تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقتطفات من كتاب"رسالة الملائكة"للمعري]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 03:25 م]ـ

في مقدمة كتابه "رسالة الملائكة" يتطرق المعري لتحليل كلمة ملك واشتقاقاتها،

والكتاب هو عبارة عن بعض آراء المعري في مسائل في النحو .. مع المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

وما توفيقي إلا بالله

قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وعترته المنتخبين، ديانة مولاي الشيخ أدام الله عزه وسلم جسده ونفسه تبعث من سمع بذكره على الشوق إلى حضرته فإذا أضيف إليها علمه وأدابه هم أن يطير بالمشتاق أربه وليس مولاي الشيخ بأول رائد ظعن إلى الإرض العازبة فوجدها من النبات قفراً ولا بآخر شائم ظن الخير بالسحابة فكانت من قطر صفراً وقد شهر بالفضل وسمه والمعرفة به اسمه جاءتني منه فوائد كأنها في الحسن بنات مخر فأنشأتُ متمثلا ببيت صخر:

لعمري لقد نبهت من كان نائما = وأسمعت من كانت له أذنان

إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور أولئك ينادون من كان بعيد. وكنت في غيسان الشبيبة أود أنني من أهل العلم فَشَجَنَتْي عنه شواجن غادرتني مثل الكرة وهي المحاجن فالآن مشيت رويداً وتركت عمراً للضارب وزيداً وما أوثر أن يزاد في صحيفتي خطأ في النحو فيخلد آمناً من المحو وإذا صدق فجر اللمّة فلا عذر لصاحبها في الكذب ومن لمعذب وصدق الشعر في المفرق يوجب صدق الانسان الفرق وكون الحالية بلا خُرصٍ أجملُ بها من التخرص وقيام النادبة بالمعاذب أحسن بالرجال من أقوال الكاذب وهو أدام الله الجمال به يلزمه البحث عن غوامض الأشياء لانه يُعتمد بسؤال رائح وغادٍ.

وحاضر يرجو الفائدة وبادٍ فلا غرو إن كشف عن حقائق التصريف واحتج للنكرة وللتعريف وتكلم في همزة وإدغام وأزال الشبه من صدور الطغام فأما أنا فحلس البيت الاَّ أكن الميت فشبيه بالميت لو أعرضت الاغربة عن النعيب إعراضي عن الأدب والأديب لأصبحت لاتحسن نعيبا ولا يطيق هرمهُا زعيبا. ولما وافى شيخنا أبو القسم علي بن محمد بن همام بتلك المسائل الفيتها في اللذة كأنها الراح يستفز من سمعها المراح فكانت الصبهاء الجرجانية طرق بها عميد كفر بعد ميل الجوزاء وسقوط الغفر وكان علي يحياها جلب الينا الشمس وإياها فلما جليت الهدي ذكرت ما قال الأسدي:

فقلت اصطحبها أو لغيري فاهدها = فما أنا بعد الشيب ويبك والخمر

تجاللت عنها في السنين التي مضت = فكيف التصابي بعدما كلا العمر

وما رغبتي في كوني كبعض الكروان تكلم في الخطب جرى والظليم يسمع ويرى فقال الأخنس أو الفرا أطرق كرا أطرق كرا إن النعام في القرى وحق لمثلي الا يسأل فان سئل تعين عليه ألا يجيب فإن أجاب ففرض على السامع إلا يسمع منه فان خالف باستماعة فريض إلا يكتب ما يقول فان كتبه فوا جب ألا ينظر فيه فان نظر فيه فقد خبط في عشواء وقد بلغت سن الاشياخ وما حار يبدي نفع من هذا الهذيان والطعن إلى الآخرة قريب أفتراني أدافع ملك النفوس فأقول أصل ملك مالك وإنما أخد من الألوكة وهي الرساله ثم قلب ويدلنا على ذلك قولهم الملائكة في الجمع لات الجموع ترد الأشياء إلى أصولها. وأنشده قول الشاعر:

فلست لأنسي ولكن لملاك = تنزل من جو المسماء يصوب

فيعجبه ما سمع فينظر في ساعة لاشتغاله بما قلت فاذا هم بالقبض قلت وزن ملك على هذا القول معل لأن الميم زائدة واذا كان الملك من ألألوكة فهو مقلوب من ألك إلى لأك واأقاب في الهمزة وحروف العلة معروف عند أهل المقاييس فأما جذب وجبذ ولقم الطرق ولمقه فهو عند أهل اللغة قلب والنحويون لايرونه مقلوبا بل يرون اللفظين كل واحد منهما أصل في بابه فوزن الملائكة عد هذا معافلة لأنها مقلوبة عن مآلكة ومنه قالوا الكني إلى فلان قال الشاعر:

الكني إلى قومي السلام رسالة = بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا

وقال الأعشى في المألكة.

أبلغ يزيد بني شيبان مألكة = أبا ثبيت أما تنفك تاتكل

فكأنهم فروا في الملائكة من ابتدائهم بالهمزة ثم يجيئون بعدها بالألف فرأوا إن مجيء الألف أولا أخف كما فروا من شأي إلى شاء ومن نأي إلى ناء قال عمر بن أبي ربيعة:

بان الحمول فما شأونك نقرة = ولقد أراك تشاء بالأظعان

وأنشد أبو عبيدة:

أقول وقد ناءت بهم غربة النوى =نوى خيتعور لا تشط ديارُك

ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 06:40 م]ـ

أشكرك على ما نقلت. أليس المنتدى اللغوي أنسب له؟

الذي أعرفه أن \ملك\ ليست عربية, وهي موجودة في العبرية على صيغة \ملأخ\ وحرف الخاء فيها قرين الكاف يتغير بتغير الحروف المجاورة. ولعل الأستاذ السليمان يفيدنا في هذه المسألة.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 07:02 م]ـ

أخي ضاد مرورك يسعدني، اجتهدت أن مكانه هنا لأنه يتضمن آراء المعري في النحو.

أما عن أصل كلمة ملائكة أظن أنها عربية، والاشتراك اللغوي في الكلمات بين اللغات هو كثير كما تعلم،

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير