ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Jan 2010, 12:01 م]ـ
لعلني أن أجيبك تسلسلا مما انتهيت أنت له:
أما التصور الذهني فلولا سؤالك ما كتبته .. سألتني عن رأيي العلمي ووضحته بدقة.
وشكرا على الذوق
وأما قصة موسى عليه السلام في قتل النفس .. فلا أعلم نصا ورد فيه أنه رجل!!!
فكيف اتفق المفسرون أنه قبطي؟؟!!
وهل رأيتِ في كلامي حكايةَ الاتفاقِ على أنَّهُ قبطي أوغيرهُ لتسألي هذا السؤال , الذي حكيتُ اتفاقَ المفسرين عليه هو أنهُ صلى الله عليه وسلمَ ينفي تعمُّدَ ذلك وأنَّهُ فعلهُ جاهلاً قبل النبوةِ والوحي إليه بالشريعة في شأنِ القتلِ.
ما اتفق المفسرون لأن عمدة المفسرين يبنون على السند الثابت .. هي قصص ملئت بها المطبوعا!!!
فيا رجال وأنتم بهذا الأجدر .. أين النسخ الأصلية عند ورثتها؟؟! لا تدور لنا مخطوطات في متاحف المستعمر أو في هنا وهناك .. أين ورثة العلم عن العلماء؟؟!!!
لا تعليق.!!
وأما ماذا قلت أنا عن معنى الضلال لغة؟
أوضحه الآن:
موسى عليه السلام نفى عن نفسه الخطأ الديني .. واستعمل نفي الضلال في سياق السخرية من فرعون.
فالشاهد لغة: استعمال لفظ الضلال في الخطأ الديني.
الخطأُ الدينيُّ كما تقولينَ ذو شُعبٍ وأقسامٍ لا يصحُّ إطلاقُ اسمِ الضلالِ على جميعها , لأنَّ فيها ما يُؤجَرُ عليهِ الإنسانُ , وأرجو ألا تُصري على هذه القسمة الاجتهادية العارية عن تأييد سياقِ موارد المفردة في كتاب الله والتي تبغين بها حصرَ معاني الضلالِ في أربعة أوجه:
1 - ضلال من عرف الحق وتركه.
2 - تعمد إخفاء ظاهر الاهتداء عن المفسدين الذين أحدثوا الضلال.
3 - نوع خطأ في الدين.
4 - نوع خطأ في الواقع.
وإن أبيتِ إلا اجتهادكِ حفظكِ اللهُ فمن أي هذه الأقسامِ الأربعةِ سيكونُ قوله تعالى (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) وقوله تعالى (وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) وقوله تعالى (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) وقوله تعالى (وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) وقوله تعالى (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْوقوله تعالى (فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)؟
والعقيدة التي أدين الله فيها أن موسى عليه السلام سخر من فرعون. وأنه أوتي النبوة وقتل النفس المفسدة بحكم قضائي بدأ بالقتل دفعا للصائل ثم قضى عليه.
بالله عليك (أي الفريقين أحق بالأمن) من صان جناب النبوة أن تتهم بالجهل والقتل الخطأ، أو من قال في حق النبوة جهل قبل الوحي أو قتل لنفس معصومة؟!
ديانةُ العبدِ للهِ بعقيدةٍ هي أخصُّ العباداتِ , ولا سبيل في ذلك إلا الوحيُ الصحيحُ وبابُ الاجتهادِ موصدٌ في وجهِ مريدهِ في العقائدِ , سيَّما الأخبارُ عن الأنبياءِ لأنَّ الاجتهاد فيها لا يحتملُ إلا نقلاً ثابتاً عن الله تعالى الذي امتنَّ على نبيه بقوله (نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ) وما سوى النبأِ المتلُوِّ بالحقِّ فهو وعدمُه على وجه السواء.
والأحقُّ بالأمنِ هو من اعتضد بدلالة القرآنِ التي ثبتَ بها إطلاقُ الضلالِ على الأنبياءِ مُراداً منهُ غياب العلم عنهُم قبل الوحي بهِ لا ضلال القصد إلى الإثم ومخالفةِ الشرائع.
ولا أدري يا أختنا كيف تجزمين بأنَّ القتلَ كانَ حكماً قضائيا مشروعاً لدفعِ الصائلِ مع أنَّ القاتلَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ قَالَ عقب القتلِ مباشرةً: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) فأيُّ شيطانٍ هذا القائمُ بالعدلِ وإحلالِ الأمنِ وإرادةِ الخير للبرية.؟؟
وللتوضيح في شأن الوثائق أبين لك التركات:
التركات ثلاثة أنواع:
1) تركة مال لورثته. يجوز فيه الوصية بما لا يزيد عن الثلث"والثلث كثير".
2) تركة علم، ولا يجوز اقتسامها ميراثا، ولا تحتسب من الوصية. وتعلم تركة العلم بنص المورث لحديث"ورثنا العلم". لذلك بقيت حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ميراثا للعلم لم يقتسمها أخوتهن.
3) تركة وجاهة، وفيها ميراث التخصصات. وهذه حسب نظام الوجاهة في المجتمعات.
والله أعلم
فأين الوثائق الأصلية لتركات العلم الشرعية؟؟!!
قبل أن تقول: اتفق المفسرون فالعهدة عليك إذن.
والله الموفق وجزاك الله خيرا
ما يتعلق بالتركات وغيرها لم أفهمهُ ولا يعنيني فيما أظنُّ , وما يتعلقُ بالمفردةِ فهاهي كتبُ التفسير بين يديكِ فأوجدي قولاً يفسرُ الآيةَ بالسخرية لأتراجع عن تفسيرهم للضلالةِ هنا بالجهالةِ استناداً على ما صحَّ عن مفسري الصحابة والتابعين , وما جاءت به قراءةُ ابنِ مسعودٍ (فعلتُها إذاً وأنا من الجاهلين).
¥