ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 Mar 2008, 02:34 ص]ـ
الأخ خالد بن عثمان السبت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أيها الأخ الكريم
جزاك الله خيرا، ولقد ذكّرت بعظيم هو القرآن العظيم الذي يعظم أمام كل باحث قرأ القرآن وتدبره وتدارسه، أي لا يستطيع أحد من الأمة كلها أن يفرغ من استيعاب معانيه ودلالاته وما يهدي إليه من الرشد والتي هي أقوم.
وهيهات أن تستكمل الأمة كلها معانيه ودلالاته وهو القول الثقيل المنزل على قلب النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، ولهو إذن قول أثقل على الأمة جميعها إذ لم ينزل على قلب أحد منها بل هو كما في قوله ? بل هو آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم ? العنكبوت 49 أي أنه تجاوز آذانهم وأسماعهم ودخل في صدور الذين أوتوا العلم وهم الصحابة الأبرار الأخيار ولكن لم يبلغوا درجة علم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، ولا يختلف منصف أن الصحابة الأبرار الأخيار كأبي بكر وعمر وسائر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين أوتوا العلم كما هي دلالة قوله ? ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا ? القتال 16 يعني أن المنافقين الذين كانوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ولكن لا يفقهون منه هدى ولا رشدا يسألون الذين أوتوا العلم بالتجهيل وهم الصحابة الكرام عن معاني ودلالات القرآن.
إنني شديد العجب من الذين يشتغلون بحفظ المتون وتدارسها وهم لم ولن يفرغوا من تدارس القرآن ولم يفقهوا بعد أن الله دعا إلى المسارعة إلى الخيرات مسابقة معلنة في القرآن أن الله سيؤتى من يسبق في هذه المسابقة مغفرة منه وفضلا وهو واسع عليم.
ولقد بينت من ذلك ما استطعت كما سيأتي في موضعه من التفسير والله يغفر القصور والتقصير.
إن الذين ينشغلون عن تدبر القرآن وتدارسه لهم الذين اتخذوا القرآن مهجورا وهجروه، فوا عجبا كيف لم يفرّوا من الضلال إلى هدى القرآن، وما ذا هم فاعلون يوم يصبح غيب القرآن وموعوداته التي نبّأ بها نبيّه شهادة في الدنيا ولا سبيل إلى النجاة يومئذ إلا للذين سيهتدون بفضل الله بالقرآن العجب الذي يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
الحسن محمد ماديك
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[13 Mar 2008, 03:05 م]ـ
يبدو أن ماهو مكتوب ومنقول عن الشيخ خالد السبت، كان كلاما مرتجلا بعد إحدى صلاتي العشي، وليس مما حرره بيده، وقد وفق فيه جزاه الله خيرا ونفع به، ومسألة التدبر قد نوقشت كثيرا في هذا الملتقى وغيره، ويكاد الإنسان لا يخرج بقناعة معينة حول كيفية التدبر ومفهومه إلا باستقلالية في النظر والبحث، فهو أقرب لأعمال القلوب من الجوارح، وإن كان يصل أثره للجوارح ولاشك، ومن هنا كان التفاضل في تدبر كلام الله، حسب انشراح القلب وبقدر مافيه من علم وإيمان، وإن لم يكن التدبر متوقفا عليهما، بل قد تفاجأ به عند من ليس من أولئك في قبيل ولادبير.
وفي الحقيقة أنه موضوع شغلت به شهر رمضان الماضي، حتى كنت أحمل في جعبتي وريقات أكتب فيها ماعن لي حول مفهوم التدبر، وربما كتبت بين التسليمتين من التراويح لانشغال فكري غالب الشهر بالتعرف على معناه، فكانت ترد أحيانا الخاطره وأنا في الصلاة فأدونها بعد التسليم نسأله الله مغفرته، لكن نسلي النفس بأن الأمر متعلق بكلام الله العظيم ..
ولما توسع علي الأمر وجاء العيد تفرق ماجمعنا، وذهبت مني تلكم الورقات شذر مذر، فليتني جمعتها حتى لنفسي فقد نسيت أغلب مادونته فيها والله المستعان.
وهو مبحث شريف عظيم لا ينفع أن يتناول بحثه والكتابة فيه إلا من جمع بين الآت كثيرة، من علم وفهم وتذوق لغوي وروحانية وتجربة، فقد يكتب لنا فيه نحوي ما لايكتبه مفسر، كما قد يدركه الأمي قبل المتعلم.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Mar 2008, 06:42 م]ـ
الحمد لله
كفى الشيخ خالد السبت فضلا وعلما ما جمعه في كتابه المفيد قواعد التفسير.
وجزاه الله خيرا على كلامه.