تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Mar 2005, 10:53 م]ـ

قال الله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِى ?لأٌّرْضِ فَ?نْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـ?قِبَةُ ?لْمُكَذِّبِينَ}. (آل عمران:137)

قال ابن عاشور تعليقاً على هذه الآية: (وفي الآية دلالة على أهميِّة علم التَّاريخ لأنّ فيه فائدة السير في الأرض، وهي معرفة أخبار الأوائل، وأسباب صلاح الأمم وفسادها. قال ابن عرفة: «السير في الأرض حسّي ومعنوي، والمعنوي هو النظر في كتب التَّاريخ بحيث يحصل للنَّاظر العلم بأحوال الأمم، وما يقرب من العلم، وقد يحصل به من العلم ما لا يحصل بالسير في الأرض لِعجز الإنسان وقصوره».

وإنَّما أمر الله بالسير في الأرض دون مطالعة الكتب لأنّ في المخاطبين مَن كانوا أمِّيين، ولأنّ المشاهدة تفيد من لم يقرأ علماً وتقوّي عِلْم من قرأ التَّاريخ أو قصّ عليه.)

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Jun 2005, 01:55 م]ـ

قال الله تعالى: ? وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ? (التوبة:122)

قال الرازي: (دلت الآية على أنه يجب أن يكون المقصود من التفقه والتعلم دعوة الخلق إلى الحق، وإرشادهم إلى الدين القويم والصراط المستقيم، لأن الآية تدل على أنه تعالى أمرهم بالتفقه في الدين، لأجل أنهم إذا رجعوا إلى قومهم أنذروهم بالدين الحق، وأولئك يحذرون الجهل والمعصية ويرغبون في قبول الدين.

فكل من تفقه وتعلم لهذا الغرض كان على المنهج القويم والصراط المستقيم، ومن عدل عنه وطلب الدنيا بالدين كان من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.)

ـ[أبو علي]ــــــــ[18 Jun 2005, 10:28 م]ـ

الحمد لله رب العالمين

القراءة أساس العلم، وهي نوعان:

1) قراءة لعلم معنى الشيء واسمه.

2) قراءة لعلم كيفية رسمه بالقلم.

الطفل يولد أميا فنعلمه الكلام بالقراءة، نعلمه الأسماء: هذا بيت، وهذا جمل، وهذه طاولة ... فيردد الكلام شفهيا، هذا هو الإقراء الأول = قراءة لعلم أسماء ومعاني كل الأشياء التي خلقها الله.

ثم بعد ذلك نرسمها له بالقلم ليعلم كيف تكتب فيقرأها مكتوبة، هذا هو الإقراء الثاني = قراءة ما رسم بالقلم.

وبما أن الله ضرب محمدا صلى الله عليه وسلم مثلا للإنسان يولد أميا فيتعلم بالقراءة معاني الأشياء وكيفية كتابتها بالقلم فإن من الحكمة أن يكون أول ما أنزل من القرآن هو قوله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق) = هذا هو الإقراء الأول: قراءة لعلم أسماء ومعاني كل الأشياء التي خلقها الله.

إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم. = هذا هو الإقراء الثاني: قراءة رسم القلم.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2005, 12:24 ص]ـ

تدل هذه الآية على عدة مسائل، ومنها

1 - حاجة كل أحد إلى القدوة، حتى النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إليها، ولذلك أمر هنا أن يقتدي بهدي من قبله من المرسلين، وأن يصبر كما صبروا، قال الله تعالى: ? فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ? (الاحقاف: من الآية35)

2 - دلت هذه الآية مع الآيات التي أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بمن قبله من المرسلين على مسألة مهمة في موضوع الاقتداء، وهي ما أشار إليه القرطبي بقوله عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة النحل: ? ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? (النحل:123) قال القرطبي: (في هذه الآية دليل على جواز اتباع الأفضل للمفضول لما تقدم إلى الصواب والعمل به، ولا دَرَك على الفاضل في ذلك؛ لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء عليهم السلام، وقد أمِر بالاقتداء بهم فقال: {فَبِهُدَاهُمُ ?قْتَدِهْ} (الأنعام: 90). وقال هنا: «ثم أوحينا إِلَيْكَ أنِ ?تَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ».) انتهى.

3 - في هذه الآية إشارة إلى فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى علو مكانته بين إخوانه من الأنبياء؛ لأن الاقتداء بهدي السابقين، يقود إلى بلوغ درجات عالية من الفضل؛ ولذلك حاز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الفضل، وصار أفضل الخلق لأنه جمع كمالات من قبله. وقد نبه على هذا بعض المفسرين كالرازي، وابن سعدي. قال الأخير: (وقد امتثل صلى الله عليه وسلم فاهتدى بهدى الرسل قبله وجمع كل كمال فيهم فاجتمعت لديه فضائل وخصائص فاق بها جميع العالمين وكان سيد المرسلين وإمام المتقين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.وبهذا الملحظ استدل بهذا من استدل من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل كلهم.)

4 - أن الاقتداء يكون بالهدى الذي معهم، ولذلك قال الله فبهداهم اقتده، ولو تأملنا الآية لرأينا أن الهدى قُدم على الفعل [لم يقل فاقتد بهداهم]، وفي هذا إشارة مهمة نبه عليها الشوكاني بقوله: (وتقديم بهداهم على الفعل يفيد تخصيص هداهم بالاقتداء) كما أن في ذلك تنبيه على أن العلم قبل العمل، فلا بد من معرفة هداهم أولاً ثم يحصل بعد ذلك العمل والاقتداء؛ فالعلم قبل القول والعمل. ومن هنا يظهر لنا أن الخطأ في الاقتداء إنما سببه الجهل، وأكثر من يخطئ في الاقتداء بالصالحين هم الجهلة، لأنهم لا يميزون بين الصحيح من أعمال أهل القدوة والخطأ؛ فيتبعونهم اتباعاً خاطئاً في بعض الأمور.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير