تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثمانيتهم (ابن المبارك، ويحيى بن إسحاق، وعبدالله بن صالح، ويحيى بن بكير، ويزيد بن خالد، وقتيبة، وشعيب، وعيسى بن حماد): عن الليث، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قراءة النبي (صلى الله عليه وسلم) وصلاته، فقالت: ما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفًا حرفًا. لفظ الترمذي.

قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.

وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقطع قراءته وحديث ليث أصح".

وقال أبو عبد الرحمن: "يعلى بن مملك ليس بذلك المشهور".

وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".

وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927) من حديث ابن جريج (كما سبق).

وقال: " هذا حديث غريب وبه يقول أبو عبيد ويختاره، هكذا روى يحيى بن سعيد الأموي وغيره: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة. وليس إسناده بمتصل؛ لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.

وحديث الليث أصح، وليس في حديث الليث: وكان يقرأ ملك يوم الدين ". اهـ.

قال في عون المعبود (11: 24): " قلت كلام الإمام الترمذي وحديث الليث أصح يعني أصح من رواية ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة.

وكأنه يريد أن ابن أبي مليكة إنما سمعه من يعلى بن مملك كما حدث به الليث.

وأقول: لا مانع أن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة سمع الحديث من يعلى فحدث به الليث كما سمعه، وسمعه من أم سلمة فحدث به ابن جريج؛ فإن صاحب (الخلاصة) صرح أنه روى عن: عائشة، وأم سلمة، وأسماء وابن عباس، وأدرك ثلاثين من الصحابة. وثقه أبو حاتم وأبو زرعة. انتهى.

فمع ثقته فما المانع أنه سمع الحديث منهما جميعًا، وعلى فرض أنه سمعه من يعلى بن مملك فقد وثق يعلى بن مملك ابن حبان، فالحديث ثابت على كل تقدير، كذا قاله بعض العلماء، والله أعلم.

قال المنذري: وأخرجه الترمذي، ولم يذكر التسمية، وقال: حديث غريب. ثم ذكر كلام الترمذي رحمه الله" اهـ.

وقال في تحفة الأحوذي (8: 199): "قلت صرح الحافظ في تهذيب التهذيب أن بن أبي مليكة روى عن أسماء وعائشة وأم سلمة، وفي (البخاري) قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة، فيجوز أن بن أبي مليكة كان يروي الحديث أولا عن يعلى عن أم سلمة ثم لقيها فسمعه منها فروى عنها بلا واسطة والله تعالى أعلم ".

قلت: هذا الاحتمال الذي أورده العظيم آبادي والمباركفوري، ينقصه التحرير على طريقة محققي أهل الحديث؛ فالترمذي رجح رواية الليث معتمدًا على قاعدة يكثر حمل المرسلات عليها، وهي: أن الراوي إذا لم يعرف بتدليس وذكر بينه وبين أحد الرواة في الإسناد راويًا، ثم وقفنا على روايته عنه مباشرة ـ بدون واسطه ـ حملنا هذه الرواية على الانقطاع، ما لم يصرح بالسماع في هذه الرواية أو غيرها.

وأما اعتمادهما على قول صاحبي (الخلاصة)، و (التهذيب) في إثبات السماع، فهذا عجيب منهما فإن الخزرجي وابن حجر يثبتان الرواية على ظاهر الأسانيد لا السماع، كما هي عادة المزي في ذكر تلاميذ الراوي! لا أن كل من ذكره في الرواة أثبت له بذلك السماع .. فتنبه لهذا!.

ثم إن ما ذهبا إليه تخرص من القول .. فقد أخرج الحديث عبدالرزاق في مصنفه (3: 38/ برقم 4709)، وعنه أحمد في المسند (6: 279/ برقم26589)، (6: 308/ برقم26667).

وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 293/ برقم 645) من طريق عبدالرزاق.

وأخرجه إسحاق في مسنده (4: 156/ برقم1935)، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (6: 366/ برقم2639): أخبرنا محمد بن بكر.

وأخرجه أحمد في المسند (6: 279/ برقم 26589): ثنا محمد بن بكر (قرنه بعبدالرزاق).

وأخرجه النسائي في الكبرى (1: 418/ برقم 1324)، والصغرى (3: 214/ برقم1628): أخبرني هارون بن عبد الله، قال: نا حجاج.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير