تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن أين لك بالحكم على هذه الفكرة المبتسرة "تفسير القرآن حسب ترتيب النزول" بأنها علم مستقل؟ من أين لك بهذا الإطلاق؟ هل أورده أحد من المفسرين من الصحابة رضي الله عنهم أو التابعين؟ ما هي إلا محاولة في العصر الحديث ثبت عدم جدواها ومن ثم تلاشت قبل ظهورها مثل زبد البحر يذهب جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس.

إن جل ما ذكره العلماء في أسباب النزول ووقت النزول أنه من لوازم المفسر والمجتهد لأنه عون له على معرفة القرائن التي نزلت فيها الآية ومن ثم تفسيرها على النحو الصحيح وتطبيق الأحكام المتعلقة بها، بيد أن القاعدة الأصولية التفسيرية تبقى قائمة ألا وهي "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب." وما سبب النزول إلا عونا في استخدام قواعد أصول الفقه في تتبع الأحكام وأحوال صدورها- ما يسمى بالعلة- ومن ثم تطبيق الحكم بالقياس على الأحوال التي تتقاسم نفس العلة الواردة في الحكم الأول.

كما أن مواقيت وأسباب نزول الآيات ذخرت بها كتب السن والتفاسير، وقد حقق العلماء روايتها سندا ومتنا، وما ورد فيه اختلاف بين المفسرين إنما تعدد وقائع وتنوع يتضح أثرهما في تناول حياة البشر في عصرنا الحديث وتقديم الحلول لمشكلاتهم على تنوعها سببا و مضمونا.

وأرجو أن الباحث عن الحق لا يغضب مما أوردناه هنا، فقد طلب أن يؤخذ ما قال بعين الاعتبار، وقد وفينا طلبه.

نسأل الله بإخلاص أن يهديه إلى الحق الذي يبحث عنه، فمن طلب الحق صادقا، أعانه الله ووفقه إليه فاغتنمه أنى وجده وآمن به. أما من يدعي البحث عن الحق مثله مثل من يدعي النوم وتذهب إليه توقظه فلا يستيقظ، وإن لمته فيما بعد، اعتذر قائلا كنت نائما.

وصدق الله إذ يقول في الذكر الحكيم: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره" (القيامة:14 - 15) بمعنى أنه وإن اعتذر إليك بنومه فهو يعرف في داخل نفسه أن كذاب ومدعي، ومن ثم لن تجدي معه النصيحة فلا تذهب نفسك عليه حسرات، ومن العجيب أن الآيات في أعقاب هاتين الآيتين تقول: "لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأنه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه" (القيامة: 16 - 19) وهذا الخطاب من الحق جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يثبت أن وحي القرآن من الله لفظا وجمعا وترتيبا وقراءة وشرحا وتفسيرا على لسان نبيه الخاتم محمد صلوات ربي وتسليماته عليه. وليس لأحد أيا كان لقبه أو وزنه أن يستدرك على الله جل وعلا في وحيه أو على النبي صلى الله عليه وسلم في ما بلع عن ربه.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 05:44 ص]ـ

الأخ الكريم وليد شحاتة البيومي وفقه الله

لا ينقضي عجبي من غضبك وإرعادك وانفعالك بسبب كلام علمي رزين كتبه الأخ باحث عن الحق، وسؤاله سؤال علمي مشروع لا ملاحظة عليه تستدعي كل هذه الجلبة والإثارة المفتعلة.

وهناك فرق شاسع جداً بين أمرين:

- الدعوة الى تفسير القرآن بحسب ترتيب النزول بحسب ما يثبت صحته ويقارب.

- والدعوة إلى إعادة ترتيب القرآن في المصحف بحسب النزول.

فالأول مشروع وله فوائد، والثاني باطل ولم يقل به أحد.

وقد كتب أحدهم كتاباً للجامع الأزهر يدعو فيه إلى إعادة ترتيب القرآن بحسب ترتيب النزول، فأحيل كتابه للعلامة الجليل الدكتور محمد عبدالله دراز رحمه الله وغفر له. فكتب جواباً علمياً هادئاً جداً يدل على علمه وعقله واتزانه وبعد نظره، بين فيه غاية البيان عدم جواز هذا الأمر، وما يؤدي إليه من سلبيات. وقد نشر بحثه هذا ضمن مقالاته (حصاد قلم) الذي نشر مؤخراً بعناية أحد محبيه.

وأما تفسير القرآن حسب النزول فكما ذكر أخي الكريم باحث عن الحق في مشاركته السابقة، وليت من يكتب أو يعقب يراجع كلامه جيداً قبل نشره فكثرة الأخطاء العلمية واللغوية والنحوية تُذهبُ رونقَه إن كان له رونق.

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:05 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذا التوجيه، ولم نقصد إطلاقا الإسائة لأحد، ونسأل الله الغفران لنا ولكم جميعا.

وأرجو منكم دكتور عبد الرحمن توضيح هذه الجملة لي "فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو" من كلام الباحث عن الحق. لعلي فهمتها خطأ. والخطأ من الإنسان والغفران من الرحمن. ولكم مني جزيل الشكر والعرفان على توجيهكم.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:16 م]ـ

كما نطلب منكم أستاذنا الدكتور عبد الرحمن أن ترشدونا إلى الأخطاء العلمية واللغوية التي وجدتموها فيما كتبته لعلي منكم أستفيد واسترشد، ورحم الله رجلا أهدى إلي عيوبي.

كما أحب ان أؤكد أني لا أحب الافتعال ولا أقربه أبدا، فهو نفاق أو رياء، ولا أظن الدكتور عبد الرحمن يتهمني بإيهما.

نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم ويعفو عنا وعنكم.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير