تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

,اما السائل فلا تنهر كان من المفروض ان تأتي مقابلة للآية (ووجدك عائلا فأغنى) لكنها جاءت في مقابل الآية (ووجدك ضالاً فهدى)

واما بنعمة ربك فحدث، كان يجب ان تقدم باعتبار النعمة دين ويجب ان تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى)

لكن الواقع ان ترتيب الآيات كما ورد في السورة هو الترتيب الامثل، كيف؟ اليتيم ذكر اولا مقابل اليتيم، ثم ذكر (واما السائل فلا تنهر) قلنا سابقا ان السائل يشمل سائل العلم والمال وهنا اخذ بعين الاعتبار السائل عن المال والسائل عن العلم فهي اذن تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى) وايضاً (ووجدك عائلا فاغنى) لان السائل عن المال يجب ان لا ينهر والسائل عن العلم يجب ان لا ينهر ايضاً وعليه فان الآية جاءت في المكان المناسب لتشمل الحالتين ومرتبطة بالاثنين تماما.

واما بنعمة ربك فحدث، هي في انسب ترتيب لها فان كان المقصود بالنعمة كل ما اصاب الانسان من خير في الدنيا فلا يمكن ان نتحدث عن النعمة الا بعد وقوعها وليس قبل ذلك. والآيات السابقة تذكر نعم الله على الرسول فاقتضى السياق ان يكون التحدث بالنعمة آخراً اي بعد حدوث كل النعم على الرسول r.

واذا كان المقصود بالنعمة الدين، فيجب ان يكون التحديث في المرحلة الاخيرة لأن على الداعية ان يتحلى بالخلق الكريم وفيه اشارة ان الانسان اذا اتاه سائل عليه ان يتصف بهذه الصفات قبل ان يبلغ الناس عن النعمة (الدين) فعليه ان لا يقهر يتيماً ولا ينهر سائلاً ولا يرد عائلاً وقد جاءت هذه الآية بعد اسباغ النعم وهو توجيه للدعاة قبل ان يتحدثوا ان يكونوا هينين لينين فقد قال تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) فعلى الداعية ان يتحلى بالخلق الحسن ولا ينهر سائلاً.

وكذلك جعل التحديث بالنعمة (واما بنعمة ربك فحدث) جاءت بعد (واما السائل فلا تنهر) لان كل داعية يتعرض لاسئلة محرجة احيانا تكون لغاية الفهم وقد تكون لنوايا مختلفة فعليه ان يتسع صدره للسائل مهما كانت نية السائل او قصده من السؤال وعلى الداعية ان لا يستثار والا فشل في دعوته وقد يكون هذا هو قصد السائل اصلاً

من الدروس المستفادة من هذه السورة اضافة الى ما سبق انه يحسن للانسان تذكر ايام العسر والضيق لانه مدعاة للشكر ومدعاة لمعاونة المبتلى ايضاً لذا يجب التذكير بالماضي وما يتقلب فيه المرء من نعم ليشكر الله تعالى عليها مهما كان في ماضيه من اذى او حرج او ضيق فلا بأس ان يتذكر او يذكر به حتى يشكر الله تعالى على نعمه فيكون من الشاكرين لله تعالى.

منقول: http://www.islamiyyat.com/al-doha.htm

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2007, 08:03 م]ـ

شكراً لهذه الفوائد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير