الإشارة: وإذا قيل لأهل الانكار على أهل الخصوصية القاصدين، مشاهدة عظمة الربوبية، قد تجردوا عن لباس العز والاشتهار، ولبسوا أطمار الذل والافتقار، آمنوا بطريق هولاء المخصوصين، وادخلوا معهم كي تكونوا من المقربين، قالوا: {أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء} ونترك ما نحن عليه من العز والكبرياء، قال الله تعالى في تسفيه رأيهم وتقبيح شأنهم {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء} حيث تعززوا بعز يفنى، وتركوا العز الذي لا يفنى، قال الشاعر:
تَذَللْ لمن تهوى لتكسبَ عزه فكم عزة قد نالها المرء بالتذلل
إذا كان من تهوى عزيزا ولم تكن ذليلا له، فاقرَ السلام على الوصل
فلو علموا ما في طي الذل من العز، وما في طي الفقر من الغنى، لجالدوا عليه بالسيوف، {وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} ".
وهو في تناوله للمأثور مقل في: (تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة) واهتم بتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، واللغة العربية).
أما كيفية تعامله مع العلوم وثيقة الصلة بالتفسير: فقد اهتم بـ (علم القراءات، وعلوم القرآن، وبخاصة أسباب النزول، والمناسبات، فقد اولاهما عناية جيدة، والإسرائيليات إلا أنه يتساهل في كثير منها)، وبالمقابل فإنه مقل في استعمال (أصول الفقه، وعلم الفقه، ومسائل علم الكلام، وعلم البلاغة .. )؛ وقد امتلئ البحر ببحور الشعر وقوافيه التي كان نصيب الأسد منها للشعر الصوفي، وخاصة شعر أرباب التصوف كالحلاج وابن عربي وةابن الفارض وغيرهم، وبالرغم م اهتمامه الكبير بالجانب اللغوي، إلا أن الملاحظ أنه قليل ما يأتي بالبيت الشعري كشاهد على المعنى ومبين له.
وهو لا ينفك يكثر المدح والترضي والاستشهاد بأقوال أرباب الغلو من الحلوليين وسلوكياتهم، وممن كفر أئمتهم كبار العلماء، وإن كان في بعض المواقف قد خرج عما ينبغي عليه الالتزام بما حدده هو لنفسه .. كاد أو اقترب من التفسير الصوفي النظري، إلا أن حسن الظن به ولما عرف به من سعة علم ونقاء سريرة وحسن نية في ابتغاء مرضاة الله، تجعلنا نعتدل في الحكم عليه، حملا على حال المؤمن على الصلاح، وكما قال الذهبي – رحمه الله – في معرض دراسته للتفسير الصوفي الإشاري:" وإذا رجعنا إلى أقوال العلماء التي قالوها في تفسير الصوفية، وجدناها جميعا تقوم على حسن الظن بهم" (التفسير والمفسرون: 2/ 242).
ولمزيد توضيح، ينظر في العرض المتواضع على الرابط الآتي: http://www.zshare.net/download/87302919a0c67a/
ووفق الله الجميع لكل خير
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Mar 2008, 08:33 م]ـ
ولمن يشق عليه التعامل مع الروابط، يمكن التحميل من المرفقات أدناه.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Mar 2008, 08:51 م]ـ
ولمن يشق عليه التعامل مع الروابط، يمكن التحميل من المرفقات أدناه.
للأسف وجدت مشقة كبيرة في إرفاق المرفقات، ومر وقت طويل دون تمكني من ذلك. والرابط سهل في الوصول إلى الملف، وبارك الله في الجميع.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Mar 2008, 09:24 ص]ـ
أخي الكريم الفاضل المفضال محمد عمر الضرير الجبلي
الرابط يعمل
ولك جزيل الشكر
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[11 Mar 2008, 01:36 م]ـ
أخي الكريم الفاضل المفضال محمد عمر الضرير الجبلي
الرابط يعمل
ولك جزيل الشكر
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
آمين، وإياكم أستاذي الكريم.