وعند الطحاوي، والبيهقي: " وفي الثانية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53].
قال البيهقي: هكذا أخبرناه بلا شك، وقد رواه محمد بن الصباح، عن عبد العزيز الدراوردي بالشك في قوله (ربنا آمنا بما أنزلت) فلم يدر هذه الآية، أو (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119]، وكذلك إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي اهـ.
أقول: لم يشر البيهقي إلى الاختلاف في الآية الأولى، ففي رواية سعيد منصور، وإبراهيم بن حمزة: أنه قرأ في الأولى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم) الآية [البقرة136].
وفي رواية محمد بن الصباح: أنه قرأ في الأولى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) [الآية 84 آل عمران].
عبد العزيز بن محمد هو: الدراوردي: موصوف بالغلط، والوهم، وسوء الحفظ إذا حدث من حفظه ... وللحفاظ كلام متفاوت نسبيا لا أطيل بذكره، ولكن تجده في
: معرفة الثقات للعجلي 2/ 98 والتاريخ الكبير 6/ 25 و الجرح والتعديل 5/ 395 و الطبقات لابن سعد 5/ 424 و الثقات لابن حبان 7/ 116 و الضعفاء العقيلي 3/ 20 و تهذيب الكمال 18/ 187 و الكاشف 1/ 658 و تهذيب التهذيب 6/ 315 و تقريب التهذيب 358.
وعثمان بن عمر بن موسى هو التيمي: قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين؟ فعمر بن عثمان المدني عن أبيه عن ابن شهاب؟ قال: ما أعرفهما، وقال ابن عدي هو كما قال: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات،. وقال أبو بن يربوع الإشبيلي: رأيت الدارقطني قد ذكره في العلل كثيرا، وقال لا يكاد يمر للزهري حديث مشهور يتوسع فيه الرواة إلا كان هذا من جملتهم، قال: قد رأيته قد رجح كلامه في بعض المواضع. قال ابن حجر: وقول عثمان الدارمي عن يحيى بن معين لا أعرفه، وقول ابن عدي هو كما قال، عجيب فقد عرفة غيرهما حق المعرفة، لكنه قال في التقريب: مقبول.
(تنبيه: انظر تعليق الدكتور أحمد نور سيف على كلام ابن حجر في تاريخ الدارمي ص47)
انظر: تاريخ الدارمي ص47، وتاريخ البخاري الكبير 6/ 239، والجرح والتعديل 6/ 159، والثقات لابن حبان 7/ 200، والكامل لابن عدي 5/ 175، وتهذيب الكمال 19/ 464، وتهذيب التهذيب 7/ 130، وتقريب التهذيب 1/ 386.
وسالم أبو الغيث: ثقة.
انظر: وتاريخ البخاري الكبير 4/ 108، والثقات لابن حبان 4/ 306، وتهذيب الكمال 10/ 179، والكاشف 1/ 424، وتهذيب التهذيب 3/ 385.
وهذا الحديث – والله أعلم – لا يصح: لشك الدراوردي فيه , واضطرابه، فتقدم اختلافهم في الآية في الركعة الأولى، والشك، وعدمه في الثانية ... ، ولحال عثمان، وكون هذا الحديث من أفرادهم، فلم يروه حسب اطلاعي وبحثي عن أبي هريرة غير سالم، ولا عنه غير عثمان تفرد به الدراوردي.
والبخاري في تاريخه الكبير 4/ 108: كأنه ـ والله أعلم ـ ألمح لضعفه ـ إن صح مافهت ـ فقد ذكر هذا الحديث ثم أردف بعده حديث مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة بقراءة سورتي الإخلاص ... (الحديث خرجه مسلم وقد تقدم).
الحديث الرابع:
عن أبي هريرة قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى (آمنا بالله وما أنزل إلينا) وفي الثانية (ربنا إننا آمنا فاغفر لنا) أو نحو ذا ".
ذكره البوصيري ـ في إتحاف الخيرة المهرة (2306) ـ وقال رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لجهالة التابعي، ورواه أبو داود في سننه، وسكت عليه بلفظ آخر.اهـ.
أقول: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع الذي هو برواية ابن حمدان، وقد في مسنده الكبير برواية ابن المقري فهي التي اعتمدها البوصيري في كتابه. والله أعلم.
والحديث الذي قال البوصيري رواه أبو داود وسكت عنه ... هو الحديث الثالث.
الحديث الخامس:
عن ابن عباس أنه كان يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتيه قبل الفجر بفاتحة القرآن، والآيتين من خاتمة البقرة في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرة بفاتحة القرآن، وبالآية من آل عمران (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) [آل عمران64] حتى يختم الآية ".
رواه أحمد 1/ 265 حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني العباس بن عبدالله بن معبد بن عباس، عن بعض أهله، عن عبد الله بن عباس به.
¥