تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولله درُّ الخطَّابي رحمه الله يوم قال: " قد أكثر الناس الكلام في هذا الباب قديماً وحديثاً، وذهبوا فيه كل مذاهب من القول، وما وجدناهم بَعْدُ صدرُوا عن رِيِّ؛ وذلك لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته؛ فأما أن يكون قد بقيت في النفوس بقية بكونه معجزا للخلق ممتنعا عليهم الإتيان بمثله على حال فلا موضع لها." (10)

وإذا كانت المعجزة خَرْقٌ للعادة، فلَمْ يخرق القرآنُ عادةً عربية غير نظمِهِ وبيانِهِ. كما يقول الإمام السيوطي رحمه الله، فكذلك أيضاً إذا كانت المعجزة مقرونة بالتحدي؛ فلم يتحدَّ الله الخلق إلا بالإتيان بمثله في الألفاظ والمعاني. " (11)

*********

سادساً: قال المؤلف وفقه الله (28)

تحت النوع الثالث من أنواع الإعجاز ((التشريعي) قال: " ويكمن فيما اودعه الله في كتابه من القوانين التي تشهد في استقامتها وعدلها وصلاحها لكل زمان أنها من عند الله " أهـ.

قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه:

يكثر كثيرٌ من الكتَّاب عبارة (القرآن صالح لكل زمان ومكان) وقد أشرت في مشاركة سابقة، إلى أن هذا العبارة من العبارات الخاطئة في كتاب ربنا تعالى _ (وسأفرد مشاركة مستقلة بعنوان: (مصطلحات خاطئة في التفسير)

فإن كلمة (صالح) فعلها (صَلَحَ)، وهذا ما لا ينبغي ان يطلق على كتاب الله تعالى.

بينما الصواب في القول أن يقال (مُصْلِحٌ) وفعلها (أَصْلَحَ) حتى تعطي إضافة جديدة وزيادة في المعنى، كما كانت الزيادة في المبنى.

إضافة إلى أن الكلمة الأولى (صالح) فإنها تفيد أن القرآن الكريم قد أُخضِعَ لقوانين الزمان فكان صالحاً ومتمشِّياً معها فكان صلاحه أنه متساير معها.

وما لهذا نزل الكتاب؛ بل إن الله أنزله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وليكون هو المصلح لكافة شؤونهم وحياتهم ومعاشهم ومهيمناً على كل شيء من امور العباد. وقد قال عز من قائل: {الَر * كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1] (12)

وإلى مدارسة قادمة في باب كيفية إنزال القرآن الكريم.

والله أعلم وأحكم


(1) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 69)، والإتقان للسيوطي (2/ 1001) ومباحث في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى مسلم (18) وعلوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير للدكتور محمد صفاء الشيخ (2/ 377) والواضح في علوم القرآن للدكتور مصطفى البُغا (151) وعلوم القرآن وإعجازه لللدكتور عدنان زرزور (475) وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للقنوجي رحمه الله (103) ومذكرة التوحيد للعلامة الراحل عبد الرزاق عفيفي رحمه الله (60) وانظر في بيان التعريف النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1/ 170) فإنه مهم.
(2) انظر: مناهل العرفان للزرقاني (1/ 66) إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني لشيخنا الدكتور صلاح الخالدي (18) وقريباً منه إعجاز القرآن الكريم للدكتور فضل عباس (20).
(3) كفاية الألمعي (220)
(4) معترك الأٌقران (1/ 28)
(5) الشفا (1/ 261)
(6) بيان إعجاز القرآن (23)
(7) المحرر الوجيز لابن عطية (1/ 59)
(8) من مقدمة محمود شاكر رحمه الله لكتاب الظاهرة القرآنية.لمالك بن نبي رحمه الله. فصل في إعجاز القرآن (17) بتصرف
(9) المرجع السابق (24)
(10) بيان إعجاز القرآن (21)
(11) (الإكليل في بيان إعجاز التنزيل) (22) لراقمه (مخطوط) بإشراف أستاذنا الدكتور مسموع احمد أبو طالب الشربيني حفظه الله
(12) من فوائد أستاذنا الدكتور المفضال مسموع أحمد الشربيني حفظه الله في الدراسات العليا في كلية الدعوة وأصول الدين.

ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[18 Mar 2009, 02:18 ص]ـ
ها هو الكتاب:
http://www.archive.org/download/mkttf/maoq.pdf
و الكتاب مفيد جدا ..

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Feb 2010, 05:10 م]ـ
هلا أكملت أبا العالية!

الكتاب من الكتب المهمة، وهذه التعليقات تفيد الدارسين، وتسد بعض النقص الذي لا يخلو منه كتاب بشر.

ـ[نعيمان]ــــــــ[05 Feb 2010, 07:11 م]ـ
ننتظر بقيّة المدراسة.
وفقكم الله فضيلة الشّيخ أبا العالية.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير