ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Aug 2007, 08:22 ص]ـ
من أروع ما قرأت في ترجمة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه ..
بارك الله فيكم يا دكتور مساعد ووفقك
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Aug 2007, 11:04 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
تصوُّر جميل، وتقسيم مميز، وصيد للفوائد رائع.
أحسن الله إليك أيها الشيخ الحبيب وجعله في ميزان حسناتك.
قلت رضي الله عني وعنك في فوائد أثر ابن عباس في سورة النصر:
(3 ـ دقة فهم ابن عباس، وقوة استنباطه وغوصه على الدقائق، وما سُمِّي حبر الأمة من فراغ، بل لأجل ذلك الاستنباط وغيره) أهـ
يُكثر المؤلِّفون في كتب أصول التفسير وتاريخه؛ عند الكلام على معاني التفسير، أن يُفردوا مبحثاً خاصاً في ثنايا دراستهم؛ يُفرِّقون فيه بين مصطلحي: التفسير والتأويل.
ثم ما أنْ تلبث حتى تراهم يستدلوا _ وفقهم الله لكل خير _ بقصة عمر وابن عباس رضي الله عنهم مع أشياخ بدر في تفسير سورة النصر.
فإنهم وإنْ ذكروا بين المصطلحين فروقاً، كان بعضُها أصاب المَحِزَّ، وبعضُها بعيداً، ولا غرو؛ فالكلٌّ عائدٌ بعد التأمُّلِ والنَّظرِ والتَّفكرِ على الاجتهاد، إلا أنه يظهر والعلم عند الله أنَّ الاستدلال بهذه القصة على أن رأي ابن عباسٍ رضي الله عنهما هو من باب التأويل لا التفسير فيه نظرٌ.
ولعل الصواب _ إن شاء الله فيما يظهر لي والعلم عند الله _ ان يقال: أن هذا الفهم من ابن عباس كان عن سابق رواية علمها من النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا جملة من الأدلة:
الأول: في معرفة سبب ووقت النزول:
فإنها نزلت في أيام التشريق من حجة الوداع كما في الصحيح.
وإذا كان ذلك كذلك؛ فحين نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نُعِيتْ إليَّ نَفْسِي).
الثاني: أن ابن عباس رضي الله عنهما لم ينفرد بالرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، بل قد شاركه في الرواية هذه جملة من الصحابة وهم: أبو بكر، وعمر، وابن عمر، والعباس، وابن مسعود رضي الله عنهم.
الثالث: موافقة قول عمر رضي الله عنه لقوله حين قال: (لا أعلم منها إلا ما تعلم)
وهذا يدل على أن الأمر لم يكن حديث التأمل والفكر والنظر، بل كان علماً مسبوقاً، ولذا قال عمر رضي الله عنه قوله؛ فدل على أنه يعلمه أيضاً. وغيره؛ فهي لا تعد خصِّيصة لابن عباس وحده، وعليه فالقول في التفريق بين التفسير والتأويل بهذه القصة بحاجة لمزيد تحرير.
هذه إشارات على عجل كتبتها وربما أخطأت في التعبير؛ وفي الجعبة من كلام أهل العلم فيها كثير، وفي ما ذكر كفاية إن شاء الله؛ فإني ذاهب الآن لأطير؛ لأقتني كتاباً نفيساً.
فليت الشيخ المفضال ينظر في هذا ويصحح لي ما جانبتُ فيه الصواب.
محبكم الصغير