تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 Feb 2007, 01:22 م]ـ

الحمد لله، وبعد ..

ومِمَّا يقال إضافة إلى ما ذكره الشيخ الدكتور مساعد نفع الله به من معنى التربية والإصلاح؛ فإنه يقال أيضاً أن مفردة (رب) تفيد صاحب النعمة الذي يقوم بإغداقها وإصلاحها للمنعم عليه، ويشهد له حديث: " هل لك من نعمة تربُّها عليه " مسلم.

وعليه فمن أعظم النعم على الأنبياء عليهم السلام؛ نعمة الإصطفاء للنبوة والرسالة؛ فالأنبياء يدعون الله من باب الثناء على الله جل وعلا بالنعمة عليهم وذكر اسمه سبحانه بين يدي طلبهم؛ فدل ذلك أن اسخدام مفردة (الرب) بين يدي الدعاء من باب الثناء على المنعم بكل ما أنعم وتفضل على العبد واعترافه بها.

ولذا يقول السَّكَّاكي رحمه الله في مفتاح العلوم (245) في سياق له:

"وما اختيار لفظ الرب على الله؛ فلأنه صريح في معنى النعمة "

وإذا تأملت قوله تعالى: (أدعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) تبيَّن لك أن الذي يُدعى هو صاحب النعمة، وهل يسأل الناس ربهم إلا نعمة يرجونها أو دفع مضرة يخشونها.

بالإضافة على ذلك، أن هناك أدعية بلفظ (رب) لم يعقبها الجواب بالفاء، وعليه؛ فالمسألة ليس على إطلاقها، ولكن هي في الغالب. (وهي لفتة جميلة بحاجة لتتبع)

غير أن هنا لفتة مهمة في الباب؛ ذلكم أن هذا لا يعني كون مجرد الدعاء بنفس دعاء الأنبياء شرط في إجابة الدعاء؛

فلا بد من توفر الدواعي والشروط وانتفاء الموانع، ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجموع:

" وكذلك دعاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، واستغفارهم وشفاعتهم، هو سبب ينفع إذا جعل الله تعالى المحلَّ قابلاً له " أهـ

ولذا فمن رام الدعاء بدعاء الأنبياء؛ فعليه أن لا يغفل هذا الجانب؛ أعني جانب السبب والشرط.

ولذا يقول تلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله في نكتة دقيقة نفيسه في باب الدعاء:

((وكثيراً ما نجدُ أدعيةً دعا بها قومٌ فاستُجيب لهم، ويكون قد اقترن بالدعاء ضرورةُ صاحبه وإقبالُه على الله، أو حسنةٌ تقدَّمت منه جعل الله سبحانه إجابةَ دعوته شكراً لحسنته، أو صادفت وقتَ إجابة، ونحو ذلك فأُجِيبت دعوته، فيظنُّ الظانُّ أنَّ السرَّ في لفظ ذلك الدعاء؛ فيأخذُه مجرّداً عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي. وهذا كما إذا استعمل رجلٌ دواءً نافعاً في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي؛ فانتفع به؛ فظن غيرُه أنَّ استعمال هذا الدواء بمجرَّدِهِ كافٍ في حصول المطلوب؛ فإنَّه يكون بذلك غالطاً، وهذا موضعٌ يغلط فيه كثير من الناس)) الداء والدواء (21).

أما مسألة الله الأعظم؛ فانظر مزيداً في ذلك، وتبيان اسم الله الأعظم في أمتع كتاب مفيد، (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى) للشيخ محمد الحمود النجدي في المجلد الأول

فهو نافع ومفيد.

نفعك الله به.

وفي بحثي وقفت على فوائد نفيسة جزاك الله كل خير.

والله أعلم

ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Jan 2010, 03:43 ص]ـ

للرفع و الفائدة.

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2010, 01:32 م]ـ

نقَلَ بعض أهلِ العلمِ كالْعُتْبِيُّ وغيرهِ عن الإمامِ مالكٍ كراهةَ الدعاءِ للهِ بغير هذا الاسمِ (رَبَّنَا) وعلل رحمه الله ذلك بأنَّ أكثر دعاءِ الأنبياءِ إنَّما كان بهِ , وفصَّلَ شيخُ الإسلامِ في ذلك بوجهٍ حسنٍ خلاصتُهُ أنَّ من سبَقَ في قلبهِ قصدُ الطلبِ والسؤالِ نَاسبَ أَنْ يَسألَهُ بِاسْمه الرَّب , أَمَّا إذَا سبَق إلَى قَلبِه قَصد الْعِبَادة فَاسمُ (اللَّهِ) أَوْلَى بالمسألةِ , قال رحمه الله:

(وَلِهَذَا قَالَ يُونُسُ: {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَك إنِّي كُنْت مِنْ الظَّالِمِينَ} وَقَالَ آدَم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} فَإِنَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا، وَقَالَ تَعَالَى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّك وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} قَالَ تَعَالَى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} فَفَعَلَ مَا يُلَامُ عَلَيْهِ) فَكَانَ الْمُنَاسِبُ لِحَالِهِ أَنْ يَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى رَبِّهِ، وَالِاعْتِرَافِ بِأَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ فَهُوَ الَّذِي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير