تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال: فإذا استبعدت الفتنة أصبح الدين لله، بحيث لا يكون قضية يتقاتل ويتجادل عليها البشر، وبهذا يكون المعنى الحقيقي بعيدا عما قد يتبادر إلى ذهن بعض المتعصبين من أن المقصود أن يكون الدين هو الإسلام في حين أن نص الآية ويكون الدين كله لله: يشمل كل ملل الدين، وأن قصره على الإسلام يناقض الآيات التي تركت الأديان الأخرى (المسيحية، واليهودية، والصابئة والذين هادوا الخ .. ) على ما هي عليه ووكلت إلى الله وحده الفصل بينهم يوم القيامة " ا. هـ

قال الباحث: فالدكتور يخالف ما أجمع عليه المفسرون من وجهين:

1ـ عدم تفسير الفتنة هنا بالشرك، لكن بالتأكيد الإجماع غير معتبر عنده كما سأذكره في منهجه في التفسير، ولا شك أن تفسيره الفتنة بالإجبار ليصل به إلى نفي جهاد الطلب الذي دلت عليه الآية بل أَمَرت به.

2ـ عدم تفسيره الدين هنا " بالإسلام " بل هو عام ودليله هنا أنه لو فسرنا الدين بالإسلام وكان معنى الآية " أن الدين لا يكون إلا الإسلام " لأصبح أول الآية مناقضا لآخرها حيث دل أولها على عدم الإجبار، وآخرها يجبر على الإسلام، وهذا تناقض على حد زعمه.

والغريب حقا أن الدكتور خالف ما دعا إليه في كتبه من أن الآية ينبغي (ملاحظة فهم الآيات في السياق أي ملاحظة ما قبلها وما بعدها وعدم بترها بحيث يتغير معناها ويصبح ويل للمصلين).

ولو طبق ما ذكره على هذه الآية لوجد أن سياق الآيات يتحدث عن الذين كفروا عن عبادتهم عند البيت، ونفقتهم ليصدوا عن سبيل الله، وتهديد الله لهم بالحشر إلى جهنم، فإن لم ينتهوا فإن سنة الله التي مضت على الأولين ستأتي عليهم، ثم ذكر الله الأمر بقتالهم حتى لا يكون هناك كفر بالله، ويكون الدين فقط دينا إسلاميا خالصا من أي شائبة.

المثال الخامس:

قال: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " قال: نحن هنا أمام آية جاءت بوصف انفردت به، ولم يرد في المصحف بهذا الصدد إلا هذه المرة فضلا عن أنه إذا فهم أنه ممارسة أو مبدأ، فإنه يخالف ما تضمنته آيات عديدة عما يتبع في مثل هذا الموقف كما أنه يخالف الوقائع المادية لما حدث أيام الرسول والخلفاء الراشدين، والنص الذي جاء به هذا التعبير، نص نعجز عن التوصل إلى مفهومه الحق، وليس لدينا في الصحيح الثابت تفسيرا له من الرسول .. فالآية تتحدث عن فئة من أهل الكتاب لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا تحرم ما حرمه الله ورسوله ولا يدينون دين الحق، ونحن نعرف أن أهل الكتاب سواء كانوا من اليهود أو النصارى يؤمنون بالله ويؤمنون باليوم الآخر، كما أنهم يحرمون ما حرم الله من قتل أو زنا أو سرقة، ومن ثم فيبدو أن هناك فئة شاذة ينطبق عليها وصف القرآن، ويفترض أن تكون هذه الفئة قد نصبت نفسها لعداوة الإسلام، وأبدت استكبارا تطلب مقاتلتها ودفعها الجزية بشيء من الصغار " ا. هـ

قال الباحث: من تناقض الدكتور أنه انتقد على علماء السلف أنهم لم يعاملوا القرآن على أنه كتاب هداية عام، لا يتكلم عن التفاصيل، بل يكتفي بالعمومات لأنها مقصودة لذاتها، ومع ذلك وقع فيما لام السلف فيه، إذ كيف يتكلم القرآن ـ وهو كتاب هداية عام، يذكر الكليات ـ عن فئة شاذة ليس لها وجود، ولا تعرف، ولم تأت إلى وقتنا هذا!!!! فأي تخبط هذا.

لكن حمله على ذلك ما يريد أن يصل إليه من نفي جهاد الطلب، وأن جميع الآيات التي أمرت بالجهاد، أو ذكرته؛ إنما تفسر على أن ذلك القتال هو لدرء الشر عن الدولة الإسلامية فقط، وليس لتبليغ دين الله.

وسأتبعه بإذن الله في القسم الثاني.

وعذرا على الإطالة، لكنها فرصتي لاطلاع مشايخي وتقويمي.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2007, 05:52 ص]ـ

بارك الله فيكم يا أبا عمر على هذا الموضوع الطريف الذي يعرفنا ببعض الشخصيات العلمية المعاصرة.

وهذه أول مرة أتعرف فيها على سيرة الدكتور جمال البنا الساعاتي شقيق حسن البنا رحمه الله، وما كتبه من كتب حول القرآن وتفسيره، وهذه من فوائد طرح هذا البحث.

وأشكرك على استجابتك الكريمة لنشر البحث على صفحات الملتقى، وأرجو أن يحذو بقية الزملاء الفضلاء حذوك جزاك الله خيراً.

الحلقة الثانية من البحث: جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7650)

ـ[~ سمو مسلمه ~]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:19 ص]ـ

وأنا أيضاً أول مره أعرف سيرة الدكتور جمال البنا ومنهجه في التفسير ..

أسأل الله الاّ يحرمك الأجر ... جهدٌ مثمّن ..

ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:45 ص]ـ

وهل لهذا وأمثاله منهج في التفسير؟

أقل ما يقال فيه أنه فقد عقله وخرف بعد أن تعدى الثمانين من العمر، هذا على أحسن تقدير، وإلا فبعض هذيانه أقرب إلى الزندقة والعياذ بالله.

إلى الله المشتكى، إلى الله المشتكى ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير