تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإن قلتَ: فلِمَ قدم الرجل في قوله تعالى:] الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [()؟؟

قلتُ: لأن تلك الآية في الحد والزنى، وهي في المرأة أقوى، وهذه الآية في حكم النكاح، والرجل هو الأصل فيه، لأنه الراغب والمبادر في الطلب، بخلاف الزاني فإن الأمر فيه بالعكس غالباً ().

13 ـ القاسط .. و ... المقسط: كلمتان متقاربتان في الحروف، ولكن الفرق بينهما في المعنى واسع وشاسع، قال الله تعالى:] وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [().

فالقاسط: هو الجائر، والظالم الذي عدل عن القسط، وانحرف عن العدل.

والمقسط: هو العادل، والله تعالى يحب المقسطين، ويبغض القاسطين،قال الله تعالى:

] وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين [().

كلمة قاسط: من الفعل الثلاثي قسط، بينما كلمة مقسط: من الفعل الرباعي أقسط، فكأن الهمزة في» أقْسَط «للَّسلْب، كما يقال: شَكا إليه فأشْكاه، فالهمزة جعلت بين الفعلين فرقاً كبيراً في المعنى، فرق تضاد.

هذه تأملات في كتاب الله تبارك وتعالى، أردتُّ أن أوضح من ورائها بعض ما ينطوي عليه هذا الكتاب المعجز من روعة البيان، والذي قصدت إليه هو أن أنال رشفة من بحر هذا البيان الإلهي، أمتع بذلك الخاطر والنفس، وأسعد الفكر والخيال، وحسبي، وحسب القارئ أن نقف من وراء ذلك، وقفة المتأمل الخاشع عند شاطئ هذا اليم العظيم، نمتع البصر ونرهف السمع لهذا الذي سجد لبيانه البيان.

حكى الأصمعي قال: سمعت جارية أعرابية تنشد وتقول:

أستغفر الله لذنبي كله قبلت إنساناً بغير حله

مثل الغزال ناعماً في دله فانتصف الليل ولم أصله

فقلت: قاتلك الله ما أفصحكِ؟!

فقالت: أَوَيُعَدُّ هذا فصاحة مع قوله تعالى:] وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه [الآية فجمع في آية واحدة بين أمرَيْن (أرضعيه وألقيه) ونهيَيْن (لا تخافي ولا تحزني) وخبريْن (وأوحينا ـ فإذا خفت عليه) وبشارتَيْن (رادُّوه وجاعلوه) ().

فكم من حقيقة جاثمة وراء حدود دلالة النطق والكلام، وكم من جمال وجلال يظهر من ثنايا الكلمة الصادقة التي تتناول من المعنى سطحه وأعماقه وسائر صوره وخصائصه.

وهذا الوليد بن المغيرة ـ عدو الإسلام والقرآن، والحق ما شهدت به الأعداء، يقول عن هذا الكتاب المنير لما سمعه من النبي r : والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر.

لذا أحببت أن يتذوق القارئ هذا السمو الرائع في كلام الله رب العالمين. [/ font][/size][/size][/size]

ـ[محمد كالو]ــــــــ[30 Mar 2004, 08:34 ص]ـ

1 ـ انظر البرهان في علوم القرآن، للزركشي، تعليق مصطفى عبد القادر عطا، دار الفكر بيروت 1408 هـ 1988 م، الطبعة الأولى: 1/ 226.

2 ـ مجلة كلية الدعوة الإسلامية الليبية، العدد الثامن 1991م» الإعجاز في الأسلوب القرآني «فرج علي حسين: 343 ومجلة العلم والإيمان التونسية العدد 61 يناير 1991 م: 81.

3 ـ الإسراء: 1.

4 ـ الحديد والحشر والصف:1.

5 ـ التغابن: 1.

6 ـ الأعلى: 1.

7 ـ الفتح: 10.

8 ـ لطائف قرآنية، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي، الطبعة الثانية، دار القلم 1419 هـ 1998 م: 47.

9 ـ الفرقان: 68 ـ 69.

10 ـ الفرقان: 63.

11 ـ المائدة: 54.

12 ـ انظر» السيرة النبوية «لابن هشام، دار الجيل، بيروت 1411هـ.

13 ـ آل عمران: 181 ـ 182.

14 ـ اتظر آل عمران: 182 والأنفال: 51، والحج: 10.

15 ـ فصلت: 46.

16 ـ ق: 29.

17 ـ انظر تفسير النسفي» مدارك التنزيل وحقائق التأويل «لأبي البركات عبد الله النسفي: 3/ 97، وروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود الألوسي، دار إحياء التراث العربي بيروت:

14/ 215، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، للشوكاني، دار الفكر بيروت: 5/ 77.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير