[ملحوظة وسؤال]
ـ[ضاد]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 08:00 م]ـ
الملحوظة (بعضَ التركيز لفهمها):
في تراكيب الإضافة في العربية ليس ثمة قرينة صُرَيْفِيَّة (مورفولوجية) واحدة واضحة تدخل على المضاف لتحدد تبيعته للمضاف إليه, وهذا الأخير هو الذي يحمل الكسرة التي تحدد العلاقة بتأثير رجعي. فحتى ترك التعريف في المضاف ليس محصورا على تراكيب الإضافة إذ يمكن أن يكون المضاف معرفا غير مثل قولنا (الشديدُ الصرعةِ). إلا أنه ثمة ثلاثة قرائن, صوتية وصريفيتان, تدخل على المضاف قبل المضاف إليه وهذه القرائن هي الوحيدة التي يمكن أن تطرأ على المضاف لتعلن للسامع عن تبعيته بالإضافة للعنصر القادم أو علاقته التركيبية به.
القرينة الصوتية: هي نطق تاء التأنيث المغلقة وما زال ذلك حتى في اللهجات العامية, حتى أن المتكلم ليدخل كلمات دون تاء في التائيات, فيقول "دُنْيَتَك" بدلا من "دنياك".
القرينة الصريفية الأولى: سقوط نون الجمع عن الأسماء في قولنا "حاملو اللقب", فسقوط النون حالة مقصورة على تراكيب الإضافة فقط وتدخل على المضاف فقط.
القرينية الصريفية الثانية: سقوط التنوين, إذ أن عدم تنوين الكلمة فيه دلالة ولو جزئية على دخول عنصر على الكلمة.
السؤال:
نلاحظ في الاشتقاقات الحديثة (وحتى القديمة) دخول نون اشتقاقية على الكلمات للتوسع في معناها مثل "العقلانية" و"النفسانية" و"الوحدانية" و"الرقمنة", فما تاريخ هذه النون؟ وكيف أخذت هذه القيمة الاشتقاقية التي لك تكن فيها؟
بوركتم.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 09:55 م]ـ
بوركت أخي ضاد لطرح هذا الموضوع وسأحاول أن أجيب بما أعرف على قلته
1 - في الشديد الصرعة دخل التعريف على المركب الإضافي لأن (شديد الصرعة) الإضافة فيه لفظية لا تكسب المضاف تعريفًا ولذلك حيتاج إلى أل للتعريف. تقول هذا رجل شديد الصرعة وفي التعريف هذا الرجل الشديد الصرعة.
2 - وأما القرائن فصحيحة وربما يضاف إليها اكتساب التذكير أو التأنيث من المضاف إليه والدلالة على الملكية أو التبعية، وكون المضاف إليه على تقدير جره بحرف اللام أو من أو في.
3 - أما السؤال عن النون في النسب فأنقل لك قول الحريري في درة الغواص:
" -ويقولون في المنسوب إلى الفاكهة والباقلاء والسمسم فاكهاني وباقلاني وسمسماني- فيخطئون فيه لأن العرب لم تلحق الألف والنون في النسب إلا بأسماء محصورة زيدتا فيها للمبالغة كقولهم للعظيم الرقبة رقباني وللكثيف اللحية لحياني وللوافر الجمة جماني وللمنسوب إلى الروح روحاني وإلى من يرب العلم رباني وإلى بائع الصيدل والصيدن وهما في الأصل حجارة الفضة ثم جعلا اسمين للعقاقير صيدلاني وصيدناني".
4 - أما رقمن فمختلفة عن السابقة لأنها من قبيل الملحق بالرباعي زيدت النون ليكون اللفظ رباعيًّا، مثل جلبب وهلقم وبيطر وتابل، وقلنس، وبرأل.
5 - أشكرك لكونك أول مستعمل لمصطلح (صريفة).
سلمت ودمت مشرقًا في سماء العربية.
ـ[ضاد]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل. فهمت موضوعي رغم كثرة الأخطاء فيه ولقد كتبته قبيل الإفطار, والحال غير الحال.
صدقت فيما يخص \الشديد الصرعة\ ولكن يظل التركيب مركبا بالإضافة رغم الاختلاف المعنوي فيه ودخول التعريف أراه مثل حرف الوصل.
لم أفهم قولك "وربما يضاف إليها اكتساب التذكير أو التأنيث من المضاف إليه".
أما النون فقد تفضلت وأثبتّ لها أصلا في كلام العرب فبوركت, غير أن الاستعمال - أحسبه كان صوتيا سماعيا - توسع فيها من بعد وأدخلها في كلمات لم تكن فيها أصلا مثل العلمانية والعقلانية والنفسانية والروحانية, لأنه توجد نظائر لها دون نون, العلمية والعقلية والنفسية والروحية. أما في \رقمن\ فهو انتقال بتلك النون إلى درجة اشتقاقية أعلى, من حيث اختيارها هي دون غيرها لبناء الرباعي فذلك دليل على قيمتها الاشتقاقية غير المقعّدة, على عكس الميم.
نحن أولى باتباع الحق واستعمالي لصريفة هو باب اتباع الحق, ونحن لا نخالف لمجرد المخالفة والاعتراض ولكن نقاشا وبحثا عن الحق فمتى وجدناه اتبعناه.
دمت مفيدا مستفيدا.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 11:42 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل. فهمت موضوعي رغم كثرة الأخطاء فيه ولقد كتبته قبيل الإفطار, والحال غير الحال.
صدقت فيما يخص \الشديد الصرعة\ ولكن يظل التركيب مركبا بالإضافة رغم الاختلاف المعنوي فيه ودخول التعريف أراه مثل حرف الوصل.
لم أفهم قولك "وربما يضاف إليها اكتساب التذكير أو التأنيث من المضاف إليه".
أما النون فقد تفضلت وأثبتّ لها أصلا في كلام العرب فبوركت, غير أن الاستعمال - أحسبه كان صوتيا سماعيا - توسع فيها من بعد وأدخلها في كلمات لم تكن فيها أصلا مثل العلمانية والعقلانية والنفسانية والروحانية, لأنه توجد نظائر لها دون نون, العلمية والعقلية والنفسية والروحية. أما في \رقمن\ فهو انتقال بتلك النون إلى درجة اشتقاقية أعلى, من حيث اختيارها هي دون غيرها لبناء الرباعي فذلك دليل على قيمتها الاشتقاقية غير المقعّدة, على عكس الميم.
نحن أولى باتباع الحق واستعمالي لصريفة هو باب اتباع الحق, ونحن لا نخالف لمجرد المخالفة والاعتراض ولكن نقاشا وبحثا عن الحق فمتى وجدناه اتبعناه.
دمت مفيدا مستفيدا.
أقصد أن المضاف المذكر قد يعامل معاملة المؤنث بسبب إضافته إليه مثل: قطعت بعض أصابعه.
وأما إضافة النون في عقلانية فهو كما قلتَ ولكن يمكن النظر إليه على أنه من قبيل التغير في لواحق النسب طلبًا لمعنى مختلف لا يجدونه في النسب بالياء وحدها، وكنت قد كتبت عن لواحق النسب التي دخلت في استعمال العربية. وأظن أنه نشر في هذا المنتدى. أما الملحق بالرباعي فليس له قاعدة واضحة فبعضه أصول ثلاثية يزاد عليه حرف علة أو حرف من الأحرف المائعة، ومنه ما يكون من أصل اسمي مثل: سعْودَ وأمْركَ ولبْنن وتلفز وكهرب.
تقبل تحياتي وشكري والله يرعاك.