تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ورفع السماء إلى حيث هي، وأقر الأرض). وهذا مذكور في معظم كتب التفسير، وقد أشرت إليه في تعقيبي على مقالي السابق.

2 - أليس عكرمة، والحسن البصري، وقتادة، وسعيد ابن جبير، الذين يروون هذه الرواية عن ابن عباس- رضي الله عنهما- من المؤمنين، الذين قرؤوا الآية الكريمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفهموا منها هذا الذي فهموه؟ أم أنهم ليسوا من المؤمنين؟ أم أن ابن عباس هذا الذي يروون عنه هو غير ابن عباس، الذي رويت عنه الرواية الأولى؟ أم أن الرجل الذي أرسله ابن عمر إلى ابن عباس، وأخبره بما أخبره أصدق رواية من هؤلاء؟

3 - إن ما قاله الأستاذ محمد عرجون متسائلاً: (فما الذي يدعو إلى عدم صحة هذا التفسير؟ وما الذي يدعو إلى استبعاد احتمال الآية له، إن لم يكن هو المعنى القريب للآية؟!)، ألا يمكن أن يقال مثله في الرواية الثانية؟

4 - يقول الأستاذ محمد عرجون: (وتفسير رتق السماوات والأرض بنظرية الانفصال الشمسي التي قال بها العلم المستحدث بعيد عن مقاصد الهداية القرآنية، لا يفهمه من أسلوب البيان القرآني إلا من قصده متأولاً، ولا يفهمه علمياً إلا أخص الخاصة من العلماء الكونيين، والقرآن لم ينزل بهدايته لهؤلاء العلمانيين [هكذا في الكتاب الذي نقلت منه] وحدهم، وإنما نزل لهداية كافة البشرية على مستويات عقولهم وثقافاتهم).

أقول: هل قول الأستاذ محمد عرجون هذا ينطبق على عكرمة، والحسن البصري، وقتادة، وسعيد ابن جبير، الذين رووا عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهم جميعًا- أن السموات والأرض (كانتا شيئًا واحدًا ملتزقين، ففصل الله تعالى بينهما، ورفع السماء إلى حيث هي، وأقر الأرض)؟ وهل يعَّد هؤلاء في نظره الأستاذ عرجون من العلماء الكونيين، أو من العلمانيين الذين قالوا بنظرية الانفصال الشمسي؟

5 - ثم هل خلُقُ السموات والأرض- على ما فسر به الأستاذ عرجون آيات فصلت، التي استدل بها على أن الأرض خلقت خلقاً مستقلاً عن السماوات- قد تم في ستة أيام، أم تمَّ في ثمانية أيام؟

ليت الأخ أبو مجاهد- وفقه الله- يجيبني عن هذه التساؤلات مشكورًا.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Mar 2005, 07:40 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

أولاً - أرحب بك شيخنا محمد إسماعيل، وقد أسعدني مرورك وتعليقك. [وقد كان من أهداف كتابتي للتعليق السابق الحرص على دعوتك للمشاركة مرة أخرى بعد طول غياب] فمرحباً بك مجدداً.

ثانياً - نقلي لما كتبه الشيخ محمد الصادق محمد عرجون لا يعني بالضرورة موافقتي له.

ثالثاً - لما ذكرتَ - وفقك الله - الروايات الأخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما دفعني ذلك للبحث عن أي الروايات أصح وأثبت عنه، فرجعت إلى التفسير الصحيح الذي جمعه الدكتور حكمت بن بشير ياسين فوجدته قد اقتصر على ذكر روايتين في تفسير الرتق والفتق، وهما:

1 - ما أخرجه الطبري عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: أوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أنَّ السَمَوَاتِ والأرْضَ كانَتا رَتْقا يقول: ملتصقتين. وحسن إسنادها.

2 - ما أخرجه الطبري كذلك عن قتادة: أنَّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ كانَتا رَتْقا فَفَتَقْناهُما قال: كان الحسن وقَتادة يقولان: كانتا جميعا، ففصل الله بينهما بهذا الهواء.

وحسن إسناده أيضاً.

وأما أثر ابن عمر وابن عباس السابق الذي اعتمده محمد الصادق عرجون فلم أجد من صححه، وقد ذكره ابن كثير وعزاه إلى ابن أبي حاتم. وقد أخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عنه رضي الله عنه في قوله: {كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَـ?هُمَا} قال: فتقت السماء بالغيث، وفتقت الأرض بالنبات. كما في الدر المنثور.

رابعاً - على فرض ثبوت القولين عنه فإن المسلك الأول من مسالك النظر فيهما هو محاولة الجمع بين قوليه، وهو ما أميل إليه، ويكون تفسير الآية بناء على الجمع بين القولين كالتالي: (ألم يروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً أي كان الجميع متصلاً بعضه ببعض متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر، ففتق هذه من هذه، فجعل السماوات سبعاً، والأرض سبعاً، وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء، فأمطرت السماء وأنبتت الأرض) وهذا ما ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير