تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتارة أرد بالبرهان والدليل؟ وحسب هذهالمدارسات أنها أجود ما عندنا؛ فإن جاءنا اجود منها قلنا به حمدنا الله على صوابه والحمد لله.

ومن أجل هذا دعيت الأفاضل من أمثالكم _ ومن له سبيل إلى المؤلف وفقه الله _ ليشاركنا في الجواب عما استشكلنا عليه وأقمنا الاستفهام لأجله؛ فيزيد بالجواب وضوحاً، إذ لا يغني توضيح موضِّحٍ غير المؤلف مهما علت منزلته وهو باقٍ فوق هذه المعمورة؛ خشية أن يحمَّل قوله ما لايحتمل، أو أن نقوِّله ما لم يقل؛ لذا كان ما ذكرت.

ولا مانع ألبتة من ان يدلي أهل الفضل برأيهم، ولكن الفيصل في المدارسة للمؤلِّف وفقه الله، ولنا الاستفادة من بعضنا االبعض.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ودمتم على الخير أعواناً

(وننتظر جواب المؤلف لحين) او أجبنا بما يفتح الله به علينا، وهو خير الفاتحين.

====== متابعة المدارسة:

_ رابعاً: قال المؤلِّف غفر الله له صـ (13):

" السورة؛ قيل في معناها أقوال أعدلها ما يأتي:

الأول: يقال (سورة) للمنزلة من البناء؛ فسميت (السورة) من القرآن بذلك؛ لأنها منزلة بعد منزلة، مقطوعة عن الأخرى ... " أهـ.

قال مقيِّدُه _ عفا الله عنه _:

ما ذكره المؤلف وفقه الله من الأقوال، وإن كانت قيلت؛ ولكن قوله الآنف الذكر (أعدلها) يُشعر بأنه مايز بينها، ونظر فيها؛ فهُدِي إلى الأعدل وِفْق تحريره المشار إليه في طليعة كتابه وفي تقدمته إذ قال هناك وفقه الله: (تحرير مقدمات .. ولكن بمنهج محرر .. إذ لو كنا مجرد نَقَلة لكان الإبقاء على مؤلفات الأقدمين أولى من تكلّف التصنيف) إلخ ما قاله وفقه الله

فأمَّا القول في أن السورة بمنزلة البناء فهذا قاله أبو عبيدة ولكن ردَّه بعض أهل اللغة، ولم يرتضيه؛ منهم العلامة الأزهري رحمه الله إذ يقول في تهذيبه مادة (سور):

" " وأما السُّوْرة من القرآن؛ فإن أبا عبيدة زعم أنه من سورة البناء. "

ثم قال:

وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم (1): أنه ردّ على أبي عبيدة قوله وقال: إنما تُجمع فُعْلة على فعْل _ بسكون العين _ إذا سبق الجمع الواحد، مثل صُوفة وصُوف.

وسورة البناء وسورٌ، فالسُّور جمع سبق وُحدانه في هذا الموضع جمعُهُ، قال الله تعالى: (فضُرِبَ بينهم بسور له باب باطنه فيه الرَّحمة)

فأما سورة القرآن؛ فإن الله جل وعز جمعها سُوَراً؛ مثل غُرفة وغرف، ورتبة ورُتب، وزُلفة وزُلف، فدلَّ على أنه لم يجعلها من سُور البناء؛ لأنها لو كانت من سور البناء لقال: فاتو بعشر سُوْرٍ، ولم يقل " بعَشْرِ سُوَر " والقُرَّاء مجمعون على سُور، وكذلك اجتمعوا على قراءة سُورٍ في قولهم: (فضُرِبَ بينهم بسُوْر ٍ) ولم يقرأ بسوَرٍ فدلَّ ذلك على تميُّز سورة من سور القرآن عن سورة من سور البناء.

وكأنَّ أبا عبيدة أراد أن يؤيِّد قوله في الصُّور أنه جمع صورة؛ فأخطأ في الصُّور والسُّورِ، وحَرَّف كلام العرب عن صيغته، وأدخل فيه ما ليس منه."

فإذا عُلِم هذا؛ فما الصواب في تعريف السورة:

" قال أبو الهيثم: والسُّورة من سور القرآن عندنا: قِطعة من القرآن سبق وُحدانها جمعها كما أن الغُرفة سابق للغُرف.

وأنزل الله جل وعز القرآن على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً بعد شيء، وجعله مفصَّلا، وبيَّن كلَّ سُورة منها بخاتمتها وبادئتها، وميّزها من التي تليها. (2)

قلتُ (الأزهري): وكأنَّ أبا الهيثم جعل السُّورة من سور القرآن من أسأَرْتُ سُؤْراً: أي أفصلتُ فضلا؛ إلا أنها لما كثُرت في الكلام وفي كتاب الله تُرك فيها الهمز كما تُرك في الملك وأصله مَلأَك، وفي النبيّ وأصله الهمز.

وكان أبو الهيثم طوّل الكلام فيهما ردّاً على أبي عبيدة؛ فاختصرت منه مجامع مقاصده، وربما غيّرت بعض ألفاظه والمعنى معناه "

ثم شرع الأزهري في بيان بعض معاني السورة.فانظرها هناك.

أهـ بتصرف يسير.

==================

(1) أبو الهيثم هو الرازي كما ترجم له الأزهري في مقدمته (1/ 26) وقال كل ما نقلته عن أبي الهيثم فهو مما أفادنيه أبو الفضل المنذري.

(2) فالراجح _ عند الراقم والعلم عند الله _ في معنى السورة في مادة (سور): الجمع والإحاطة.

والله أعلم

وإلى مدارسة قادمة بحوله تعالى.

ـ[أبو العالية]ــــــــ[22 Feb 2007, 11:32 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير