تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من الأخطاء التي شاعت بين الناس في الآونة الأخيرة التغير الصوتي للميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء , حيث أن البعض يجعل فرجة عند تلفظها ولو سئل القارئ لماذا هذه الفرجة عند صوت الميم؟ لقال لك من أجل غنة الإخفاء. قال العلماء لا علاقة للشفتين بصوت الغنة , الغنة مخرجها الخيشوم فحسب , ولا يتحقق صوت الميم إلا بإطباق الشفتين بها , ومن المشهور بين العلماء عند ذكر أحكام القلب أو الإخفاء الشفوي قولهم: بإطباق الشفتين من غير كز فيهما , والشيخ عبد العزيز الزيات من أكبر علماء القراءات والتجويد, ويوجد حاليا في الحرم النبوي , وهو أعلى القراء سندا في الوقت المعاصر حيث أن الواسطة التي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبعة وعشرون رجلا, قاال: يجب على القارئ أن يطبق الشفتين بلطف من غير فرجة أو كز زائد ,و الشيخ أحمد مصطفى وهو من أكابر تلامذة الشيخ الزيات قال: أن كل من تلقى عن الشيخ الزيات يقرأ بالإطباق الكامل , والعلماء قديما صرحوا بإطباق الشفتين مثل أبو عمرو الداني في كتابه التيسير وكتاب التحديد وصرح بذلك بن الجزري في النشر والتمهيد وطاهر بن غلبون والضباع وغيرهم فمثلا لو قرأ القارئ قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) بجعل فرجة بين الشفتين في صوت الميم فهو في الحقيقة لم ينطق ميما أبدا بل نطق بهاء ممطوطة , وقد روى لنا بعض العلماء أن هذه الفرجة القائل الوحيد بها فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو الذي تولى مراجعة المصاحف الصوتية التي سجلت لإذاعة القران المصرية وكان أحد المراقبين في لجة المصاحف الصوتية في عصر ترتيل المصاحف الصوتية للمنشاوي والحصري والبنا وعبد الباسط ومصطفى إسماعيل فكان القارئ منهم الذي يطبق الشفتين عند النطق بالميم لا يقبلها منه ويأمره بإعادة تسجيلها مرة أخرى مع جعل فرجة ,وصرح بذلك الشيخ عبد الباسط بنفسه , فجميع المصاحف الصوتية لقرائنا سجلت بتغيير الصوت القرآني في الميم وهناك مصحفين التزما قارئهما بالأداء الصوتي للميم المخفاة بإطباق الشفتين وهما الشيخ: عبد الله الخياط والشيخ عبد الله يوسف من قراء المملكة السعودية. والعجب العجاب أني سمعت من البعض نقلا عن شيخه المصحفي أن النطق الصحيح في القلب والإخفاء الشفوي أن تقرع الثنايا العليا ظاهر الشفة السفلى وقد رأيت شابا في مسابقة القرآن بإمارة دبي يقرأ الميم الساكنة بنفس هذه الكيفية , والأعجب من هذا كله قول بعض المشايخ المعاصرين من قولهم: الغنة في الإخفاء الشفوي حركتين الحركة الأولى بجعل فرجة مع الميم والحركة الثانية بإطباق الشفتين على الميم ثم بعدها ننطق بالباء , فبالله عليكم هل هذا كلام يعقل. والبعض الآخر المتساهل يقول يجوز الكل , وأقول له: الحق واحد ولا يتعدد , بمعنى أن الأصل في صوت الميم إطباق الشفتين ومن يخالف الأصل عليه بالدليل , ويوجد لدي بحث تفصيلي حول القلب والإخفاء الشفوي وما أحدثه القراء فيه من تغيير للصوت القرآني ولمن أراد الإطلاع عليه فلا بأس. والله من وراء القصد.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[25 Mar 2004, 09:48 م]ـ

ملاحظة:

الشيخ الزيات قد انتقل إلى رحمة الله قبل عدة أشهر رزقه الله الفردوس الأعلى

وسؤال للأخ فرغلي:

هل كاتب هذه السطور هو أنتم أم هي منقولة من كتاب؟

جزاك الله خيرا

ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[26 Mar 2004, 01:41 ص]ـ

بعض هذه السطور كتبت في حياة الشيخ رحمه الله والبعض الآخر نقلا عن شيوخي

وجزاكم الله خير ورزقني وإياكم كمال الإخلاص

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[29 Mar 2004, 02:04 ص]ـ

أعتذر عن التأخر بسبب بعض الانشغالات

النص الأخير الذي وعدتكم به هو من كلام الشيخ محمد بن أبي بكر المرعشي المتوفى سنة 1150 هـ والمشهور بساجقلي زاده

يقول ما نصه:

والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة، بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه

وهذا كإخفاء الحركة في قوله: "لا تأمنا" إذ ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها وسيأتي.

وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين والباء أدخل وأقوى انطباقا كما سبق بيان المخارج.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير