تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فكلمة علم مع تطور الزمن صارت ذات مدلولين عند المسلمين، المدلول الأول: العلم القائم على العلوم الدينية وما يتفرع عنها. والمدلول الثاني: يختلف عن المعنى القديم المشار إليه سابقا، إذ ظهر جماعة من الناس تقول عن عصرنا الحاضر أنه عصر العلم ويقصدون بذلك العلم الطبيعي القائم على دراسة ما في الكون من مواد وعناصر وكائنات لها خصائصها الذاتية ونواميسها التي تحكمها من كيمياء وميكانيكا أو علوم طب أو رياضة وفلك أو غير ذلك.

فهذا هو المقصود بالعلم في هذا المقام، وهذا ما تناولوه في الحديث عن التفسير العلمي في هذه الأيام ولا مشاحة في الاصطلاح.

وعليه فيعرف التفسير العلمي بما يلي:

قال الشيح محمد حسين الذهبي: " نريد بالتفسير العلمي التفسير الذي يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارات القرآن الكريم ويجتهد في استخراج العلوم والآراء الفلسفية منها" ([7]).

وهذا هو تعريف الشيخ أمين الخولي في دائرة المعارف الإسلامية ([8]).

وعرفه بنحوه ومعناه أيضا كل من الدكتور مصطفى شاهين، والأستاذ محمد الصباغ، والدكتور عبد المجيد المحتسب ([9])، ولكن قال بعضهم في تعريفه: (إخضاع) بدل (تحكيم).

فجميع هذه التعريفات تصف هذا اللون من بأنه إخضاع أو تحكيم للمصطلحات العلمية في عبارة القرآن، ولكن مع البحث نجد أن هذه التعبيرات على إطلاقها قاصرة وغير دقيقة لأنها توحي بأن الآية المراد تفسيرها لها معنى بعيد عن المعنى العلمي الذي تفسر به، وهذا وإن صدق على بعض التفسيرات العلمية التي فيها شطحات إلا أنه لا ينطبق على جميعها.

وقد سبقني إلى الإشارة إلى قصر هذه التعريفات مجموعة من العلماء والباحثين ([10]).

والذي يظهر لي هنا أن التعريف الأقرب إلى الصواب أن يقال:

التفسير العلمي هو اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن المتعلقة بالكون وما فيه ومكتشفات العلم التجريبي على وجه يظهر به إعجاز القرآن ليدل على مصدره الإلهي وصلاحيته لكل زمان ومكان.

وقد عرفه بنحو هذا التعريف كل من: الشيخ عبد المجيد الزنداني في بحثه (المعجزة العلمية في القرآن والسنة)، والدكتور عبد القهار العاني في بحثه (التفسير العلمي معالمه وضوابطه)، والدكتور صلاح الخالدي في كتابه (البيان في إعجاز القرآن).

فقال الزنداني: " التفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية " ([11]).

وقال العاني:" التفسير العلمي هو بيان معنى الآيات القرآنية مرتبطا بحقائق العلوم الكونية وما يشابهها وفق القواعد المشهورة في تفسير القرآن الكريم ".

وقال أيضا في موضع آخر: "هو بسط الحقائق العلمية الثابتة للعلوم الكونية والطبيعية المختلفة بمعاني الآيات القرآنية بدلالة الألفاظ اللغوية على المعاني في المشهور من المأثور والمعهود في اللغة " ([12]).

وقال الخالدي: "هو النظر في الآيات ذات المضامين العلمية من الزاوية العلمية وتفسيرها تفسيراً علمياً، وذلك بالاستعانة بالعلوم والمعارف والمكتشفات الجديدة في توسيع مدلولها وتقديم معناها " ([13]).

تعريف الإعجاز:

الإعجاز مشتق من العجز، والعجز الضعف وعدم القدرة، ومعنى الإعجاز الفوت والسبق، يقال أعجزني فلان أي فاتني ([14]).

والمعجزة: الأمر الخارق للعادة - وزاد بعضهم المقرون ـ بالتحدي، السالم من المعارضة، وتسمى معجزة لأن البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها ([15]).

وإعجاز القرآن يقصد به: إعجاز الناس أن يأتوا بمثله، أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم عن الإتيان بمثله.

ووصف الإعجاز بأنه علمي كوصف التفسير بأنه علمي نسبة إلى العلم التجريبي، وعلى هذا فالإعجاز العلمي: هو إظهار صدق الرسول صلى الله عليه وسلم بما حمله الوحي إليه من علم إلهي ثبت تحققه ويعجز البشر عن نسبته إلى محمد صلى الله عليه وسلم أو أي مصدر بشري في عصره.

وقد عرفه بنحو هذا مجموعة من العلماء منهم:

الزنداني فقال: " الإعجاز العلمي هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. ([16])

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير