تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[06 Apr 2004, 08:36 م]ـ

أخي محب،

أحبك الله ...

يكفيني من ذلك مختصر مفيد ...

لنتباحث به، وننطلق منه .. وجزاك الله عنا خيرا

ـ[محب]ــــــــ[08 Apr 2004, 05:41 م]ـ

إبراهيم

" إبراهيم " فى القرآن هى تعريب " أبراهام " فى التوراة.

ويقول سفر التكوين إن إبراهيم كان اسمه " أبرام " (المشتقة على المزجية من آب + رام، بمعنى " أبو العلاء ")، وظل اسمه كذلك حتى كان ابن تسع وتسعين سنة، فسماه الله " أبراهام ".

وعلماء التوراة يشتقون " أبراهام " هذه على المزجية من (آب + راب + هام)، حُذفَت الباء التى فى " راب " للمزجية استثقالاً، وخفف المد الذى فى " آب " للمزجية أيضاً، فأصبحت (أب + را + هام)، أى "أبراهام".

أما معنى " أبراهام " هذه عند علماء التوراة، فهم يرون أن " راب " ها هنا يعنى " كثير "، وأن " هام " يعنى " جمهور ". ومن ثم فهذا الاسم يعنى عندهم (أب + كثير + جمهور)، يريدون " أبو جمهور كثيرين ".

وقد تورط علماء التوراة فى هذا التفسير اتباعاً لسفر التكوين 17/ 5، الذى أراد أن يكون معنى " أبراهام " أباً لجمهور من الأمم (آب ـ هامون ـ جُوِييم)، نبوءة من الله عز وجل لإبراهيم بكثرة النسل، فألزم بها سفر التكوين علماء التوراة من بعده.

ولكنك تستدرك على علماء التوراة هؤلاء متسلحاً بنحو اللغة العبرية ذاتها ومعجمها، فتقول إن " راب " التى فى آب + راب + هام (أب + كثير + جمهور) لا يصح عبرياً أن تفهم فى هذا الاسم على الصفة بمعنى " كثير "؛ لأن المفرد (الأب) لا يوصف بالكثرة، فلا يجوز لك أن تقول " أبٌ كثيرٌ ".

ولا يصح عبرياً أن تكون " كثير " هذه صفة لما بعدها (الجمهور)، لأن الصفة لا تتقدم الموصوف، كما فى العربية سواء بسواء.

ولا يصح فى عبرية التوراة كذلك إعمال الصفة فيما بعدها، كأن تقول " أبٌ كثير الجمهور ".

أقرب من هذا إلى الصواب أن تقول فى " راب " العبرية هذه، أنها صفة بمعنى " كبير " (وهو من معانيها فى العبرية) تصف بها " الأب " على التوقير والتمجيد، فيكون المعنى " أبٌ كبيرٌ لجمهور ".

وليس هذا هو الذى يريده سفر التكوين، فهو يريد الكبر والكثرة للجمهور لا للأب، بدلالة تفسيره الاسم بقوله: " أب لجمهور من الأمم ".

أما الشديد النكر، فهو أن " هام " العبرية هذه لا تعنى البتة " جمهور " كما أراد سفر التكوين وتابعه عليها من بعده علماء التوراة، وإنما معناها فى العبرية " الناس "، أخذاً من ضمير الجماعة العبرى " هِيم " (بإمالة الألف)، وهى " هُم " العربية. [راجع المعجم العبرى " هَمِّلُّون هِحَدَاش لَتَنَاخ " ص 120]

من هنا يتضح لك أن المعنى الأقرب إلى الصواب عبرياً فى " أبراهام " هو فهمه بمعنى " أب كبير للناس ".

ولكنك تعلم من العبرية أيضاً أن " راب "، على الإسمية لا الصفة، تعنى " الرئيس، " السيد "، " المعلم "، " الإمام ". ومنها " الربانى ومنها فى العبرية المعاصرة قولهم على النداء توقيراً: مورى وربى! .. أى معلمى وأستاذى! .. إنها إذن الأستاذ الإمام.

عندئذ تقطع غير ملتفت إلى تفسير سفر التكوين وعلماء التوراة، بأن " أبراهام " إنما تعنى فى لغة صاحب هذا الاسم العلم: " إمام الناس ".

وهى عبرياً " راب + هام "، لا تحتاج فى أولها إلى " آب "، ولكن بقيت " آب " مضافة إلى الاسم على الراجح عندى، دلالة على الانتقال بالاسم من (آب + رام) إلى (آب + راب + هام) على وجه الحشو المؤكد؛ لأن فى " آب " من معنى الإمامة بعض ما فى " راب ".

وهذا هو نفسه التفسير القرآنى لمعنى إبراهيم بالمرادف فى قوله عز وجل: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال: إنى جاعلك للناس إماماً " [البقرة 124]، ولم يفطن إليه مفسرو القرآن كما سترى.

تكلم مفسرو القرآن فىمعنى اسم إبراهيم. منهم من أنصف فاكتفى بالقول بعجمته (الماوردى).

ومنهم من تصدى لتفسيره (ابن عطية) فقال إن معناه من السريانية هو " الأب الرحيم "، فتندهش كيف تورط فيها الرجل على جلال قدره وعلمه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير