين الضمير واسم الإشارة، واستغلال ثنائية الحضور والغياب في دلالة كل منهما" ().
وهذا وارد في البيان العربي، من ذلك قول عبد الله بن دمينة ():
قِفِي قَبْلَ وَشْكِ البَيْنِ يا ابنَةَ مَالِكِ
وَلا تَحْرِميني نَظْرَةً مِنْ جَمَالِك
تَعَاَللْتِ كَي أشْجَى وَمَا بِكِ عِلَّةٌ
تُرِيْدِيْنَ قَتِلْي قَدْ ظَفِرِتِ بِذَلِك
"فكان مقتضى الظاهر أن يقول: قد ظفرت به؛ لأنه ليس بمحسوس، فعدل إلى (ذلك) إشارة إلى أن قتله قد ظهر ظهور المحسوس" ().
ومن ذلك في التنزيل قوله تعالى: ?مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ? [الرعد: 35].
وقوله تعالى: ?وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ? [فصلت: 22 - 23].
فقد كان الأصل الإتيان بالضمير، فيكون في الآية الأولى (هي عقبى …) وفي الآية الثانية (هو ظنكم الذي ظننتم …) لكنه "عبر باسم الإشارة: (تلك) و (ذلكم) في موضع الضمير للدلالة على كمال النعيم وتمام ظهوره، فقد بلغ الغاية في الظهور والبيان حتى صار مدركاً بالحواس، وكذا القول في الآية الثانية، فقد بلغ ظنهم الغاية في الظهور والبيان حتى صار كأنه مدرك بالحواس" ().
¥