تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[على الرغم من]

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 09:09 م]ـ

تأتي شبه الجملة (على الرغم) مبينة حال الفاعل أو المفعول أو مبينة نوع الفعل؛ ولذلك كان من الطبيعي أن ترد متأخرة في الجملة عن صاحبها أو عاملها فما هي سوى قيد حالي. ونجد مثال هذا الاستعمال في قول الكميت:

خرجتُ خروجَ القِدحِ قدحِ ابنِ مقبلٍ ... على الرَّغمِ من تلكَ النَّوابحِ والمُشلِي

وفي قول منسوب للشافعي:

أيا بومةً قد عشعشتْ فوقَ هامتي ... على الرغمِ مني حينَ طارَ غرابُها

وقد تتقدم على صاحبها كما في قول عمر بن ربيعة:

فلم أستطعها غير أن قد بدا لنا ... على الرغم منها كفها والمعاصم

وربما تقدمت هذه الحال على عاملها أيضًا كما في قول الشاعر:

على الرغم من أنف المكارم والعلى ... غدتْ داره قفرًا ومغناه بلقعا

وفي هذه الأشعار وفي كثير من استعمال الناس نجد هذا التركيب قيدًا على الفعل. ولكنا نجد من استعمالاته اليوم ما يخالف ما ألفناه من الاستعمال كما في هذا النص:"على الرغم من الآمال المبكرة فإن الابن مثل أبيه". ولو أعدنا ترتيب الجملة لقلنا: إنّ الابن مثل أبيه على الرغم من الآمال الكبيرة. ونلاحظ أننا حذفنا الفاء فلا مكان لها من التركيب، وأما في الجملة قبل إعادة ترتيبها فهي رابطة، ولو تأملنا في شبه الجملة (على الرغم) لا نجده قد تعلق بشيء مذكور ولنفهم الجملة حسب ترتيبها لا بد لنا من تقدير محذوف فتصير الجملة هكذا: على الرغم من الآمال الكبيرة لم يتغير شيء فإن الابن مثل أبيه. ويتضح من هذا أن الفاء رابطة للتفسير. فالسياق يتحدث عن أنه لم يتغير شيء في طريقة الحكم على الرغم من الآمال الكبيرة بالديمقراطية لأن الابن كأبيه دكتاتور. ومثلها في الغرابة الجملة: "على الرغم من صعوبة ترك هذا النادي, إلا إنني أرغب في اللعب لميلانو أو مدريد". نلاحظ أن (على الرغم) لا تتعلق بشيء مذكور، و (إلا) لا نعلم ما تستثني، ولا بد من التقدير لفهم هذا التركيب، فتكون الجملة هكذا: على الرغم من صعوبة ترك هذا النادي سأتركه، وما ذلك لشيء إلا أنني أرغب في اللعب لميلانو أو مدريد. وبهذا نفهم أن (إلا) واقعة في جملة تعليلية للجملة السابقة وهي ليست للاستثناء بل للحصر مع (ما).

ـ[مسعود]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 11:17 م]ـ

دكتور أبا أوس،

قد أثار موضوعك عدة أمور، اسمح لي بذكرها:

السبب في هذا التخليط هو الضعف اللغوي والجهل بالاستخدام الصحيح لمثل هذه الكلمات. فلذلك ترى هذه التراكيب الغريبة. وليس هذا مقصورا على (على الرغم) بل إن هناك كثيرا من الكلمات التي يخلط الناس في الكلام عند استعمالها. والمفْزَع في كل ذلك هو (إن) و (أن) و (فإن) وما أشبهها، فكلما ضاق بهم الأمر لجؤوا إليها. ولذلك أقول إننا نفرط في استخدام (إن) و (أن).

وكان يمكن القائل أن يقول: "إنني أرغب في اللعب لميلان أو مدريد على الرغم من صعوبة ترك هذا النادي".

