تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين ? ()، والفساد في الأرض: هو أن نجعل عقولنا هي الحاكمة، فلا نتأمل في ميزان الكون الذي خلقه الله تعالى وأبدعه وأحسن به إلى البشر، نمضي بعقولنا القاصرة نخطط، ونقطع الأشجار ونرمي مخلفات المصانع في الأنهار فتفسدها، وتصبح الحياة سلسلة لا تنتهي من الشقاء.

وكذلك قول الله تعالى:

? وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد ? () وهكذا نرى أن الله تعالى يعبر عن تلوث البيئة بالفساد، وهي كلمة عامة وشاملة.

و أيضاً قول الله تعالى:

? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون ? ()، نرش الأرض بالمواد الكيماوية السامة، فيذهب صفو الماء ويصبح كدراً، وضاراً وملوثاً ومسموماً،ثم نأكله فتظهر فينا الأمراض المستعصية، هذا البغي والطمع ليزداد المحصول الزراعي، إنما هو على أنفسنا نحن.

أما تلوث الماء فالماء شريان الحياة، أمر الرسول ? بالمحافظة على هذا العنصر الفعال، الذي هو أهون موجود وأعز مفقود، عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? قال:

((لا يبولنَّ أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل منه)) ().

أما تلوث الهواء، فلقد جاءت الشريعة الإسلامية تحث على نظافة البيئة بشكل عام، والهواء بشكل خاص، لأن فساد الهواء وحصول الخلل في مكوناته ضرر ينال الكائنات كلها، والإسلام ينهى عن كل ما يسيء لنقاء الهواء ولو كان مباحاً، ونهى النبي ? عن أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد للعبادة، حرصاً على نقاء الهواء الذي يستنشقه المصلون.

عن جابر بن عبد الله ? قال قال النبي ?: ((من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته)) ().

أما التربة فعن حذيفة ? قال قال رسول الله ?: ((فُضِّلْنا على الناس بثلاث: جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء)) () ومن ثمَّ ينبغي علينا أن نعاملها بالاحترام الذي تستحقه المساجد، وأن نحافظ على نقائها وبقائها طاهرة مقدسة.

ولقد وقفت كثيراً عند قوله تعالى: ? وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون? () والسرابيل: هي الثياب، وكنت أتساءل عن السر في إشارة الله تعالى إلى أنه رزقنا ثياباً تقي من الحر مع أن البرد أولى بالاتقاء، وكنت أدرك أن وراء كلمات علام الغيوب أسراراً بالغة الأهمية.

فلما قرأتُ تقارير الأبحاث الطبية: أن التعرض لحرارة الشمس يسبب الإصابة بالسرطان، والذي يؤدي إلى الموت، أدركتُ السر الرباني في تخصيص تفضله علينا بالثياب وقاية من الحر، مع أن الناس ينزعون إلى التجرد من الثياب في الحر ().

مناخ الخوف والخطر:

وتوجه علماء البيئة إلى البشرية بالتحذير التالي: نحن الموقعين أدناه كبار أعضاء المجتمع العلمي نحذر البشرية جمعاء مما يرتقبنا في المستقبل من أخطار.

وأعربت رئيسة وزراء النروج عن قلقها فقالت: إن تغير المناخ يمثل الخطر الثاني على البشرية بعد الحروب النووية، ويطلق البعض عليه مناخ الخوف.

وكارثة خليج (ميناماتا) في اليابان حيث لقي أكثر من / 000,100 / مائة ألف شخص حتفهم، إضافة إلى نصف مليون من الأسماك، ومئات الألوف من الطيور والحيوانات الداجنة، السبب في ذلك يعود إلى التلوث الزئبقي.

في الماضي كانت الطبيعة وحدها تلوث البيئة، واليوم معظم مشاكل البيئة من عدوان الإنسان على أنظمة الحياة.

والإنسان يعيش ضمن أنظمة رئيسة ثلاثة:

1 ـ النظام البيولوجي: وهو المحيط الحيوي من الهواء والماء والأرض.

2 ـ النظام التقني: وهو النظام المصنوع لتحقيق الرفاهية والترف.

3 ـ النظام الاجتماعي: ويديرها الإنسان لتدبير شؤونه الداخلية والخارجية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير