يسبق إلى الأذهان عند قراءة قول الله تعالى قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)} فهما لايليق بكليم الرحمن موسى صلى الله عليه وسلم وقد وقفت على معنى بديع لسيد قطب رحمه الله هو اللائق به عليه الصلاة والسلام
في ظلال القرآن - (ج 5 / ص 340)
{قال: رب إني أخاف أن يكذبون. ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون. ولهم عليَّ ذنب فأخاف أن يقتلون}.
والظاهر من حكاية قوله عليه السلام أن خوفه ليس من مجرد التكذيب، ولكن من حصوله في وقت يضيق فيه صدره ولا ينطلق لسانه فلا يملك أن يبين، وأن يناقش هذا التكذيب ويفنده. إذ كانت بلسانه حبسة هي التي قال عنها في سورة طه: {واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي} ومن شأن هذه الحبسة أن تنشئ حالة من ضيق الصدر، تنشأ من عدم القدرة على تصريف الانفعال بالكلام. وتزداد كلما زاد الانفعال، فيزداد الصدر ضيقاً. . وهكذا. . وهي حالة معروفة. فمن هنا خشي موسى أن تقع له هذه الحالة وهو في موقف المواجهة بالرسالة لظالم جبار كفرعون. فشكا إلى ربه ضعفه وما يخشاه على تبليغ رسالته، وطلب إليه أن يوحي إلى هارون أخيه، ويشركه معه في الرسالة اتقاء للتقصير في أداء التكليف، لا نكوصاً ولا اعتذاراً عن التكليف. فهارون أفصح لساناً ومن ثم هو أهدأ انفعالاً؛ فإذا أدركت موسى حبسة أو ضيق نهض هارون بالجدل والمحاجة والبيان. ولقد دعا موسى ربه كما ورد في سورة طه ليحل هذه العقدة من لسانه، ولكنه زيادة في الاحتياط للنهوض بالتكليف طلب معه أخاه هارون وزيراً ومعيناً. .
وكذلك الشأن في قوله: {ولهم عليَّ ذنب فأخاف أن يقتلون}. . فإن ذكره هنا ليس للخوف من المواجهة، والتخلي عن التكليف. ولكن له علاقة بالإرسال إلى هارون. حتى إذا قتلوه قام هارون من بعده قام هارون من بعده بالرسالة، وأتم الواجب كما أمره ربه دون تعويق.
فهو الاحتياط للدعوة لا للداعية. الاحتياط من أن يحتبس لسانه في الأولى وهو في موقف المنافحة عن رسالة ربه وبيانها، فتبدو الدعوة ضعيفة قاصرة. والاحتياط من أن يقتلوه في الثانية فتتوقف دعوة ربه التي كلف أداءها وهو على إبلاغها واطرادها حريص. وهذا هو الذي يليق بموسى عليه السلام الذي صنعه الله على عينه، واصطنعه لنفسه.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[18 Dec 2008, 05:07 م]ـ
التحرير والتنوير - (1/ 4556)
يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه [11] وصاحبته وأخيه [12] وفصيلته التي تئويه [13] ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه
وقد رتبت الأقرباء على حسب شدة الميل الطبيعي إليهم في العرف الغالب لأن الميل الطبيعي ينشأ عن الملازمة وكثرة المخالطة
ولم يذكر الأبوان لدخولهما في الفصيله قصدا للإيجاز
التحرير والتنوير - (1/ 4737)
(فإذا جاءت الصاخة [33] يوم يفر المرء من أخيه [34] وأمه وأبيه [35] وصاحبته وبنيه [36] لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه
ورتبت أصناف القرابة في الآية حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه تدرجا في تهويل ذلك اليوم.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[18 Dec 2008, 06:38 م]ـ
(وتفقد الطير)
من اللطائف في هذه الآية ماذكره أحد الأحباب بقوله (نبي كريم آتاه الله مالم يؤت أحدا من العالمين إذ وهبه الملك وسخر له الريح والجن وعلمه منطق الطير ومع هذا يتفقد الطير ويقول مالي لاأرى الهدهد ..... فهل يليق بنا ألا نتفقد إخواننا ونسأل عنهم حال غيبتهم).
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Jun 2009, 10:28 م]ـ
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)
ماأجمل بيان الرازي لهذه الآية:
تفسير الفخر الرازى - (ج 1 / ص 1217)
في الآية مسألتان:
¥