أما الأمر الأخر فهو يتعلق بـ (على الرغم) نفسها. ولا أدري لما لم تنبّه على ذلك. وهو إن استعمالها في بعض المواضع خطأ وتعقيد للغة وتشويه لها. فما معنى (على الرغم من صعوبة .. ) إذا علمنا أن معنى (على الرغم) على كره. وأما إن قال "على الرغم من إدارة النادي" فهذا صواب. وإنما كانت العرب تقول (مع أن) أو (وإن لم) أو (على أن) أو (مع كون).

"إنني أرغب في اللعب لميلان أو مدريد مع صعوبة ترك هذا النادي" أو " .. وإن كان ترك هذا النادي صعبا" فهو كما ترى أسلوب بسيط جميل. وقد ذكرت هذا في إحدى مواضيعي التي لم يلتفت إليها على التقريب أحد:).

تحية طيبة.

ـ[الأحمر]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 02:14 ص]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أستاذي العزيز أبا أوس

أشكرك على هذا الموضوع المفيد فبارك الله فيك وجزاك كل خير

يستخدم كثير من الناس في هذا الزمان كلمة (فبالتالي وبالتالي) كثيرا فما رأيك في هذا الاستخدام؟

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 03:09 ص]ـ

جاء في كتاب "لغة الجرائد" للشيخ إبراهيم اليازجي

وقد شاع على أقلام الكاتبين استعمال تعبير (على الرغم من)، وهو تعبير مترجم عن اللغة الأجنبية ترجمة حرفية، فيقولون مثلاً: أزوره على رغم هجره لي، والصواب: على هجره لي أو مع هجره لي، [والرغم معناه التراب، ويقول العرب: فعلته على رغم أنفه، أي قسرًا].

وجاء في الصحاح في اللغة للجوهري

الرَغامُ، بالفتح: التراب. وقال:

ولم آتِ البيوتَ مُطَنَّباتٍ-بِأكْثِبَةٍ فَرَدْنَ من الرَغامِ

أي انفردن. ويقال: أَرْغَمَ الله أنفَه، أي ألصقَه بالرَغامِ والرُغامى بالعين والغين: زيادة الكبد، ويقال: قصبة الرئة. والمُراغَمَةُ: المغاصَّبة. يقال: راغَمَ فلانٌ قومَه، إذا نابذَهم وخرجَ عليهم. والتَرَغُمُ: التغضُّبُ، وربَّما جاء بالزاي. والرُغْمُ بالضم والرَغْمُ. وفيه ثلاث لغات: رُغْمٌ، ورَغْمٌ، ورِغْمٌ. والمَرْغَمَةُ مثله. قال النبي عليه الصلاة والسلام: "بُعِثْتُ مَرْغَمَةً". وتقول: فعلتُ ذاك على الرَغْمِ من أنفه. ورَغَمَ فلانٌ بالفتح، إذا لم يقدر على الانتصاف. يقال: رَغِمَ أنفي لِلهِ عزّ وجلَ بالكسر والفتح، رُغْماً ورَغْماً ورِغْماً. والمُراغَمُ: المَذهب والمَهْرب. قال الجعديُّ:

كَطَوْدٍ يُلاذُ بأركانه-عَزيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ

ومنه قوله تعالى: "يِجِدْ في الأرض مُراغَماً كثيراً". قال الفراء: المُراغَمُ: المضطرَب والمذهَب في الأرض.

والمَرْسِنُ، بكسر السين: موضع الرَسَنِ من أنف الفرس، ثمَّ كثُر حتَّى قيل مَرْسِنُ الإنسان. يقال: فَعلْتُ ذاك على رغم مَرْسِنِهِ.

والراعِفُ: طرفُ الأرنبة، وأنفُ الجبل. ويقال: فعلت ذاك على الرغم من مَراعِفِهِ، مثل مَراغِمِهِ.

فما الصواب؟

:::

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير