تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إعراب الأسماء الخمسة]

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 03:44 ص]ـ

اختلف النحويون في إعراب الأسماء الخمسة اختلافًا كثيرًا، فأما سيبويه فلم يلتفت إلى ما يتغير في لفظها مضافة، بل ذهب إلى تقدير الحركات على الحروف كما تظهر على حرف الإعراب وهو الدال من (زيد)، فقدر الضمة علامة للرفع على الواو في مثل: جاء أبوك، وقدر علامة النصب فتحة على الألف في مثل: رأيت أباك، وقدر علامة الجر كسرة على الياء في مثل: مررت بأبيك. وسيبويه يقدر الحركات على الألف من المثنى والواو من جمع السلامة ويقدر الفتحة أو الكسرة على الياء منهما، قال الشنتمري في (النكت، أحد شروح كتاب سيبويه، 1: 121): "فإن قال قائل: هل في هذه الحروف حركة في النيّة، فالجواب أنّ فيها حركةً مقدرةً وإنْ لم ينطق بها استثقالاً لها كما تكون في عصا وقفا حركة منوية، من قبل أن هذه الحروف لمّا دلت على تمام معنى الكلمة في ذاتها وأشبهن ألف حبلى وقفا جرين مجراها في نيّة الحركة إذْ لا موجب للبناء". والذي دعا سيبويه إلى ذلك أنه أراد جعل علامات الإعراب مطردة وهي الحركات القصيرة. وأما غيره فتعددت طرائق إعرابهم على أن أشيعها جعل الحروف نائبة عن الحركات.

ويشكل على بعض طلابنا إعراب الأسماء الخمسة هذا؛ لأنهم علّموا ذلك الإعراب بطريقة صعبت الأمر عليهم؛ إذ القول بنيابة الحروف عن الحركات ربما جعل الأمر مختلفًا بعض الاختلاف عن المألوف من أمر العلامات الإعرابية. وأحسب أنَّ أمر التيسير يقتضي أن يُعلّموا منذ البداية أن اللغة العربية لها ستّ حركات: ثلاث منها قصيرة، هي الضمة والفتحة والكسرة، وثلاث طويلة؛ أي لا تختلف عن القصيرة إلا في الطول، وهي ما يسمى بالمدود، فإذا مدت الضمة نشأت واو المد، وإذا مدت الفتحة نشأت ألف المد، وإذا مدت الكسرة نشأت ياء المد. فإذا جئنا إلى إعراب هذه الأسماء الخمسة قلنا إنها إن كانت مفردة أعربت كأي اسم معرب بحركات قصيرة كما في قولنا: جاء أبٌ، ورأيت أبًا، ومررت بأبٍ، وإن أضيفت إلى غير ياء المتكلم أعربت بحركات طويلة، فنقول: جاء أبوك، رفع بضمة طويلة، ورأيت أباك، نصب بفتحة طويلة، ومررت بأبيك. جرّ بكسرة طويلة. وهذا أسهل من القول: رفع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة. ولعل من المفيد أن نبين لهم أن من العرب من نطق بهذه الأسماء بالحركات القصيرة فقال: جاء أبُك، ورأيت أبَك، ومررت بأبِك. وهذا المطل الذي نال حركات الإعراب هو تعويض لبنية هذه الأسماء، فهي أسماء ثنائية الجذور ولكن العربية صيرتها ثلاثية فجرى التعويض بطرائق مختلفة كمضاعفة جذر أو إضافة علة أو تاء أو مطل حركة. ويلاحظ التعويض في الاسم (فم) فحين تحذف ميمه تلزمه المدود مضافًا (فوك/فاك/فيك). ومن الأسماء ما اقتضت بنيته ملازمة المدود لأنه من جذر واحد وهو (ذو/ذا/ ذي) وقد لازمته المدود لأنه ملازم للإضافة فلا يفرد. ومن أجل ذلك إذا عدّ في جملة الأسماء الستة عدّ مضافًا، فيقال: (أب وأخ وحم وفم وذو مالٍ).

ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 04:40 ص]ـ

استاذي، هل يجري نظرك على جمع المذكر السالم؟؟

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 06:11 ص]ـ

سلام عليكم ورحمة الله.

جزاك الله خيرًا يا دكتور.

درس رائع، ونرجو منك أن تسقط علينا من هذه الثمار النافعة للعقل كلما وجدت فراغًا -جزاك الله خيرًا -، ولقد راق لي، وأطربني ما ذكرته في شأن المنهاج المدرسي، وطريقة عرض الأسماء الستة.

وهذه مداخلة إن سمحت:

وبعضهم يسميها الأسماء الستة بإضافة: هنو.

فيقال: هذا هنوك. رأيت هناك. ونظرت إلى هنيك.

وهي قليلة. لذلك من نظر إلى الاستعمال قال في تسميتها الأسماء الخمسة، ومن نظر للإعراب قال: الأسماء الستة.

أصحيح ذلك يا دكتور؟

ـ[ضاد]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 06:32 ص]ـ

بداية أشكرك أستاذي الفاضل على هذا الطرح. أبسبب هذه الأسماء فقط تريد أن تغير من النظام الإعرابي في العربية؟ إن كان ما قلته لا ينطبق إلا على هذه الأسماء فلا أظن أنها تستحق أن نغير من أجلها في نظام الإعراب, لأنها شواذ واستثاء, وكما قيل, الاستثناء تأكيد للقاعدة, والاستثناء أمر موجود في كل اللغات تقريبا, ولا ضير.

ـ[الكاظمي]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 11:06 ص]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

اشكرك استاذي على ما ياتي منك من فوائد جمة ...

قول سماحتكم:

فإذا جئنا إلى إعراب هذه الأسماء الخمسة قلنا إنها إن كانت مفردة أعربت كأي اسم معرب بحركات قصيرة

كما في قولنا: جاء أبٌ، ورأيت أبًا، ومررت بأبٍ، وإن أضيفت إلى غير ياء المتكلم أعربت بحركات طويلة،

فنقول: جاء أبوك، رفع بضمة طويلة، ورأيت أباك، نصب بفتحة طويلة، ومررت بأبيك. جرّ بكسرة طويلة.

وهذا أسهل من القول: رفع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة. اهـ

فهل تتبنى القول بالاشباع ام انه اسهل للتدريس!

مع اني اخالفه واخالف القول بالحركات وان راي سيبويه هو الاقوى في نظري القاصر لقوة حجته.

وقول فضيلتكم:

فأما سيبويه فلم يلتفت إلى ما يتغير في لفظها مضافة، بل ذهب إلى تقدير الحركات على الحروف كما تظهر

على حرف الإعراب وهو الدال من (زيد)، فقدر الضمة علامة للرفع على الواو في مثل: جاء أبوك،

وقدر علامة النصب فتحة على الألف في مثل: رأيت أباك، وقدر علامة الجر كسرة على الياء في مثل: مررت بأبيك. اهـ

وسيبويه له تفصيل اطول من ذلك مثل مررت بابيك مجروره بالكسره على

الواو وقلبت الواو الى ياء لعله صرفيه وليست مجرورة بالكسرة على الياء.

هذا والناقد اقل قدرا وعلما ممن يُنتقَد

فا سمحوا لي بهذا التطفل ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير