8. ومن الأخطاء أيضا في نطق الحاء بقاء ضم الشفتين مضمومتين عند نطقها وهي ساكنة , ولاسيما إذا كان قبلها حرف مضموم نحو) الْمُحْسِنِينَ) (البقرة: من الآية58) –) أُحْيِي وَأُمِيتُ) (البقرة: من الآية258)) يُحْيِي وَيُمِيتُ) (يونس: من الآية56) , فإن صفاء نطقها يتأثر بهذا الضم فلا يخرج صوتها صحيحا بل مشمُ بالضم والإشمام الصوتي معناه الخلط والمزج بين حرفين وبحث ذلك في المخارج الفرعية.
*****************************
9. على القارئ الماهر أن ينتبه إلى نطقها صافية , ولاسيما إذا جاء قبلها حرف مضموم وبعدها , فههنا يكون النطق أصعب , لأن القارئ يحتاج إلى ضم الشفتين ثم يرجعهما عند النطق بالحاء الساكنة كهيئتهما الطبيعية قبل الضم ثم يضمهما مرة ثانية , وفي ذلك كلفة وثقل نحو) احْشُرُوا) (الصافات: من الآية22) –) ِ احْكُمْ) (المائدة: من الآية49)) احْكُمْ) (الانبياء: من الآية112).
*****************************
10. وبعض المتساهلين ينطقها هاء خالصة كما يفعله بعض الأفارقة وأهل السودان حيث أنهم يلفظون (الرَّحِيمِ) (الفاتحة: من الآية1) هكذا (الرهيم) وهذا لحن جلي لا تحل به القراءة.
*****************************
11. ومنهم من يقلبها خاء أو مشمة بالخاء كما ينتشر ذلك بين قراء أهل اليونان حيث أنهم يلفظون) ِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة: من الآية1) هكذا (الرخيم) وهذ لحن أيضا لا تحل به القراءة.
*****************************
12. ومنهم من يبالغ في ترقيق الحاء المفتوحة حتى يصير صوتها مشوب بالإمالة نحو) حَاذِرُونَ) (الشعراء: من الآية56) –) وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ) (التوبة: من الآية112).
****************************
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الغين الحلقية
تخرج الغين المعجمة من المخرج الثالث من مخارج الحلق , وهي حرف مجهور رخو مستعلِ منفتح مصمت , مفخم , والغين أقوى من الخاء و ولولا ما بينهما من الجهر والهمس لكانت الخاء غينا إذ المخرج واحد والصفات متقاربة , وقد أخطأ من قال من العلماء بترقيقه والمعول عليه ما ذكر في النشر لابن الجزري رحمه الله وجزاه الله عنا خير الجزاء , والخاء يقع الخطأ فيها من أوجه:
****************************
1. ترقيقها ولا بد من تفخيمها لما فيها من الجهر والاستعلاء , والكثير من الناس يرققها لاسيما إذا أتى بعدها ألف نحو) غَافِرِ الذَّنْبِ) (غافر: من الآية3) –) الْغَافِرِينَ) (لأعراف: من الآية155).
****************************
2. ومنهم من يدغمها فيما بعدها خطأ , وخاصة لو وقع بعدها القاف لقرب المخرجين , والغين في المخرج قبلها وقريبة منها , فيخاف أن يلتبس اللفظ بالإدغام نحو) رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا) (آل عمران: من الآية8) –) مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوب) (التوبة: من الآية117).
****************************
3. ومنهم من يدخل صوتها في العين الحلقية إذا وقعت بعدها لقرب المخرجين من بعض والتحفظ بتجويد اللفظ بها وإعطائها حقا أولى وأحسن نحو) رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً) (البقرة: من الآية250) –) ي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) (الكهف: من الآية96).
****************************
4. والبعض من عوام الناس يبدل الغين الحلقية خاء فيما لو وقعت بعدها الهاء الحلقية , والتلفظ بذلك فاحش ولحن في كتاب الله , فمن لم يعتن بإظهارها نحى بها نحو الإدغام أو الإخفاء نحو) أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) (التوبة: من الآية6).
****************************
5. والبعض من المتساهلين يبدلها خاء خالصة فيما لو وقع بعدها الشين اللسانية , لاشتراك الخاء الحلقية والشين اللسانية في الهمس والرخاوة وبعد الغين من الشين فمن لم ينتبه لهذا يميل طبعه إلى الخطأ وهو لا يشعر وهذا أمر يجده المرء في نفسه ويسمعه من غيره فاحذره في نفسك أن تقع في هذا الخطأ ونبه عليه غيرك مع مطالبة نفسك بدقائق الإخلاص لله تعالى والأمثلة) يَغْشَى طَائِفَةً) (آل عمران: من الآية154) –) يَغْشَاهُمُ) (العنكبوت: من الآية55) –) وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ) (ابراهيم: من الآية50).
****************************
¥