(2) .. " قالوا: أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آبائنا، وتكون لكما الكبرياء فى الأرض؟ وما نحن لكما بمؤمنين " يونس: 78.
(3) .. " فأراد أن يستفزهم من الأرض، فأغرقناه ومن معه جميعاً " الإسراء: 103.
أى أراد فرعون أن يستفز بنى إسرائيل من مصر، لا من مطلق الأرض .. الأرض هنا يعنى مصر.
(4) .. " إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعاً " القصص: 4.
فى هذه الآية الدليل الحاسم على أن القرآن يعلم يقيناً أن " الأرض " اسم من أسماء مصر بلغة أهلها، وعلى أنه يستخدم " الأرض " فى موضع " مصر "، وإلا لألزمك فقه اللغة العربية أن تفهم عبارة " وجعل أهلها شيعاً " بأنها تعنى " وجعل أهل الأرض شيعاً " لعودة الضمير الذى فى " أهلها " على لفظة " الأرض " التى قبلها، وليس هو مقصود الآية، وإنما مقصودها: إن فرعون علا فى مصر وجعل أهل مصر شيعاً .. الأرض فى هذه الآية اسم لمصر بلا جدال.
(5) .. " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " القصص: 5.
(6) .. " وقال فرعون: ذرونى أقتل موسى وليدع ربه، إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد " غافر: 26.
(7) .. " يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين فى الأرض، فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا؟ قال فرعون: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " غافر 29.
على أن القرآن المعجز " الكريم "، لا يدعك تمضى دون أن ينص لك تنصيصاً على أن " الأرض " = " مصر " .. فعلها فى سورة البقرة الآية 61 .. فى سياق الحديث عن الذين لم يصبروا فى التيه على طعام واحد، فطلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو لهم ربه ..
" فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض " ..
فاستدرك عليهم موسى: " قال: أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير، اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم " ..
الأرض فى أول الآية اسم مصر بلغة أهلها (" تاوى " أو " تا ـ مرى " أو " تا ـ كِمت ") مترجماً، ثم معقباً عليه فى آخر الآية باسمها العربى الصريح: اهبطوا مصراً .. أى إن أردتم ما تنبت مصر فاهبطوا مصراً .. لا يصح أن يقال إن " الأرض " فى الآية هى على أصلها بمعنى " التربة "؛ فلم يُرِد بنو إسرائيل أى بقل وقثاء وفوم وعدس وبصل، وإنما أرادوا ما تنبت " مصر " من هذا الذى أكلوه فى مصر واعتادوه، وإلا لكانت عبارة " مما تنبت الأرض " حشواً يغنيك عنه قولك: فادع لنا ربك يخرج لنا البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل.
ـ[محب]ــــــــ[31 Mar 2004, 08:57 م]ـ
هارون
" هارون " فى القرآن هى تعريب " أهارون " فى التوراة .. والألف البادئة فى " أهارون " العبرية هى " ألف التحلية " زائدة، والأصل " هارون " كما عربها القرآن.
لم نجد لدى علماء التوراة تفسيراً لهذا الاسم .. إلا أنه قد كان من أصحاب المعاجم، مثل معجم وبستر وغيره، من تصدوا لتفسير معنى " هارون "، استناداً إلى علماء العبرية بالطبع، فتفاوتت تفسيراتهم على ثلاثة أقوال:
(1) .. إنه الخفيف النزق ..
يشتقونه من الجذر العبرى " أرَن " مكافىء " أرِن " العربى، أى خف ونشط ومرح وبطر، فهو " أرون " عربياً.
ولا يصح هذا فى نحو اللغة العبرية، فضلاً عن أنه من أعلام العبرانيين على معنى الخفة والنزق " أورين " و " أرنان "، دون الحاجة إلى إقحام الهاء بعد الألف البادئة فى " هارون ".
(2) .. إنه الفكير المكير ..
يشتقونه من " هرا " العبرى الذى معناه ـ إن أسندته إلى فاعل مؤنث ـ: " حبلت " (المرأة)، وإن أسندته إلى فاعل مذكر كان معناه " فكَّر وقدَّر ".
وهذا يصح فى العبرية من حيث الاشتقاق .. لكن المعجم العبرى لألفاظ التوراة " خملون هحداش لتناخ " (عبرى / عبرى) يقول لك: إن " هرا " العبرى المسند إلى الفاعل المذكر ليس من التفكير والتقدير، وإنما هى يجىء على الذم، بمعنى أضمر له سوءاً، أو كاد له أمراً .. ولا تصح التسمية بهذا فى هارون من قبل أبيه وهارون بكره .. ولا تصح به الكنية أيضاً من قِبِل بنى إسرائيل وهارون أحب إليهم من موسى، حتى إنهم حين مات هارون اتهموا موسى بقتله غيرة منه!
(3) .. إنه علىّ أو مُتعال ..
¥