وأكتفي بهذا القدر00 فمن طلب المزيد من الإخوة القراء، فليرجع إلى المقال، الذي تحدثت فيه عن سر الإعجاز البياني قي مجيء لفظ السموات بالجمع تارة، ويالمفرد تارة أخرى، خلافًا للفظ الأرض0 وأسأل الله تعالى أن يلهمنا صواب القول، ويجنبنا زلة اللسان0 والحمد لله رب العالمين0
محمد إسماعيل عتوك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Apr 2004, 03:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن أن النقاش في مثل هذه المسألة ليس من باب الجدل العقيم الذي لا يجدي ولا ينفع؛ هذا أولاً
وثانياً: أنا إلى الآن لم يترجح لدي قول من الأقوال المذكورة في تفسير الآية، يلزم من ترجيحي له إسقاط الأقول الأخرى، وخاصة إذا كان لها شواهد تدل عليها.
ثالثاً: تعليقاً على قول الأستاذ محمد إسماعيل وفقه الله: (لا جواب عندهم غير قولهم: قلنا: إنما أطلق عليه لفظ الجمع؛ لأن كل قطعة منها سماء؛ كما يقال: ثوب أخلاق، وبرمة أعشار فتأمل!)
أقول: ليس هذا هو الجواب الوحيد عن هذا الإشكال؛ فقد قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله بعد ذكره للأقوال المأثورة في تفسير الآية:
(قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذي كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: {وجَعَلْنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ} على ذلك، وأنه جلّ ثناؤه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه.
فإن قال قائل: فإن كان ذلك كذلك، فكيف قيل: أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا، والغيث إنما ينزل من السماء الدنيا؟ قيل: إن ذلك مختلف فيه، قد قال قوم: إنما ينزل من السماء السابعة، وقال آخرون: من السماء الرابعة، ولو كان ذلك أيضا كما ذكرت من أنه ينزل من السماء الدنيا، لم يكن في قوله: {أنّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ} دليل على خلاف ما قلنا، لأنه لا يمتنع أن يقال «السموات» والمراد منها واحدة فتجمع، لأن كل قطعة منها سماء، كما يقال: ثوب أخلاق، وقميص أسمال.) انتهى.
وفي تفسير روح المعاني للألوسي: (والجمع باعتبارالآفاق، أو من باب ثوب أخلاق، وقيل هو على ظاهره ولكل من السموات مدخل في المطر.)
وأخيراً: مسألة رد الأقوال المأثورة عن السلف بما يسمى: دلالة العلم الحديث مسألة فيها خطورة، وهي مزلة قدم إذا لم تضبط بضوابط علمية.
وللحديث عن القضية الأخيرة تتمة إن شاء الله
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[08 Apr 2004, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً- يقول أخي أبو مجاهد العبيدي في الفقرة (ثالثاً) من تعليقه:
(تعليقاً على قول الأستاذ محمد إسماعيل وفقه الله: (لا جواب عندهم غير قولهم: قلنا: إنما أطلق عليه لفظ الجمع؛ لأن كل قطعة منها سماء؛ كما يقال: ثوب أخلاق، وبرمة أعشار فتأمل)
أقول: ليس هذا هو الجواب الوحيد عن هذا الإشكال؛ فقد قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله بعد ذكره للأقوال المأثورة في تفسير الآية:
قال أبو جعفر: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذي كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: {وجَعَلْنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ} على ذلك، وأنه جلّ ثناؤه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه.
فإن قال قائل: فإن كان ذلك كذلك، فكيف قيل: أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا، والغيث إنما ينزل من السماء الدنيا؟ قيل: إن ذلك مختلف فيه، قد قال قوم: إنما ينزل من السماء السابعة، وقال آخرون: من السماء الرابعة، ولو كان ذلك أيضا كما ذكرت من أنه ينزل من السماء الدنيا، لم يكن في قوله: {أنّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ} دليل على خلاف ما قلنا، لأنه لا يمتنع أن يقال «السموات» والمراد منها واحدة فتجمع، لأن كل قطعة منها سماء، كما يقال: ثوب أخلاق، وقميص أسمال.) انتهى.
هذا ما قاله أخي أبو مجاهد0
¥