تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فضل التمتع عبد الله بن عمر وابن عباس وابن الزبير واختلف عن عائشة في التمتع والإفراد و اختاره من الفقهاء أحمد و هو أحد قولي الشافعي و حجة البعض أنه ورد أنه صلى الله عليه و آله و سلم تمتع عن عائشة وابن عمر وعلي وعثمان وابن عباس وسعد بن أبي وقاص أفاده الشوكاني في النيل و ورد أنه صلى الله عليه و آله و سلم تمتع عن ابن الزبير و عمران بن حصين فقد روى أبو عيسى قال حدثنا قتيبة عن مالك بن أنس عن بن شهاب عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ثم أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس وهما يذكران إلى الحج فقال الضحاك بن قيس لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله فقال سعد بئس ما قلت يا بن أخي فقال الضحاك بن قيس فإن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك فقال سعد قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه و قال هذا حديث صحيح و ما أخرجه البخاري و مسلم عن الليث عن عقيل عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله أن بن عمر رضي الله عنهما قال تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة إلى الحج أما الإمام أحمد فاحتج بقوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة و أجابوا على من زعم أن القران أفضل و إنما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذلك تطييبا لخواطرهم أنه تغرير لا يليق نسبة مثله إلى الشارع و أن الحديث صحيح و ثابت و لا نكارة في متنه كما يلمح الشوكاني إن القران كان بأمر من الله فكيف يقول صلى الله عليه وآله وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم اسق الهدي ولجعلتها عمرة اه فإن هذه الحديث يرويه البخاري و الأفضل لمن لم يسق الهدي التمتع و الأفضل لمن ساق الهدي القران و إنما أمره به الله تبارك و تعالى لأنه الأفضل له صلى الله عليه و آله و سلم لأنه كان قد ساق الهدي و الأفضل فيهما التمتع لتمنيه و هذا مذهب أحمد و هو قوي أما ما يرى عن عمر بن الخطاب أنه كان ينهى عن المتعة فقال القرطبي في تفسيره قال جماعة من العلماء إنما كرهه عمر لأنه أحب أن يزار البيت في العام مرتين مرة في الحج ومرة في العمرة ورأى الإفراد أفضل فكان يأمر به ويميل إليه , و كما ترى اضطربت الأقوال فتارة يرد عن عمر و أم المؤمنين عائشة و جابر أن كلاً منهم يفضل الإفراد ثم يرد أن كلاً منهم يفضل القران و يرد أن بن عمر يفضل و بن عباس كلاهما يفضل القران ثم يرد أن كلاهما يفضل التمتع , أما الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فورد عن أم المؤمنين عائشة و بن عمر و بن عباس أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا و ورد عنهم أنه حج قارناً و ورد عنهم أنه حج متمتعاً أما جابر فيرد عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا و يرد عنه أنه حج قارنا و ورد عن علي و سعد بن أبي و قاص و عمران بن حصين أنه حج قارنا و ورد عنهم أيضاً أنه حج متمتعاً و هذا التعارض الظاهر بين الروايات عن كيفية حج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سرعان ما يتبين أنه سرباً و ليس تعارض بعد تدقيق النظر و بعد سماع كلام جهابذة العلماء كشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال ما حاصله إن التمتع عند الصحابة يتناول القران فتحمل عليه رواية من روى أنه حج تمتعا وكل من روى الإفراد قد روى أنه حج صلى الله عليه وآله وسلم تمتعا وقرانا فيتعين الحمل على القران وأنه أفرد أعمال الحج ثم فرغ منها و أتى بعمرة أما روايات القران لا تحتمل التأويل بخلاف روايات الإفراد والتمتع فإنها تحتمله كما تقدم من مرجحات القران أن رواته أكثر كما تقدم ومنها إخباره صلى الله عليه وآله وسلم بأنه فعل ذلك و منها أن الله عز وجل أمره صلى الله عليه و آله و سلم بذلك. و قوله تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) أي واتقوا الله بإستجابة ما أمركم به و الإنتهاء عما نها عنه و أيضاً بإفتداء أنفسكم بالفدية لمن وجبت عليه (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) أي لمن لم يطع الله تعالى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير